عاطفة الرجل وعقلانية المرأة

  • 3/9/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يقال إنَّ المرأة تتعامل بعاطفتها، لا بعقلها، وإنَّ الرجل أكثر عقلانية؛ وبالتالي أكثر منطقية وحكمة! حتى تتأكد من مقولة تتعلق بجنسك الذي تنتمي له، اختبرها على نفسك، ابحث عن جميع المواقف التي كنت بها عاطفيًّا أو عقلانيًّا أيًّا كان تصنيفها لديك أو لدى الآخر، هل تجد نفسك دائمًا على أسلوب واحد؟ هل تستطيع حصر أسباب عاطفتك أو صرامتك «قسوتك» والتي تصنف عقلانية عند البعض؟ إذا كنتِ امرأة.. هل تتصرفين غالبًا بعقل مراهقة وقلب طفلة؟ وإذا كنت رجلًا.. هل تعتقد أنَّ إظهار العاطفة ضعف ونقص؟ أعتقد أنَّ كليْهما تمت أدلجتهما؛ وبالتالي تشوَّهت فطرتهما، ولكنهما حقيقة -المرأة والرجل- يعتبران «أغبياء» عاطفيًّا، أيْ يعانون من الغباء العاطفي، المرأة تعتقد أنَّ السخاء في العاطفة نورٌ على نور، والرجل يظن أنَّ العاطفة ليست من سماته، وإنْ شعر بها لابد أنْ يُخفيها، وأنا هنا لا أقصد المفهوم السقيم للعاطفة «الحب»، وإنما جميع أشكال المشاعر من حزن وغضب ووِد وشوق واحتياج وارتياح... إلخ. لو وضعا القاعدة الأزلية أنَّ «ما يزيد عن حدِّه يتحول إلى ضده» نصب أعينهما، ستستقيم حياتهما، ولكن هناك سطوة ذكورية تكونَت بسبب «اهتمامات الرجل باكتساب حرفة»، وضعف أنثوي تكون بسبب اهتمامات المرأة بـ«الخِلفة»، أي الإنجاب، والحقيقة التي لا تميزها الغالبية، أن اختلاف الاهتمامات لا يعني اختلاف القدرات. إذا قدرّنا قوة الرجل وغباء المرأة كما -يُردد دائمًا-، سنجد أنَّ الرجل أضعف من أنْ يتحمل أعباء إدارة المنزل تشريعيًّا وتنفيذيًّا في آنٍ واحد كما تفعلها المرأة وعلى أكمل وجه!، وسنجد المرأة أكثر ذكاءً في التعامل مع كائن يسمى «الرجل». ما نراه هنا هو العقل الجمعي الذي اُسقط من خلال أيدولوجية تعليمية تشريعية على مجتمع وضع المرأة والرجل في قوالب معينة، تتغير هذه الأيدولوجيا من زمان إلى زمان، ومن سياسة إلى سياسة، من يخرج عنها يُعتبر مسخًا أو غير سليم عقليًّا، بالاستسلام لتلك الأيدولوجية أصبحت المرأة تمارس المازوشية على أنها حبٌّ وعطاء كما علموها، وأصبح الرجل يمارس السادية على أنها الطريقة الصحيحة لتحمل المسؤولية والتعامل مع الآخر. ولكن الآن بدأنا مرحلة التوازن، لنصبح متوازنين إنسانيًا، فأصبح الرجل يعبر عن عاطفته بكل فخر، وعقلانية المرأة لا مجال للشك فيها.

مشاركة :