يخطف كلاسيكو الهلال والاتحاد الذي يحتضنه إستاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض، اليوم، والمؤجل من الجولة الـ12 لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الأنظار، وتخيم على المواجهة أجواء مثيرة، رغم غياب عدد من اللاعبين المؤثرين، وذلك في ظل الصراع الشرس على لقب الدوري، فضلًا عن الحالة الفنية الرائعة لكلا الكبيرين. عودة الزعيم يدخل الهلال صاحب الأرض الكلاسيكو وهو في أفضل حالاته الفنية، تحت قيادة الأرجنتيني رامون دياز، إذ يقدم الزعيم عروضا رائعة منذ عودته من المشاركة في مونديال الأندية، ويملك 40 نقطة من 20 مباراة، وسجل لاعبوه 40 هدفًا، واستقبلت شباكه 20، ويتمسك بحظوظه كاملة في المنافسة على اللقب، رغم الفارق الكبير مع المتصدر الاتحاد الذي يبلغ 14 نقطة، مع وجود 3 مباريات مؤجلة بما فيها كلاسيكو اليوم. خيارات دياز قاد رامون دياز، الأزرق في الولاية الثانية بالدوري، خلال 3 مباريات فقط، سجل خلالها الزعيم 11 هدفًا، بواقع 5 في الشباب، وهدفين في مرمى الحزم، ورباعية في شباك المنافس التقليدي النصر، في حين لم يتلقى مرماه هدفا، وهي أرقام تعكس تأثير عودة دياز على الزعيم، الذي يخوض القمة بصفوف مكتملة، على اعتبار أن الموجودين على نفس مستوى الغائبين بسبب الإصابة، بل قد يكونون أعلى، إذ يغيب الظهير الأيمن محمد البريك، ويعوضه القادم من الاتحاد سعود عبدالحميد، وعبد الله عطيف وناصر الدوسري مركزهما يعج باللاعبين المتميزين، فضلًا عن عبد الإله المالكي الذي أصيب قبل أن يرتدي قميص الهلال في أي مباراة. وعدل دياز في مراكز بعض اللاعبين، فأعاد البيروفي كاريلو إلى التشكيل الأساسي، بعد أن كان بعيدًا مع جارديم، واستعان به كلاعب وسط أيمن بدلًا من جناح صريح، مع وجود بيريرا كلاعب 10 بمهام أخرى في وسط الملعب. ويلعب المدرب الأرجنتيني بلاعب ارتكاز وحيد، واختار الكولومبي كويلار لهذا الدور، وفي الأمام يعتمد على الثلاثي الهجومي المرعب ماريجا وإيجالو وسالم الدوسري، مع وجود المحرك الرئيسي للفرقة الزرقاء سلمان الفرج، ويتوقع ألا يخرج تشكيل الهلال الأساسي عن هؤلاء اللاعبين، إلا في حالة لجوء الأرجنتيني لتعديلات طفيفة لتطبيق أفكار معينة. أزمة النمور على الجهة المقابلة، سيكون الاتحاد في موقف لا يحسد عليه، وهو يخوض مباراة نارية مع منافس بحجم الهلال، غير حسابات الصدارة مع اقتراب الدوري من مرحلة الحسم، فالعميد الذي يتصدر الدوري بـ54 نقطة، من 22 مباراة مع مباراة واحدة مؤجلة، وهي مواجهة اليوم، وسجل لاعبوه 48 هدفا كأقوى الفرق هجوما، واستقبلت شباكه 18 هدفا متساويا مع الفيحاء كأقوى الفرق دفاعا، يدخل المباراة ناقصًا أهم أسلحته الدفاعية والهجومية، بتواصل غياب الدولي المصري أحمد حجازي للإصابة، كما تحوم الشكوك حول مشاركة عمر هوساي المدافع البديل، ويبتعد عبدالرزاق حمدالله هداف الفريق الخطير، لأول مرة منذ انتقاله للعميد، بسبب الإصابة في العضلة الضامة، وأيضا البرازيلي إيجور كورونادو حيث يواصل برنامجه العلاجي، ومعهم عبد الرحمن العبود الجناح المتميز، للإيقاف، بعد حصوله على بطاقة حمراء خلال مواجهة ضمك بالجولة الماضية. وسيكون على مدربه الروماني كوزمين إيجاد الحلول الدفاعية في وسط الملعب وعلى مستوى خط الدفاع، لمواجهة الهجوم الهلالي المرعب، وسيحاول ابتكار حلول هجومية للاعبيه، في غياب أحد أهم صانعي الألعاب بالدوري كورونادو، والهداف القادر على التسجيل من أنصاف الفرص حمد الله. حلول مقترحة تحرك كوزمين لمواجهة الغيابات المؤثرة، بتحريك دكة البدلاء، وتجهيز عدد من العناصر لسد الثغرات التي سيتركها غياب الخماسي، وسيعوض غياب حجازي وعمر هوساوي، بالثنائي زياد الصحفي الذي تماثل للشفاء من إصابته، وعبد الله الحافظ المعار من الوحدة، والذي قدم أداء مميزا في آخر مباراتين. وستكون خيارات كوزمين في خط الوسط محدودة، لتعويض غياب صانع ألعابه كورونادو، الذي سيلعب