نشرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا على موقعها تقريرًا يفيد بأن 1,24 مليون نسمة يقضون نحبهم سنويًّا بسبب الحوادث المرورية، كما يتراوح عدد المصابين من هذه الحوادث بين 20 مليونًا و50 مليون شخص، يعانون من إصابات غير قاتلة من حوادث الطرق، وعلى الرغم من اعتماد معظم البلدان في العالم لتوصيات التقرير العالمي للوقاية من الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، والمبني على تقييم السلامة في 178 دولة في العالم، إلاَّ أنَّ مؤشر الحوادث لا يقدّم أي تحسن في التقييم العالمي للسلامة على الطرق. إن نسبة وفيات الحوادث في المملكة من أعلى النسب على مستوى العالم، وزيارة واحدة لأحد المستشفيات، بل وحتّى المقابر ستقدّم لنا الدليل والبرهان الذي قد لا نكون في حاجة ماسّة له حول ما تسببه هذه الحوادث من مآسٍ تتمثّل في فقد الأعزّاء يومًا بعد يوم، أو إصابتهم إصابات خطيرة قد تساهم في تغيير مجرى حياتهم بالكامل، بل إن قرابة نصف وفيات الحوادث الذين يزيد عددهم سنويًّا عن 7 آلاف شخص بالمملكة هم من الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، وهناك 40 ألف مصاب سنويًّا، وقرابة الـ20 مليار ريال خسائر مالية سنوية، كل ذلك بسبب الحوادث المرورية، والتي تحتاج منا إلى وقفة جادّة تجاه ما يحدث من البعض من سلوكيات خاطئة، وسرعة، وعدم احترام للأنظمة والتعليمات المرورية. وقف هذا النزيف، والقضاء على هذا السرطان لا يتوقفان على إدارة المرور فقط، بل هو ثقافة مجتمع بالكامل، وأتمنى كخطوة مبدئية أن نعمل بشكل مصغّر أولاً بنشر ثقافة التوعية والالتزام بتطبيق أنظمة السلامة المرورية مع أبنائنا وإخواننا، وأن نكون لهم قدوات، فنؤكّد على اتّباع الأنظمة والقوانين، ونحذر من مخالفتها، ثم نحرص على نشر هذا المفهوم من خلال الشوارع المحيطة بنا، ثم من خلال الحي الذي نسكن فيه.. وهكذا إلى أن نصل إلى مدينة بلا حوادث، وكم أتمنى أن توضع جائزة من إدارة المرور لمناطق المملكة بهذا المسمّى بحيث تتنافس المناطق في أن تكون لديها مدن بلا حوادث، خصوصًا وإن سلوكيات الكثير منّا في القيادة تختلف تمامًا عندما يخرج خارج المملكة، أو عند مشاهدته لسيارة المرور. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :