تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الرابع والأربعين وسط تطورات سياسية واقتصادية محلية وإقليمية وعالمية متلاحقة، تعاملت معها بكل حكمة وقدرة على النجاح والصمود أمام المحن والإصرار بعزيمة لا تلين على تحقيق التقدم لشعبها في مختلف المجالات. وكان لحكمة القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله، بشأن كيفية التعامل مع هذه الأحداث والتطورات الدور الأكبر في تخطي الصعوبات وتحقيق النجاح، خاصة أمام أكبر تطور سياسي شهده العام 2015 ألا وهو الأزمة اليمنية. فقد وضعت التطورات التي شهدها اليمن القيادة السياسية في الدولة أمام اختبار حقيقي لأن القضية اليمنية تمس الأمن والاستقرار ليس لدولة الإمارات فحسب ولكن لمنطقة الخليج العربية والأمة العربية كلها.. لذا كان القرار الحاسم والشجاع بالدفاع عن أمننا وأمن أمتنا عبر المشاركة الفعلية بقواتنا المسلحة ضمن قوات التحالف العربي لردع العدوان ودحره. منظومة خليجية وعربية إن ما حدث في اليمن من انقلاب على الشرعية والتصدي له كان ضرورة وطنية وقومية، لأن اليمن كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة جزء من منظومة خليجية وعربية لا ينفصل عنهما وأي تفريط به سينقلب على أمن الوطن أيضا لذا اتخذت القيادة القرار بالمشاركة في التصدي للعدوان على هذا البلد. غير أن المشاركة الإماراتية الفعلية في التصدي لهذا العدوان لم يشغل الدولة عن مراقبة ما يحدث في المنطقة العربية من تطورات والتعامل معها بحكمة.. كما أن هذه التطورات لم تحرف الدولة عن تنفيذ خططها الاقتصادية والنهوض بالبلاد وتحقيق التقدم في مختلف المجالات، وليس أدل على ذلك من شهادات دولية بأن الإمارات باتت الدولة الأولى على صعيد الرقي الاقتصادي على المستوى الداخلي والعمل الإنساني على مستوى العالم. لقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، في هذا الصدد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لم ترفع السلاح يوما إلا في وجه الظلم والطغيان وقوى الشر الخبيثة التي تضمر لها السوء وتريد النيل من حاضرها وسلبها الحق في رسم ملامح مستقبلها. أما جنود القوات المسلحة فكان جوابهم على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. فمن جانبه قال العميد الركن علي سيف الكعبي قائد قوات التحالف التي حررت سد مأرب: إن شعب الإمارات مشهور تاريخيا بالشجاعة والإقدام ومساعدة الآخرين في المحن وهي طبيعة أهل هذه الدولة والهمة والعزيمة والصدق في القتال في سد مأرب شاهدة على ذلك وغيرها من مواقع القتال، وقواتنا وجنودنا ضربوا أروع الأمثلة في القوة والصبر والقتال، وهم ملتزمون بإعادة الشرعية ضمن قوات التحالف وكانت الجندية الإماراتية عند حسن ظن قيادتها بها وأن هذا الوطن المعطاء ترخص له النفوس والأرواح، فنحن فداؤه وخلف قيادتنا الرشيدة حتى تتم إعادة الشرعية لليمن الشقيق، ونؤكد للجميع أن أبطال الإمارات ودول الخليج حصن منيع ضد من تسول له نفسه العبث في المنطقة. تخليص الشعب اليمني إن قرار الحرب لم يكن الهدف الأول والنهائي وإنما كان له هدف انساني آخر،وهو تخليص الشعب اليمني من الفئة الباغية ومن ثم الدخول في معركة إعمار لكل المدن والقرى اليمنية وإعادة الحياة إلى كل شبر يتحرر من قبضة الحوثيين، فكان أن هبت الدولة بمؤسساتها الخيرية ورمت بثقلها في عدن ومديرياتها والمدن القريبة التي تحررت والعمل ليل نهار لإعادة الحياة إليها وتعويض الشعب اليمني الشقيق عن الحرمان والدمار الذي عانته بلاده أثناء العدوان. ولم تغفل الدولة عن أن مساعدة الشعوب هي الأهم لذا لم تغفل الجانب الإنساني فانطلقت لتقديم العون والمساعدة للشعب اليمني منذ عشرات السنين،وما موضوع اعادة سد مأرب سوى علامة بارزة على مساعدات الإمارات حيث تعهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتحمل تكاليف اعادة بناء هذا السد كموقع تاريخي له أهميته في اليمن والمنطقة العربية. ومنذ بدء الأزمة أعلنت