«حجر حيواني»، «أحواش» كبيرة ممتلئة بـ»الشعير»، «مخلفات» صناعية تحيط بأحياء جنوب محافظة جدة ممثلة بحي اللؤلؤ، وحي القوزين، ومخطط الساحل 285/ب، والخمرة، جعلت أهالي تلك الأحياء يطرقون أبواب جهات حكومية عدة لحمايتهم من الأضرار المحدقة بهم إلاّ أن التجاوب لم يحدث حتى الآن. آلاف الحيوانات المريضة التي تتدفق إلى تلك الأحياء في طريقها إلى الحجر الحيواني القابع منذ عشرات السنين، والذي لا يبعد عن منازل الأهالي سوى مترات قليلة، وهو ما دعا سكان تلك الأحياء بوصف ما يعانونه بـ»الكارثة». «فايروسات»، وأمراض مختلفة تهدد الأهالي بحسب حديثهم لـ»الرياض»، إضافةً إلى الهاجس الأكبر، وهو وجود الإبل داخل المحجر الحيواني، والذي قد تسبب لهم نقل فايروس «كورونا». وأكد أهالي أحياء جنوب جدة على أن معاناتهم زادت بسبب المبيدات الحشرية التي بدأت منذ أكثر من 20 عاماً، والتي تستخدمها مستودعات وشركات الشعير في الرش لحماية كميات الشعير من السوس، الأمر الذي أسهم في إيذاء الأهالي، ومعاناتهم من أمراض تصيب العين. ورصدت «الرياض» في جولة لها معاناة سكان أحياء جنوب جدة، حيث شاهدت في المساحات المجاورة للحجر الحيواني، حيوانات ميتة ومخلفاتها، وكذلك نفايات صناعية وإطارات، وسبق أن ناقش المجلس البلدي في محافظة جدة مشكلات، ومطالب أهالي تلك الأحياء وعرض المجلس مجموعة من الخطابات المرسلة للجهات المسؤولة بناء على شكاوى ومقترحات سابقة من بينها إعادة النظر في المحجر الصحي التابع لوزارة الزراعة، والذي ترمى به مخلفات صحية، وحرقها بمناطق مفتوحة وقريبة من السكان، مما سبب خطراً على صحة المواطن والبيئة. دون حل وقال عمر الأعرج -أحد سكان مخطط 285/ ب-: إن معاناتهم زادت عن الـ20 عاماً، متنقلين بين أروقة الكثير من الجهات المعنية لرفع الضرر عنهم لكن دون جدوى، مشيراً إلى أنهم بذلوا جهوداً كبيرة للحد من هذه المعاناة، إلاّ أن ذلك لم يتم حتى الآن، واستمرت مشكلاتهم دون حل يذكر رغم اللجان التي تأتي بين حين وآخر، مضيفاً أنهم يعانون من شبح «الفايروسات» بسبب المحجر الحيواني، لاسيما وأن الحيوانات التي تصل للمحجر تكون مصابة بأمراض مختلفة، وقد تنقل العدوى إلى الأهالي المجاورين لها، إضافةً إلى المحرقة الموجودة داخل المحجر المخصصة لإتلاف تلك الحيوانات، لافتاً إلى أن المعاناة الثانية تتمثل في كميات المبيدات الحشرية التي تُرش يومياً على كميات كبيرة من الشعير لمحاربة السوس، ذاكراً أنهم لا ينظرون إلى معاناة المجاورين لهم من السكان جراء رش تلك المبيدات الضارة والتي تسبب حرقة في العين. معاناة مستمرة ووصف المواطن علي حلوي -أحد سكان مخطط 285/ ب- الوضع الذي يعيشونه في الحي بـ»الكارثة»، مضيفاً أن معاناتهم مستمرة منذ سنوات وسط صمت من قبل الجهات المختصة باستثناء لجنة من فرع وزارة الزراعة قابلت بعض الأهالي، ولا نعرف نتائجها حتى الآن، مبيناً أن «السوس» اختلط بالمواد الغذائية داخل المنازل والذي انتشر بسبب وجود مستودعات الشعير التي أسهمت في وجود تلك المشكلات، إضافةً إلى المصانع الأخرى التي لانعرف محتواها، والتي تسببت في إزعاج الأهالي، ذاكراً أنهم يفاجأون يومياً بأصوات تشبه الانفجار، وتتسبب في اهتزاز شبابيك المنزل بسبب تواجد أحد المصانع، والذي يمارس عمله من بعد الساعة الـ12 صباحاً مستغلاً هدوء الوقت، وعدم وجود الرقابة، لافتاً إلى أن الكثير يشكو أيضاً من مشكلات المحجر الحيواني الموجود وسط أحياء جنوب جدة، لاسيما في ظل الروائح الكريهة التي تنبعث من داخله بسبب اتلاف الحيوانات المريضة. حشرة السوس وأوضح أبو طارق العريشي -من مخطط 285/ ب-، أن معاناته تتمثل في الكثير من المشكلات التي تواجههم منذ عدة سنوات، مضيفاً أن الحي لا يوجد له مدخل رئيسي، وتحيط بها المستودعات من جميع الجهات، مبيناً أنهم يعانون من حشرة «السوس» بسبب مستودعات الشعير، إضافةً إلى الإبل السائبة التي تهدد المارة، والروائح التي تنبعث من المحجر الحيواني بالخمرة. وتحدث سالم الصبيان -من سكان أحياء جنوب جدة- عن المشاكل التي تحاصرهم من جميع الجهات، لاسيما أنهم في أحياء تقبع خلف مستودعات ومصانع ومحجر حيواني له تأثيرات مستقبلية على سكان الحي. أمن حيوي وأكد المهندس سعيد جار الله الغامدي -مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة- على أن المحجر الحيواني بالخمرة حريص على تطبيق إجراءات الأمن الحيوي، والتي تحد من انتشار الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، مضيفاً أن الإرساليات الحيوانية التي تحجر بالحجر هي التي يشتبه بإصابتها بأحد الأمراض المحجرية، وبنسبة أقل من 10 %، والتي لا تشكل خطورة على الثروة الحيوانية، أو حياة الناس المخالطين لهذه الإرساليات، مبيناً أنه يتم حجرها في محجر الخمرة لغرض عزلها وتحصينها ضد الأمراض المختلفة، مشيراً إلى أن الأمراض الوبائية المشتركة بين الإنسان والحيوان يتم إرجاعها إلى مصدرها عن طريق محجر ميناء مدينة جدة الإسلامي. وأفاد فؤاد أحمد الغامدي -مدير المحاجر بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة- أن من إجراءات الأمن الحيوي المطبقة بالمحجر مغاطس لتطهير الشاحنات والسيارات في حالة الدخول والخروج من المحجر، وذلك لضمان عدم انتقال العدوى من وإلى المحجر، مضيفاً أنه يتوفر بالمحجر «محرقة صديقة للبيئة»، وذلك للتخلص من الحيوانات النافقة، موضحاً أنه تم التعاقد مع شركة متخصصة لتنظيف الحظائر بعد كل إرسالية، وترحيل المخلفات الحيوانية إلى المرمى العام للبلدية. أبو طارق العريشي متحدثاً عن مستودعات الشعير المحجر الحيواني يمثل معاناة للأهالي حرق المخلفات بمناطق قريبة من السكان رش المبيدات الحشرية لحماية الشعير من السوس حيوان ميت بجوار الأحياء إتلاف حيوان ميت بالحرق
مشاركة :