سعى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس الجمعة الى تخفيف حدة التوتر مع موسكو في اعقاب اسقاط تركيا طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية، داعيا إلى وحدة الصف في مواجهة تنظيم داعش الارهابي. وكتب داود اوغلو في مقالة نشرتها صحيفة ذي تايمز البريطانية انه فيما نبقي على التدابير المتخذة للدفاع عن اراضينا، فإن تركيا ستعمل مع روسيا وحلفائنا لتخفيف التوتر». وقال إن اسقاط طائرة حربية مجهولة الهوية في المجال الجوي التركي لم يكن، وليس عملا موجها ضد بلد معين. واكد داود اوغلو أن على المجتمع الدولي ان يتحد ضد «عدو مشترك». وقال يجب على المجتمع الدولي ألا يتحرك ضد نفسه، وإلا فإن المنتصر الوحيد سيكون داعشا والنظام السوري». واوضح رئيس الوزراء التركي ان التركيز يجب ان يكون على مواجهة التهديد الدولي الذي يشكله داعش بشكل مباشر، وتأمين مستقبل سوريا والسعي لإيجاد حل لأزمة اللاجئين الراهنة. وتوعدت روسيا باتخاذ تدابير اقتصادية ضد انقرة ردًا على اسقاط طائرتها العسكرية في مطلع الاسبوع. وتؤكد تركيا أنها اسقطت طائرة السوخوي 24 لانتهاكها مجالها الجوي وبعدما حذرتها عشر مرات. لكن روسيا تقول ان طائرتها لم تدخل المجال الجوي التركي ولم تتلق اي تحذير قبل اسقاطها. من جهته، قال الكرملين الجمعة إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طلب الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس يوم الاثنين 30 نوفمبر. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف «تسلم الرئيس اقتراحا من الجانب التركي بعقد اجتماع على مستوى الرئيسين»، مضيفا «هذا كل ما أستطيع قوله». وسيحضر بوتين وإردوغان قمة عالمية بشأن المناخ تبدأ في باريس يوم 30 نوفمبر. وقال بيسكوف إن إردوغان اتصل ببوتين بعد سبع أو ثماني ساعات من إسقاط تركيا مقاتلة روسية يوم الثلاثاء. وقال إردوغان لمحطة «فرانس 24» التلفزيونية يوم الخميس إنه اتصل ببوتين بعد اسقاط الطائرة لكن الرئيس الروسي لم يعاود الاتصال به. وقال بيسكوف «أُبلغ الرئيس بهذا الطلب ايضا». إلى ذلك، علقت تركيا «مؤقتا» ضرباتها الجوية ضد مواقع تنظيم داعش في سوريا في ظل التوتر المتصاعد بين موسكو وانقرة. وذكرت صحيفة حرييت التركية، ان تركيا المشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، علقت غاراتها الجوية ضد التنظيم في سوريا لتجنب المزيد من الازمات. وتقلت الصحيفة عن مصدر امني قوله ان «الجانبين (تركيا وروسيا) اتفقا على التصرف بحذر حتى بناء قنوات حوار لتخفيف حدة التوتر».
مشاركة :