وزارة التنمية والتعاون الدولي أن إجمالي حجم المساعدات الإماراتية المقدمة للاستجابة للأوضاع الإنسانية في اليمن منذ مطلع العام 2015 والناجمة عن الاضطرابات السياسية هناك بلغ في المرحلة الأولى نحو 430 مليون درهم.. ثم أوضحت أن تلك المساعدات وصلت إلى 744 مليون درهم حتى شهر أغسطس الماضي ولا تزال المساعدات الإماراتية تقدم للشعب اليمني. وساهمت في تقديم تلك المساعدات بناء على توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات هيئاتها الخيرية وأبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية ومؤسسة سقيا الإمارات ومؤسسة الرحمة للأعمال الخيرية وبيت الشارقة الخيري. وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في تصريح بمناسبة الإعلان عن بلوغ المساعدات الإنسانية الإماراتية لليمن هذه الأرقام، إن دولة الإمارات من أولى الدول التي شرعت ومن خلال الشراكة والتنسيق الفاعل والقوي مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في تقديم كل سبل الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، وترافق ذلك مع دور دولة الإمارات ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لرفع الضيم عن الشعب اليمني الشقيق نتيجة سيطرة الفئة الباغية من الحوثيين والمتعاونين معهم والساعين للهيمنة على مقدرات اليمن الشقيق. الأزمة السورية لم تغفل الدولة في عملها الإنساني ما يحدث في المنطقة العربية وما خلفته من أوضاع إنسانية صعبة خاصة في سوريا.. وظلت تواصل في برنامجها الإنساني للاجئين السوريين في دول الجوار. وقد أعلنت وزارة التنمية والتعاون الدولي أن قيمة المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات للتخفيف عن المتضررين من الأزمة السورية منذ عام 2012 حتى اليوم تجاوزت 1.34 مليار درهم أي ما يعادل 364 مليون دولار أمريكي. وقالت الوزارة إن تلك المساعدات الإنسانية لعبت دورا رئيسيا في إغاثة المتضررين جراء الأزمة السورية، خاصة اللاجئين في الدول المجاورة والذين تجاوز عددهم أربعة ملايين شخص. وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول في الاستجابة لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للنازحين داخل سوريا إلى جانب اللاجئين في الدول المجاورة وهي الأردن ولبنان والعراق وتركيا. وتمكنت الدولة - حسب تقرير للوزارة - خلال عام 2014 وحده من تخصيص وتوزيع أكثر من 220 مليون درهم لتوفير خدمات غذائية وصحية وتعليمية إلى جانب خدمات المياه والصرف الصحي للاجئين في الدول المجاورة، وكذلك النازحين داخل سوريا من خلال خطة الإغاثة الإنسانية للأمم المتحدة داخل سوريا وخطة الاستجابة الإقليمية للأمم المتحدة للاجئين السوريين. السياسة الخارجية تقوم السياسة الخارجية لدولة الإمارات على أسس وقواعد صلبة لا يمكن أن تحيد عنها، وهي كما وضع منهجها المغفور له الشيخ زايد بن زايد آل نهيان،طيب الله ثراه، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله. إن الإمارات مع التعاون الإنساني مع الدول وضد الإرهاب والتطرف أينما كان ومن أي مصدر كان.. وقد أكد هذه المبادئ صاحب السمو رئيس الدولة في رده على ما جرى في باريس من عمل إرهابي نفذه تنظيم داعش عبر وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة وتضامنها التام مع الجمهورية الفرنسية الشريك الاستراتيجي الصديق في الظروف الصعبة التي تمر بها لمواجهة الجريمة البشعة التي أودت بحياة أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء. وأعرب سموه عن تعاطف وتضامن الإمارات حكومة وشعبا مع الشعب الفرنسي الشقيق في هذا الامتحان الصعب.. وأكد سموه ادانة دولة الإمارات للإرهاب بكل أشكاله وصوره باعتباره ظاهرة تستهدف الأمن والاستقرار في العالم.. مشددا على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات لاستئصال هذه الآفة. وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة عن استعداد دولة الإمارات