أبدى عدد من سكان حي ربوة السامر والأحياء المجاورة له تخوفهم من الحياة في «بؤرة الخطر» - حسب وصفهم - مرجعين حالة القلق التي يعيشونها إلى أرض مشاع تحوّل جزء منها إلى أحواش مهملة لعمال مخالفين - وفقا لحديثهم - فيما تحولت أقسام أخرى من الأرض إلى مرمى نفايات ومرتع للحيوانات الضالة وأماكن لرمي الحيوانات النافقة الأمر الذي جعل المكان برمته أرضا خصبة لإنتاج الروائح الكريهة والأمراض الوبائية، وقال المتحدثون «للمدينة»: أن حي «ربوة السامر»، يعد واحدا من الأحياء الحديثة التي تم استحداثها شرقي جدة وهو مايبدو واضحا في صورة الأبنية الحديثة بطرازاتها المتجددة التي تنتشر فيه إلا أن هذه الأبنية لا تعكس بأي حال واقع الحي الذي يصفه سكان الحي بـ «المأساوي»، مشيرين إلى أن معاناتهم بدأت منذ أول أيام سكنهم في الحي ولا تزال المعاناة مستمرة. الأفعى والمأساة المواطن ظافر الشهري اختزل حجم مأساة الحي في عبارات قليلة قائلا: إن الأفاعي تستأنس بالضيوف في منزله وكأنها تريد مشاركته الترحاب بهم، راويا قصة غريبة يوم فتح الباب مهللاً بأحد الضيوف وإذ بأفعى كبيرة تنسل إلى داخل المنزل، ما تسبب في رعب كبير للجميع وقضاء سهرة لم تكن في الحسبان. ضرر السكان ويلفت ظافر الشهري الانتباه إلى ضرر السكان من الناحية الاقتصادية بالقول: إنه وبسبب إهمال هذه الأرض وما يصدر عنها من أمراض ومخاوف فإن نسبة المستأجرين داخل الحي تضاءلت بشكل كبير، إذ سرعان ما يضطرون للخروج من البيوت التي يستأجرونها إلى أحياء أخرى، الأمر الذي ينعكس سلبا على أصحاب المنازل والذين يعيلون أسرهم من خلال تأجير شققهم إلى المستأجرين. مداخل الحي وأضاف أن عدم تنظيم الأرض وتخطيطها لا يقف عند حدود الروائح الكريهة ونقل الأمراض واحتوائها على العمال من كل حدب وصوب، بل أيضًا فقد تسببت هذه الأرض في تضييق مساحة مداخل الحي من جهتين رئيسيتين، ما جعل مساحة المداخل أصغر بكثير مما يفترض أن تكون عليه، والذي اشترينا شققنا في الحي بناء على ما هو غير موجود حالياً، موضحا أن جميع السكان بانتظار تخطيط الأرض الكبيرة، لما لذلك من أثر مباشر على توسعة شوارع المداخل وسفلتتها بشكل جيد يليق براحة سكان الحي. خطر الجريمة ويؤكد الشهري أن حداثة الحي لا تتناسب على الإطلاق مع واقعه فالحي يعاني من انتشار العمالة على اختلاف أنواعهم، بسبب سهولة دخولهم وخروجهم إلى هذه الأرض، الأمر الذي يجعل منها مكانا مؤهلا لانتشار الجريمة وإيواء العمال المخالفين، وما قد ينتج عنه من سلوكيات مخالفة ولا تليق بمجتمعنا، موضحا أنه في الكثير من الأحيان لا يمكن لسكان الحي الاقتراب من هذه الأرض خوفا من التعرض لمخاطر غير محسوبة نظرا لانفلات المكان، حيث يستطيع هؤلاء العمال دخول الأرض والخروج منها من الأسوار المكسرة والمتهالكة التي تحط بها. معاناة حقيقية حمود الزهراني يقول: إن من ينظر إلى حي ربوة السامر من الخارج لا يعتقد أننا نعيش وسط معاناة حقيقية بسبب هذه الأرض. فالرؤية الخارجية للأبنية لا تعكس واقع سكانها المرير الذين يتنفسون على مدار الساعة روائح كريهة تنبعث من هذه الأرض الفضاء الملتصقة بالحي والتي تعج بالحيوانات النافقة فضلا عن النفايات الكثيرة التي يتم رميها كيفما كان. ويشير الزهراني إلى أنه نتيجة للإهمال الواقع هذه المساحة الكبيرة وعدم الاعتناء بها وبمن فيها تحولت إلى مكان لتصدير الأمراض والخوف لنا، موضحاً أنه قد لا يمر يوم من دون رؤية الأفاعي وهي تنسل إلى داخل المنازل، فضلاً عن أنه اضطر لقتل عدد منها داخل منزله. الأدوار الأرضية وقال الزهراني: إن جميع سكان الأدوار الأرضية في المباني يعانون من هذه الظاهرة التي تؤرق حياتهم داخل منازلهم، وهو ما يجعلنا نتردد كثيرا في دعوة أقاربنا وأصدقائنا من خارج الحي لزيارتنا، لافتًا إلى أن كل مشاكل الحي تأتينا من هذه الأرض الفضاء الكبيرة والمهملة، والتي تُركت مشاعا للقاصي والداني، دون أي اهتمام، ما انعكس سلبا على سكان الحي والأحياء المجاورة لها، معربا عن أمله من الجهات المختصة كي تسرع في تخطيط الأرض وتحويل قسم منها إلى مشروعات حدائق تكون متنفسا لأهالي الحي بدلا أن تكون سببا دائما في أرقهم. الحيوانات النافقة المواطن عبدالله العمري أشار إلى موضوع الحيوانات النافقة التي تنتشر على امتداد مساحات كبيرة من الأرض، بالإضافة إلى تحوّل قسم كبير منها إلى مرمى نفايات، حيث يستسهل البعض رمي مخلفات منازلهم فيها نتيجة عدم الرقابة وعدم تحمل المسؤولية تجاه السكان، وهو ما يتسبب بما نعانيه من روائح وأمراض لا حصر لها. وطالب العمري، الجهات المسؤولة في أمانة جدة، أن تبدي اهتماما أكبر بهذا الحي، وأن تسارع بتخطيط وإعادة تنظيم هذه الأرض التي تتوسط العديد من الأحياء شرقي الخط السريع، بيئة للمخالفة المواطن عوض الأسمري يسلط الضوء على مسألة أخرى في غاية الأهمية، حيث يقول: بالإضافة إلى كل ما ذكره سكان الحي من مشكلات يتعرضون لها بسبب عدم تخطيط هذه الأرض، فإنها أيضا أصبحت مقصدا لعمال مخالفين أنظمة الإقامة والعمل، حيث يجدون فيها ضالتهم، وبيئة مناسبة لإيوائهم بعيدا عن الأعين، وذلك بسبب الأسوار المفتوحة وسهولة الاختباء داخل الأرض، متخوفا في الوقت نفسه من أن الاستسهال في التعامل مع هذه الظاهرة، قد يجعلهم يفكرون في بناء مساكن عشوائية بطرق بدائية تقيهم من حرارة الشمس، وتكون منطلقاً لهم للعمل بطريقة غير مشروعة. المزيد من الصور :
مشاركة :