الشاعر محمد علي شمس الدين: إعجابي بالمتنبي جعلني أكتب الشعر

  • 11/28/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعرفت على الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين من خلال ديوانه " قصائد مهربة إلى حبيبتي آسيا " وقرأته من نسخة مصورة لدى صديق لي ، بعدها صرت ابحث عن باقي قصائده ومؤلفاته واقرؤها بمتعة جوانية لعذوبتها ورقة معانيها ، نفتقدها للأسف مع القصائد البلاستيكية المنتشرة هذه الايام ، قال عنه المستشرق الإسباني بدرو مونتابيس:(يبدو لي أن محمد علي شمس الدين هو الاسم الأكثر أهمية، والأكثر وعدا في آخر ما كتب من الشعر اللبناني الحديث، في هذا الشاعر شيء من المجازفة مكثف وصعب؛ لا سيما أنه عرضة لكل الإشراك. شيء ما يبعث على المجرد المطلق، المتحد الجوهر، اللاصق بالشعر في أثر شمس الدين، وقلة هم الشعراء الذين ينتصرون على مغامرة التخيل، ويتجاوزون إطار ما هو عام وعادي، وهؤلاء يعرفون أن مغامرتهم مجازفة كبرى، ولكنهم يتقدمون في طريقها). وقد كشف لنا عن تأثره بأبي الطيب المتنبي قائلا : قرأت ديوان المتنبي وسيرته لأول مرة في الثالثة عشرة من عمري واقتبست الأبيات التي أعجبتني منه ودونتها في دفتر صغير كان يرافقني أينما ذهبت. ولا أمل من إعادة قراءته بين فترة وفترة , كما أنني أدركت باكراً ضرورة أن لا يطغى أسلوب المتنبي على أشعاري, لأنني لو كتبت شعراً مقلداً له لوجب إثبات أبي الطيب وإلغائي. * ما الكتاب الذي أحدث تأثيراً فيك بعد قراءته ؟ - الكتب التي أحدثت تأثيراً في بعد قراءتها كثيرة . وربما استغرق تعدادها صفحات . في طليعتها "القرآن الكريم " وهو رفيق يومي ونبع لغتي الشعرية. وهو لا يقاس بسواه لذلك أخرجه من حلبة السؤال. وإذا كان لا بد من ذكر كتاب آخر من بعده , كان له أثر طويل المدى في كتابتي فهو ديوان المتنبي وسيرة حياته. قرأته لأول مرة في الثالثة عشرة من عمري واقتبست الأبيات التي أعجبتني منه وأثبتها في دفتر صغير كان يرافقني في تنقلي . ولا أمل من إعادة قراءته بين فترة وفترة , بل لعلني أميل إلى قراءة يومية لبعض أشعاره . * ما نوع التأثير وهل أنت مقتنع بذلك ، وما مدى استمراره ؟ - بما أنني لست قارئاً محايداً, ولكنني شاعر, فإن تأثير أبي الطيب المتنبي علي بقي واقفاً عند حدود عظمته هو, وأعماقه وتجلياته في المعنى واللغة والحكمة . وقد أدركت باكراً ضرورة أن لا يطغى أسلوب المتنبي على أشعاري , لأنني لو كتبت شعراً مقلداً له في أجلى مراتب التقليد لوجب إثبات أبي الطيب وإلغائي . سأكون إذ ذاك بلا لزوم. أود أن أوضح هذه العلاقة بالنموذج الشعري التالي لأقول إن لي كياني الشعري المستقل والحديث والمفاجئ برغم محبتي التي لا حدود لها لأبي الطيب المتنبي .القصيدة التي كتبتها هي " ممالك عالية " وهي عنوان مجموعتي الشعرية الصادرة عن دار الآداب في العام 2002 . وهي على الصورة التالية : ممالك عالية " أعلى الممالك ما يبنى على الأسل .. " المتنبي "ورأيته يزن الرياح بكفه ويقول دوري ما شئت إني حامل اللهب المقدس في يدي ودم العصور ما زال يجري في أعنته القديمة غاسلاً وجهي ومقتحماً جذوري شيدت من ألم البنفسج دولة بيضاء عالية ومن لغة الطيور شيدت مملكتي وأسدلت الغناء على قصوري أعلى الممالك ما يشاد على الزهور لا السيف هذي حكمتي منقوشة فوق السحاب وفوق سارية الأثير ونظرت نحو سمائها الزرقاء فاحتشدت نسوري لا أريد أن أشرح كثيراً . أقول إعجابي بأبي الطييب المتنبي جعلني أكتب شعراً يحاوره ولا يقلده . وهذا واضح من خلال القصيدة . أما تأثيره مستمر ولكن من خلال هضم تجربته في تجربتي وليس العكس أيضا خذ مثلاً : اّخر ما كتبت , المقطع التالي بعنوان " أبو الطيب المتنبي " وهو من ديوان " النازلون على الريح " الصادر أخيراً لي عن دار الّاّداب 2014 " لا تقل ما يقول الذليل وابتكر أول الممكن المستحيل " . * هل ترى أن القراءة محرك أو دافع للتغيير في وقتنا الحاضر ؟ - القراءة ضرورة لاكتساب المعرفة والحوار معها أو نقدها, ومن دون القراءة المتعددة النواحي أي من دون الثقافة بمعناها الواسع الشامل وبمعناها المتخصص : العلمي والفني والعملي التقني والأدبي , لا مجال لأي تقدم أو تطور , حتى ليصح القول : قل لي ما تقرأ أقل لك من أنت.

مشاركة :