للتعاون مع جمهورية فرنسا الصديقة في كل ما يتطلبه الموقف، وتؤكد في الوقت ذاته أن الإمارات لن تألو جهدا في كل ما من شأنه مواجهة الإرهاب والقضاء عليه بكل صوره وأشكاله.. داعيا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود المشتركة للتصدي لتحدي التطرف والإرهاب والذي يمثل خطرا مشتركا لا يميز في تهديده بين بلد و آخر. ودعا سموه المجتمع الدولي إلى التكاتف بقوة في مواجهة التطرف فكرا ودعما وإجراما.. وحذر من أي محاولة للخلط وتبرير الإرهاب تحت أي ذريعة. وأضاف سموه:إننا نؤكد قيمنا الدينية وموقعنا الإنساني في الرفض المطلق للتطرف والإرهاب والجرائم التي يرتكبها في حق المدنيين والأبرياء وموقعنا مع العالم المتحضر الذي يرى في الإنسانية والسلم مبدأ غاليا شاملا يجمعنا. وقد حدد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ملامح السياسة الخارجية للدولة عندما قال: إن الهوية العربية والإسلامية لدولة الإمارات العربية المتحدة هي مصدر تقدمها وانفتاحها على العالم، وإن دولة الإمارات صغيرة بمساحتها كبيرة بتأثيرها على مسار التطور العالمي وإنها أرض كانت صحراوية في زمن مضى لتنبت اليوم الكثير من الخيرات وتشمخ بالعمران ومعالم النهضة والحداثة. عدم الاستقرار في ليبيا وتطرق سمو الشيخ عبد الله بن زايد إلى الوضع في اليمن وأعرب عن ارتياحه إزاء عملية استعادة سيطرة الشرعية اليمنية على باب المندب واعتبر هذه الخطوة بمثابة بداية النهاية لسيطرة الانقلابيين ومن يدعمهم في اليمن.. مجددا موقف دولة الإمارات المتواصل في سعيها مع المجتمع الدولي لإعادة العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وأيضا في دعمها للتحالف العربي لرفع قدرات الشعب اليمني لإعادة الاستقرار لبلاده وعبر التزام الإمارات أيضا بدعم الجهود الإنسانية لتلبية الاحتياجات الماسة للشعب اليمني الشقيق. وبشأن ليبيا عبر سموه عن قلق دولة الإمارات إزاء استمرار عدم الاستقرار في ليبيا.. وشدد على ضرورة رفع الحظر المفروض على قدرات الحكومة الليبية المنتخبة لتمكينها من محاربة التنظيمات الإرهابية والتصدي للتهديدات العابرة للحدود. وحول الأزمة السورية دعا سموه مجلس الأمن الدولي للقيام بدوره الأساسي لضمان عملية الانتقال السياسي للسلطة.. وحث المجتمع الدولي على استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وأكد استمرار التزام دولة الإمارات بموقفها القومي والإنساني في دعم الشعب السوري والتخفيف من معاناته. كما أكد مجددا تضامن دولة الإمارات مع العراق سواء في جهوده لمكافحة تنظيم داعش أو في مجال دعم البرامج الإنسانية،وشجع حكومة العراق على أن تكون الإصلاحات التي تقوم بها شاملة ومنصفة وعادلة لجميع مكونات الشعب العراقي. موقف ثابت من احتلال الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وشدد سموه في خطابه أمام الجمعية العامة موقف دولة الإمارات الثابت من مسألة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى). وبشأن القضية الفلسطينية حذر من مشاعر الظلم والإحباط التي تولدت جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لحقوق الإنسان التي من شأنها أن تتيح المجال للجماعات المتطرفة لاستغلال الأوضاع الإنسانية الخطرة وبث الأفكار المتطرفة بين الشباب المحبط. وفي هذا السياق قال سموه إن دولة الإمارات تشعر ببالغ القلق إزاء تصاعد التوتر والعنف في المنطقة نتيجة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها عناصر تتعمد زعزعة استقرار المنطقة وتقويض أمنها، فقد تصاعدت الجرائم الإرهابية بطريقة بشعة لم يشهد العالم مثلها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي ترتكبها التنظيمات المتطرفة وأبرزها: تنظيم داعش والقاعدة وحزب الله وأنصار الله وجماعات أخرى، تتستر بالغطاء الديني لأغراض سياسية تدينها دولة الإمارات بشدة وتستنكر الأساليب الوحشية التي تنتهجها تلك الجماعات باسم الدين الإسلامي والتي