بيئة العمل كلما كانت مفتوحة على الموظفين وعلى الجمهور كلما شعرت بأن هناك مقداراً من الوضوح والشفافية في العمل ، فالموظفون والمسؤولون يعملون جميعاً في مكان واحد وهناك غرف اجتماعات مخصصة لمناقشة الموضوعات التي تتطلب بعض الخصوصية أو استقبال ضيوف من الخارج أما باقي الأمور فهي مكشوفة فالجميع يعرف من حضر ومن غاب ومن تأخر ومن استأذن والجميع يرى من يعمل ومن هو مشغول لساعات طويلة بهاتفه أو غيرها من الأمور الأخرى . بيئة العمل المفتوحة لاتعني إلغاء الخصوصية متى ما كان هناك احتياج لها ولكنها تؤكد أن الجميع يعمل في مستوى واحد بدون أي امتيازات أو مفارقات كبيرة ، فالمسؤول قريب ليس فقط من الموظف بل وقريب من المراجع يعرف آلية سير العمل وتفاصيلها كما يعرف أسلوب ومهارات وقدرات العاملين ويعلم كذلك الإيجابيات والسلبيات ويرى ويسمع ملاحظات المراجعين سواء كانت هاتفية أو بحضور شخصي . خلال تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( رحمه الله ) للمرحلة الأولى لمشروعات المدن الجامعية لعدد من مناطق المملكة، طلب خادم الحرمين الشريفين من المسؤولين أن لايضعوا بوابين على مكاتبهم ولايغلقوها أمام الشعب لأنهم ( أنتم كلكم ونحن خدام لهذا الشعب ولهذا الوطن ) ، وقد كان يعرف ( رحمه الله ) أن بعض المسؤولين ليس لديه بواب واحد ولايغلق باباً واحداً بل هناك عدة أبواب ومجموعة من البوابين وكلما تجاوزت باباً وبواباً وجدت آخر وكأنك في مسابقة تحدٍّ تبذل كل ما أوتيت من جهد ومهارة وقدرة لكي تتمكن من تجاوز جميع تلك الأبواب وتصل لذلك المسؤول. على المسؤولين أن يحرصوا على بيئة العمل المفتوحة وأن يكونوا منفتحين ليس فقط على موظفيهم بل وايضا عامة الناس وذلك ليتمكنوا من تأدية الواجب المطلوب منهم نحو دينهم ووطنهم وشعوبهم ، إذ كيف يمكن لأحدهم أن يقصر بعد ذلك أو أن يتهاون ويتقاعس في خدمة الناس ويضع بينهم وبينه أبواباً وحراساً وهو يسمع تلك الكلمات التي تؤكد أن ولي الأمر في مقدمة خدام الشعب والوطن . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :