الجيش الليبي يبعث برسائل عسكرية للدبيبة تستبق دخول باشاغا إلى طرابلس

  • 3/9/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

نفذ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تجربة صاروخية بنجاح الثلاثاء بدت وكأنها رسالة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية عبدالحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة للحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا الذي يستعد للتنقل إلى العاصمة طرابلس لمباشرة مهامه. وجاءت التجربة بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس حكومة الاستقرار باشاغا أن فريقه الحكومي سيتوجه إلى طرابلس خلال اليومين المقبلين، وأنها ستتسلم السلطة بقوة القانون وليس بقانون القوة وفق تعبيره. ونفى باشاغا أن تكون حكومته موازية قائلا “حكومتي هي حكومة لكل البلاد شرقا وغربا وجنوبا، تم اختيارها وتعيينها بعد توافق واتفاق بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة (استشاري)”. وكشف الجيش الليبي عن تجربة صواريخ باليستية من طراز “آر-17 إلبروس” وهي من الصواريخ الباليستية الأكثر انتشارا في العالم، ويطلق عليها عملياتيا اسم “سكود بي”، نحو أهداف افتراضية محددة بدقة من جنوب منطقة سلوق جنوب غرب بنغازي على بعد 300 كلم جنوب مدينة طبرق. كمال المرعاش: التجربة رسالة للدبيبة بأن الجيش جاهز لإنهاء التمرد في طرابلس وبدت هذه التجربة لافتة ومثيرة في توقيتها إذ جاءت في ذروة الأزمة بين باشاغا والدبيبة حول الحكومة بعد أن منح البرلمان الثقة لحكومة الاستقرار وسط رفض من رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي انتهت ولايتها في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي تسليم السلطة بشكل سلمي وسلس. ويرى مراقبون وأوساط سياسية ليبية أن هذه التجربة التي جاءت بعد ساعات من مداهمة وكر لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جنوب البلاد والقبض على عناصر هناك بمثابة الرسالة العسكرية الواضحة للدبيبة الذي رفض وساطة من تركيا بينه وبين باشاغا، ويواصل خلال اتصالات تجمعه بفاعلين محليين الركون إلى الحلول السلمية في تسليم السلطة. وقال المحلل السياسي كمال المرعاش إن “التجربة الصاروخية رسالة لأطراف داخلية وخارجية، هي رسالة للدبيبة مفادها أنه عندما تطلب الحكومة الشرعية تدخل الجيش الوطني لإنهاء حالة التمرد في العاصمة، فإن الأمر سيتم خلال ساعات، وهذا يبقى خيار رئيس الحكومة الجديد في طلب تدخل الجيش”. وتابع المرعاش في تصريح لـ”العرب” أن “السيد فتحي باشاغا سوف يعتمد أولا على إقناع عبدالحميد الدبيبة بعدم جدوى المواجهة العسكرية لإنه سيكون الخاسر الأول فيها، لأن السيد باشاغا له مجموعات مسلحة قوية وأكثر عددا وعتادا وموالية له في مصراته وطرابلس ولن يحتاج للنزول من الزنتان أو غيرها. وفي تصوري سوف يقرر خلال الساعات القادمة الدخول إلى طرابلس وتسلم المقرات سلميا، وإذا ما واجه مقاومة عسكرية فلن يتردد في استعمال القوة العسكرية المضادة لها، وسوف تدعمه رسالة القوة الأخيرة التي استعرضها الجيش من خلال إطلاق هذا الصاروخ بنجاح”. وكان الدبيبة قد بعث بمؤشرات مؤخرا على أنه سيصعد المواجهة إذا حاول باشاغا دخول العاصمة خاصة بعد تردد أنباء مفادها أن رئيس الحكومة الجديدة سيدخل من مدينة الزنتان ما جعل رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها يستنجد بمدير إدارة الاستخبارات العسكرية آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي الذي يتحدر من الزنتان للقيام بترتيبات عسكرية هناك على ما يبدو. ويثير تلويح الدبيبة بالحرب استغرابا لدى المراقبين المحليين خاصة أن موازين القوى عسكريا تميل لباشاغا. فتحي المريمي: ملتزمون بوقف إطلاق النار، واتصالات لإقناع الدبيبة بتسليم السلطة وتزيد هذه التطورات المخاوف من تجدد القتال في العاصمة الليبية خاصة في ظل ما يتردد عن انقسامات بين الميليشيات في المنطقة الغربية والتي يدين عدد كبير منها بالولاء لباشاغا، لكن أوساطا سياسية حاولت تهدئة هذه المخاوف مشيرة إلى اتصالات تجري مع الدبيبة لإقناعه بتسليم مقرات الحكومة ومكتبه. وقال المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان فتحي المريمي، إن “الليبيين ملتزمين بوقف إطلاق النار، ونتجه اليوم إلى الوفاق والتوافق وترسيخ دولة المؤسسات، السيد فتحي باشاغا لن يدخل بقوة السلاح لكن بقوة القانون وبالاتصالات التي تجريها عدة أطراف من أجل أن يسلم الدبيبة مكتبه بكل سلاسة وأريحية”. وأضاف المريمي في تصريح لـ”العرب” أن “الجميع لا يرغب في المواجهة في ليبيا اليوم، لأن الخاسر في النهاية ستكون الليبيين أنفسهم، بعون الله الدبيبة في طريقه لتسليم الحكم لأننا في دولة فيها إعلان دستوري ومؤسسات تقوم بدورها”. وتزداد ضبابية المشهد السياسي الليبي على وقع الانشقاقات التي ضربت مجلسي الدولة والنواب، فبعد أن باتت تهدد تماسك الأول خرج مجموعة من النواب في البرلمان وعددها 50 لتعلن تشكيل “برلمانيون ضد التمديد” والتي قالت في مؤتمر صحافي إنها تعارض بشدة تولي باشاغا السلطة. ودعت الكتلة إلى إنهاء المراحل الانتقالية وإصلاح مجلس النواب، مشيرة إلى أنه تم تأسيسها لدعم المسار الانتخابي والمحافظة على وحدة ليبيا. والاثنين التقى رئيس البرلمان عقيلة صالح المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، مبديا رفضه التدخل في قرارات مجلسه في خطوة تعكس رفضا من البرلمان للمبادرة التي دفعت بها ويليامز لتشكيل لجنة تضع قاعدة دستورية للانتخابات في مدة لا تتخطى الـ14 يوما، وهي مبادرة رأت فيها أوساط سياسية ليبية انحيازا للدبيبة. وأكد صالح خلال اللقاء الذي عُقد في مدينة القبة (شرق) “عدم قبوله التدخل في قرارات مجلس النواب وبأن قرارات المجلس غير قابلة للتصديق من أي جهة كانت”، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسم المجلس عبدالله بلحيق عبر صفحته في فيسبوك. ودافع عن قرارات مجلس النواب الأخيرة ووصفها بأنها “قانونية”، ولاسيما قرار تعيين رئيس وزراء جديد بهدف تنحية الحكومة الحالية في طرابلس التي يقودها عبدالحميد الدبيبة، وفق المصدر نفسه.

مشاركة :