لا تمت بأي صلة لمبادئه السمحة الداعية للتعايش السلمي وقبول الآخر. وقد زادت وحشية هذه التنظيمات مؤخرا عبر اعتداءاتها في دول المنطقة، حيث تتبع عناصرها أساليب خبيثة للسيطرة على الفئات المستهدفة خاصة الشباب وخداعهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتوجيههم عن بعد لارتكاب جرائم إرهابية، الأمر الذي يؤكد أن تهديد أخطار هذه التنظيمات لا يقف عند حدود جغرافية معينة بل يتجاوز منطقتنا ويشكل خطرا على سائر الدول والمجتمعات. وقد أدركت الدولة أهمية إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة بعد خمس سنوات من الصراع والفوضى، ولذلك تحركت قوى المنطقة ووحدت جهودها لمساعدة الدول المتضررة في مواجهة هذه الأخطار وحماية شعوبها. وتشارك دولة الإمارات في هذه الجهود بشكل فعال وتتعاون بشكل إيجابي لدعم الاستقرار والسلم عبر آليات سياسية وأمنية وإغاثية وتنموية. وفي الوقت ذاته تشارك دولة الإمارات بفعالية في الجهود الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية والعمل على إعادة الأمن والاستقرار للشعب السوري الشقيق. الإرهاب الإسرائيلي وتطرق البيان إلى أجواء العنف والفوضى التي عمت الأراضي الفلسطينية كافة على مدار الأشهر الأخيرة ولا سيما في مدينتي القدس الشرقية والخليل إثر التصعيد الخطر الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية ومستوطنوها.. مؤكداً ارتكاب إسرائيل أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قتل للمدنيين وتدمير للمنازل واعتقالات جماعية تعسفية شملت حتى الأطفال.. إضافة إلى بنائها المزيد من البؤر الاستيطانية ومصادرتها الأراضي وانتهاكها المتكرر حرمات المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية على أيدي جماعات من المستوطنين المتطرفين تحت حماية القوات العسكرية الإسرائيلية. ولفت إلى تدابير الحصار غير الإنساني الذي لا تزال إسرائيل تفرضه منذ عام 2006 على قطاع غزة الذي يعاني سكانه يومياً الفقر والتشريد والدمار. وجدد البيان استنكار وإدانة دولة الإمارات هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية الاستفزازية كافة وانتهاكاتها المتكررة الخطرة في الأراضي الفلسطينية واعتبرها باطلة وغير قانونية وتشكل خرقاً مادياً وقانونياً وسياسياً فاضحاً لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته إزاء كل الأعمال والانتهاكات الخطرة التي ترتكبها إسرائيل والهادفة إلى تغيير الوضع القائم في القدس.. داعيا إلى بذل كل ما في وسعه لإنقاذ عملية السلام واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف اقتحامات المستعمرين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك. وشدد في هذا السياق على أهمية قيام مجلس الأمن بدوره القيادي الرئيسي بما في ذلك إصدار قرار يعنى بوضع الآليات والإجراءات الكفيلة بضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين. وأكد البيان استمرار مشاركة دولة الإمارات بسلسلة القرارات التي تتبناها الجمعية في إطار هذا البند، مشددا على أن الحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية هو المفتاح لضمان الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط.. وأشار إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بدعم المجتمع الدولي الفاعل لكامل حقوق الشعب الفلسطيني. وشدد البيان على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خط الرابع من حزيران / يونيو1967 بما في ذلك مدينة القدس الشريف وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك تماشياً مع حل الدولتين والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وخريطة الطريق ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية. صداقات دولية وفي موضوع متصل أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن طبيعة الإنسان الإماراتي المسالمة والمحبة للخير مكنت دولة الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم.. مشيرا إلى أن العلاقات الدبلوماسية لدولة الإمارات تمتد اليوم إلى أكثر من 187 دولة حول العالم.. ونوه إلى أن من يقصد الإمارات للحياة والعمل سيثري تجاربه من تفاعله مع الشعب الإماراتي،وعلى العكس فإن شعب الإمارات أيضا سيثري تجاربه من تفاعله معه وسيستفيد من خبراته.. مؤكدا أن دولة الإمارات ومن خلال علاقاتها الطيبة مع مختلف دول العالم نجحت في بناء منظومة متكاملة لمستقبل مشرق. وشدد سموه على أن سياسة الدولة الخارجية المبنية على الإيجابية وبناء جسور التعاون بين أبناء الإمارات ومختلف شعوب العالم أسهمت في تعزيز قدرة الدولة على استقطاب الأفضل من كافة أنحاء العالم، مشيرا إلى الحضور المميز لعدد كبير من القيادات العالمية في القمة الحكومية. وحول الدور الرائد للبعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج نوه سموه بنجاح الإمارات بتكريس علاقات دبلوماسية متينة مبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم، فاليوم بلغ عدد البعثات الدبلوماسية 105 بعثات حول العالم والتي لها دور أساسي في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق مع الأصدقاء والأشقاء وبناء علاقات تجارية واقتصادية وسياسية وثقافية متينة.. وهذه البعثات بكوادرها الوطنية هي التي تتولى تصدير قصة الإمارات إلى العالم. أخطار الإرهاب لا تقف عند حدود أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة في شهر سبتمبر الماضي قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية: إن تهديدات وأخطار التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش والأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة لا تقف عند حدود جغرافية معينة بل تتجاوز المنطقة برمتها، وتشكل خطراً على سائر الدول والمجتمعات. ونوه سموه بالمشاركة الفعالة لدولة الإمارات ضمن جهود المجتمع الدولي لمساعدة الدول المتضررة على مواجهة هذه الأخطار.. وأكد التزامها بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتصدي للتطرف والإرهاب. الناتج الوطني الإجمالي تضاعف 236 مرة منذ قيام دولة الاتحاد إن التطور الكبير الذي حدث على صعيد الاقتصاد الوطني منذ قيام الاتحاد حتى اليوم لافت للنظر، حيث تضاعف الناتج الوطني الإجمالي 236 مرة ولم يأت ذلك من فراغ بل هو نتاج عمل دؤوب تم خلاله تمكين الإنسان وصقل المهارات وتجهيز بنية تحتية متطورة بمنظور عالمي عززت من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الإمارات بين الشرق والغرب، وأسهمت في تقوية الروابط والشراكات الاقتصادية مع كافة دول العالم. والبيئة الجاذبة التي تم تأسيسها من خلال البنية التحتية المتطورة تم تدعيمها بقوانين وتشريعات وسياسات اقتصادية محفزة ومنفتحة على العالم ترتقي بمكانة الدولة كمركز اقتصادي عالمي. فقد جاءت سياسة الفضاء المفتوح امتدادا للانفتاح على العالم بعدما غدت سماء الإمارات شبكة جوية من أكثر الشبكات ازدحاما بالطائرات على مستوى العالم، وتحولت إلى مركز لوجستي عالمي للنقل البري والبحري والجوي وحلقة وصل بين مختلف دول العالم وبوابة للتجارة الإقليمية والدولية. ولهذا فإن دولة الإمارات ونتيجة للجهود الوطنية المبذولة لدعم النهضة الاقتصادية أصبحت مقرا عالميا وإقليميا لأكثر من 25 في المئة من الشركات ال 500 الكبرى في العالم، ومقصدا استثماريا أساسيا لرؤوس الأموال الأجنبية التي ستستمر بالتدفق بشكل كبير في السنوات الخمس القادمة نتيجة للمشروعات العملاقة التي تقودها قطاعات السياحة والصناعة والنقل والطاقة المتجددة. المساعدات الغذائية لليمن قالت وزارة التنمية والتعاون الدولي إن عدد اليمنيين المستفيدين من المساعدات الغذائية التي قدمتها دولة الإمارات وصل إلى أكثر من 181 ألف عائلة يمنية بما يقارب 1.1 مليون شخص من أبناء الشعب اليمني الشقيق، وقدر حجمها بنحو 23 ألف طن إضافة إلى ستة آلاف طن سيتم إرسالها