مكانه ابن جلدته رومارينهو هداف الفريق والأكثر إسهامًا في أهدافه هذا الموسم بـ19 هدفا من أصل 48 هدفا، سجلها الاتحاد حتى الآن، وسيعود قائد الفريق فهد المولد للخارطة الأساسية، ليسد مكان عبد الرحمن العبود الموقف، ويعوض المهاجم هارون كامارا، غياب المغربي عبد الرزاق حمد الله، والذي يعتبر أحد أهم البدلاء لتأثيره في النتائج، بعد نزوله كبديل في أوقات حساسة من المباراة. واستعان كوزمين ببعض العناصر الشابة لتدعيم دكة البدلاء، بعد إشراك 5 لاعبين من البدلاء في التشكيل الأساسي، مما ترك فراغا في هذه الخانات، لذلك استدعى عّمر الجدعاني وأحمد باحسين وعوض الناشري وحازم الزهراني، ويعود لاعب الخبرة عبد العزيز الجبرين للنمور، كما أن وجود مد الله العليان سيقوي الدكة، في لقاء يعتبر مفترق طرق للفريقين. أهمية قصوى أهمية اللقاء تكمن في أنه سيكون منعطفا رئيسيا في مسألة حسم اللقب، ففي حال فوز أو تعادل الاتحاد سيقترب كثيرا من حسم لقب الدوري، حيث سيزيد الفارق النقطي مع الهلال، الذي إذا ما استغل ظروف ضيفه وانتصر، فإنه يحيي آماله بالمنافسة على صدارة الترتيب وتقليص الفارق مع الاتحاد والدخول كمنافس على لقب الدوري بشراسة خلال الجولات السبع الأخيرة، كما أن للتنافس التاريخي بين الكبيرين دورا مهما في إشعال اللقاء وزيادة إثارته. نجوم لامعة تناوب عدد من النجوم في ارتداء قميصي العملاقين سواء على الصعيد المحلي أو الأجنبي، وكانت البداية مع البرازيلي سيرجيو ريكاردو الملقب بـ«المجنون»، الذي استهل مشواره في المملكة رفقة الأهلي، وبعدها مثل الهلال عام 2000، ثم انتقل للاتحادفي 2003، ومثل المغربي أحمد بهجا الهلال عام 1994، وبعدها انتقل للاتحاد عام 1997، لكن اللاعب السعودي الذي صاحب انتقاله من الهلال إلى الاتحاد، جدلا كبيرا، كان أحمد الدوخي، كما مثل خميس العويران الهلال في الفترة من 1987 حتى 2001 ، ثم انتقل للعب رفقة العميد في 2001، ولعب عيسى المحياني للهلال في الفترة من 2009 وحتى 2012، ثم انتقل للأهلي، فالاتحاد في 2015 لفترة قصيرة للغاية، ومثل أحمد الفريدي الزعيم الهلال من 2007 حتى 2012 ، وانتقل إلى الاتحاد عام 2012 ، وارتدى سعود كريري قميص العميد 10 مواسمقبل أن يوقع للهلال في 2013 وحصد مع 3 بطولات، كما تأهل لنهائي الآسيوية في عام 2014، علاوة على أسماء أخرى مثل شافي الدوسري وعبد الرحمن اليوسف ومسفر القحطاني ومختار فلاتة، وشهد يناير الماضي انتقال الظهير الأيمن سعود عبد الحميد بشكل مفاجئ للهلال بعقد يمتد حتى 2025، وسط غضب كبير من الجماهير الاتحادية، وتبعه الزعيم بالتعاقد مع عبد الإله المالكي لاعب وسط الاتحاد حتى 2026 في صفقة انتقال حر، وشراء ما تبقى من عقده إلى جانب التنازل عن مد الله العليان لمصلحة الاتحاد. تفوق أزرق يدخل الهلال المواجهة وهو يحمل رقمين مميزين يأمل المحافظة عليهما، إذ إنه الأكثر فوزا بالمواجهات التي جمعت الفريقين على ملعب الأمير فيصل بن فهد في عهد دوري المحترفين، إذ تقابلا 3 مرات على ذات الملعب دوريا، تفوق الهلال مرتين وتعادلا مرة واحدة، وسجل الهلال 9 أهداف، مقابل هدفين فقط للاتحاد، وأقيمت المباراة الأولى في موسم 2010، ويومها انتصر الهلال بخماسية نظيفة، قبل أن يعود الفريقان للعب مرة أخرى موسم 2012 وتعادلا 1/‏1، أما اللقاء الثالث والأخير فجرى في موسم 2019، وفيه انتصر الهلال 3 /‏1 ، كما يعتبر الهلال الأكثر انتصارا في مواجهات شهر مارس في تاريخ دوري المحترفين، فسبق وأن تقابلا 4 مرات في هذا الشهر بدوري المحترفين، حيث فاز الهلال في مباراتين، والاتحاد في مباراة، وتعادلا في واحدة، وجرى اللقاء الأول بينهما في 18 مارس 2010، وانتهى اتحاديا 2/‏ 1 ، وانتهى اللقاء الثاني، الذي لُعب في 20 مارس 2011 بالتعادل السلبي، وحسم الهلال المواجهة الثالثة في الـ 29 من مارس 2013 بنتيجة 4 /‏2، أما اللقاء الرابع فجرى في الـ 5 من مارس 2017، وانتهى هلاليا 3/‏ 1.