خلال الفترة القريبة ليناهز مجموع حجم المساعدات الغذائية 29 ألف طن. وأوضح تقرير أصدرته الوزارة أن قيمة المساعدات الإماراتية التي تم توجيهها منذ بدء الأزمة في مجالات الطاقة وتوفير الكهرباء وإصلاح ما تضرر من إنشاءات وشبكات إمداد الطاقة الكهربائية واللازمة لاستمرار المعيشة لأفراد الشعب اليمني الشقيق، بلغت نحو 314 مليون درهم فيما بلغ إجمالي قيمة المساعدات الغذائية الإماراتية العاجلة نحو 188 مليون درهم وتشمل الحبوب والزيوت والأغذية المحفوظة وغيرها من الإمدادات الغذائية. وقدرت الوزارة في تقريرها قيمة المساعدات الطبية العاجلة والأدوية بنحو 122 مليون درهم. أمل القبيسي .. أول امرأةتترأس مؤسسة برلمانيةعلى المستوى العربي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي، وذلك بعد أن تم انتخاب أعضاء المجلس الوطني الجدد. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن انعقاد المجلس الجديد يأتي في ظروف وتحديات أصبحت فيها دولتنا أكثر قوة وتلاحماً وطنياً بين الشعب والقيادة.. ونوه سموه ببطولات قواتنا المسلحة التي ترفع رايات العز والمجد بانتصاراتها وإنجازاتها الوطنية والقومية. ودعا أعضاء المجلس الوطني إلى أن يكونوا همزة وصل بين الحكومة والمواطنين على امتداد مساحة الوطن.. مؤكدا أن دولتنا الحبيبة تحافظ على مكتسباتها الوطنية بفضل تضحيات أبنائها في قواتنا المسلحة الباسلة.. وحثهم على الالتزام بواجباتهم الوطنية وخدمة وطنهم ومجتمعهم أمام الله تعالى ثم أمام الشعب. إن أبرز ما يميز انعقاد هذه الدورة أنها جاءت بعد انتخاب الأعضاء الجدد في المجلس الوطني الاتحاد وانتخاب أمل القبيسي رئيسا للمجلس، وهو ما يعني تحقيق التمكين للمرأة الذي وعد به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله. ويجسد انتخاب الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسا للمجلس كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي.. مدى ما تحظى به ابنة الإمارات من دعم ورعاية وما حققته من نجاح وما وصلت إليه الدولة من تقدم وتطور في جميع القطاعات لا سيما في مجال تعزيز مشاركة أبناء وبنات الإمارات في عملية صنع القرار. وشدد صاحب السمو رئيس الدولة،حفظه الله، على أن ما يميز المجلس الوطني التواجد القوي للمرأة الأمر الذي يعكس الثقة اللامحدودة بقدراتها ودورها ومساهماتها الفاعلة في دفع مسيرة العمل الوطني نحو آفاق أرحب وممارسة العمل التنفيذي والتشريعي بكل اقتدار. وشهدت دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام انتخابات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في دورته الجديدة.. وتعد هذه الخطوة من خطوات التمكين التي وعد بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله. مبادرات محمد بن راشد العالميةترسخ ثقافة جديدة في المجتمعات في مجال نشر العلم والمعرفة وتشجيع حركة الترجمة.. ستعمل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على طباعة وتوزيع أكثر 10 ملايين كتاب وترجمة أهم 25 ألف مصنف للغة العربية من كافة اللغات العالمية، لاستعادة دور وأهمية الكتاب واستخدامه كأداة حضارية وتنموية للمنطقة، إضافة للاستمرار في نشر ثقافة القراءة بين طلاب المدارس ودعم قراءة أكثر من 500 مليون كتاب خلال السنوات العشر القادمة في الوطن العربي.. في حين ستبلغ استثمارات المؤسسة في مجال المبادرات التعليمية والمعرفية والعلمية المليار ونصف المليار درهم، بهدف إحداث نهضة حقيقية في هذا المجال وتطوير أدوات تعليمية حديثة تتناسب مع الاحتياجات المستقبلية. وستعمل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وضمن استراتيجيتها التنموية الشاملة أيضا على ترسيخ ثقافة جديدة في المجتمعات تقوم على التسامح والانفتاح الحضاري والثقافي، حيث رصدت أكثر من 600 مليون درهم لتحقيق هذا الهدف وتعزيز خطاب إعلامي وثقافي حضاري، لتمكين المجتمعات من العيش باستقرار بعيدا عن خطابات الإقصاء والتطرف والتمييز العرقي أو الديني أو الطائفي. وسيتم رصد 150 مليون درهم جوائز لتشجيع المثقفين والإعلاميين والمبدعين، بهدف صياغة خطاب إعلامي حضاري ثقافي يعمل على تمكين المجتمعات وترسيخ وعيها وتوسيع أفقها وإعلاء قيمة الإبداع الثقافي في حياتها. دعم القضية الفلسطينية دولياً ظل موقف دولة الإمارات العربية المتحدة على الدوام داعما للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية ومساعدة شعبها على إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقد طالب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، المجتمع الدولي بضرورة إنقاذ عملية السلام واتخاذ إجراءات كفيلة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى المبارك، من خلال إلزامإسرائيل بمعايير أساسية لمفاوضات جادة تستند مرجعيتها على أسسحل الدولتين.. مؤكدا سموه ضرورة أن تكون هذه المعايير كفيلة بإنهاء مظاهر الاحتلال الإسرائيلي لكافة للأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية، وإتاحة الفرصة لإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف التي تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام دائمين. وقال سموه في رسالة التضامن التي وجهها إلى بول فودي سيك رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمناسبة الاحتفال السنوي العالمي بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق/ 29 / نوفمبر من كل عام.. إن السياسات الخطرة التي تمعن إسرائيل في ممارساتها يوميا سواء في القدس أو على امتداد المدن والقرى في الضفة الغربية المحتلة.. لا تستهدف فقط تحويل طابع الصراع - الناجم بالأصل عن احتلالها للأراضي الفلسطينية - إلى صراع ديني فحسب وإنما أيضا للتغطية على مخططاتها الاستيطانية الجديدة المنهجية التي تستهدف الاستيلاء على المزيد من الأراضي والممتلكات والثروات الفلسطينية وطرد وتهجير مزيد من الفلسطينيين من أراضي آبائهم وأجدادهم. عزيمتنا الآن أقوى قال أحد الجنود الإماراتيين: إن الوطن غال ونفديه بالدم ومستعدون لتلبية النداء وعزيمتنا الآن أقوى من قبل، وهناك إصرار من الجنود على أن ينفذوا كل المهام بأعلى درجة من الدقة لإعادة الشرعية إلى اليمن والقضاء على محاولات الالتفاف على المنطقة وقوات التحالف نفذت عملياتها بقوة وأرسلت رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه العبث في المنطقة، ونريد أن نسلم أبناءنا أوطانا مستقرة ونعيد الشرعية لليمن. والحرب هي الحرب لها خسائر ونتائج ولا بد من أن يسقط بها شهداء من جانب أي دولة تشارك فيها دفاعا عن الحق، فكان لقواتنا المسلحة نصيب بأن تشارك في الدفاع عن اليمن الشقيق ويسقط من جنودها شهداء، وهؤلاء رغم أنهم ارتقوا إلى العلا الا أن القيادة وجميع أفراد الشعب لم يتركوا أسرهم وأطفالهم،فهب الجميع إلى بيوت العزاء وقدموا واجبهم وشدوا على أيدي ذويهم فكانت الإجابة متوقعة من عيال زايدسيروا على بركة الله وكلنا فداء للوطن. مبادرات إنسانية في سوريا مولت دولة الإمارات عددا من المبادرات الإنسانية الأخرى مثل المخيم الإماراتي- الأردني للاجئين السوريين الذي يحتضن في الوقت الحالي أكثر من ستة آلاف لاجئ سوري، ويتسع لأكثر من 10 آلاف لاجئ إجمالا.. وتزويده بملعب للأطفال إلى جانب قاعة تلفاز مخصصة لهم وأخرى للنساء لأغراض ترفيهية، وكذلك مخيم الهلال الأحمر الإماراتي للنازحين السوريين في شمال العراق والذي يتسع لأربعة آلاف لاجئ. وشيدت دولة الإمارات المستشفى الإماراتي الأردني الميداني في المفرق بالأردن والذي يستقبل أكثر من 800 حالة يوميا ويتم تحويل الحالات المعقدة إلى المستشفيات الرسمية بالأردن. وتوفر دولة الإمارات أيضا المزيد من المساعدات الإنسانية للشعب السوري بأشكال أخرى لتلبية الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى الخدمات الصحية والطبية المتخصصة وخدمات التعليم والتدريب تقدر قيمتها ب 43.7 مليون درهم.
مشاركة :