طالب زعماء الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة روسيا بوقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا والانسحاب الكامل منها "على الفور ودون قيد أو شرط". جاء ذلك في بيان صدر في ختام اليوم الأول من قمة غير رسمية لمدة يومين لزعماء التكتل الذي يضم 27 دولة في فرساي بفرنسا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي. ودان زعماء الاتحاد في البيان "العدوان العسكري غير المبرر" الذي شنته روسيا مشددين على دعمهم "الثابت" لأوكرانيا في مواجهة الهجوم "الذي يلحق معاناة يعجز عنها الوصف بالسكان الأوكرانيين". وقالوا إن "روسيا أعادت الحرب إلى أوروبا.. العدوان العسكري الروسي غير المبرر ضد أوكرانيا ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ويقوض الأمن والاستقرار في منطقة أوروبا والعالم". ورحبوا بقرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق مطالبين روسيا بوقف عملها العسكري وسحب جميع القوات والمعدات العسكرية من جميع أراضي أوكرانيا على الفور ودون قيد أو شرط والاحترام الكامل لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها داخل حدودها المعترف بها دوليا. وشدد البيان على أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء سيواصلون تقديم "الدعم السياسي والمالي والمادي والإنساني المنسق لأوكرانيا". وأشار إلى ان هناك عددا لا يحصى من الناس يفرون من الحرب في أوكرانيا "وعليه تعهد الأوروبيون بتقديم الحماية المؤقتة لجميع لاجئي الحرب" من أوكرانيا. وأشاد البيان بالدول الأوروبية لاسيما التي على الحدود مع أوكرانيا "لتضامنها الهائل في استضافة لاجئي الحرب الأوكرانيين". واكد استمرار الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في إظهار "التضامن وتقديم الدعم الإنساني والطبي والمالي لجميع اللاجئين والدول التي تستضيفهم" داعيا إلى توفير تمويل "دون تأخير". كما دعا روسيا إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي مشددا على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل "امن ودون عوائق" إلى أوكرانيا والسماح بمرور امن لأولئك المدنيين الذين يريدون المغادرة. وقال زعماء الاتحاد الأوروبي في البيان "إننا ملتزمون بتقديم الدعم لإعادة بناء أوكرانيا الديمقراطية بمجرد توقف الهجوم الروسي". وعلى صعيد انضمام اوكرانيا الى التكتل قال البيان ان "المجلس الأوروبي يقر بتطلعات اوكرانيا الأوروبية ففي 28 فبراير 2022 مارست أوكرانيا حقها في اختيار مصيرها وقدم رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي طلب بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". وأضاف "بناء على ذلك تصرف المجلس الأوروبي بسرعة ودعا المفوضية الأوروبية إلى تقديم رأيها بشأن هذا الطلب وفقا للأحكام ذات الصلة من المعاهدات" مشيرا إلى ان المجلس دعا أيضا المفوضية إلى إبداء رأيها في طلبي مولدوفا وجورجيا. واكد البيان ان زعماء التكتل في انتظار الرد في هذا الشأن "ودون تأخير" مشددا على انهم سيعملون على تقوية الروابط وتعميق الشراكة لدعم أوكرانيا في متابعة مسارها الأوروبي. كما شدد زعماء التكتل على تصميمهم على زيادة الضغط على روسيا وبيلاروسيا بالقول "لقد اعتمدنا عقوبات كبيرة ونظل على استعداد للتحرك بسرعة بفرض مزيد من العقوبات". ودعوا روسيا وبيلاروسيا إلى "تحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب العدوانية" مؤكدين "سيحاسب المسؤولون عنها على جرائمهم بما في ذلك الاستهداف العشوائي للمدنيين والأعيان المدنية". واتفق قادة الاتحاد الأوروبي على التخلص التدريجي من الاعتماد على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا "في أسرع وقت ممكن". وقال زعماء التكتل في إعلان أصدروه في ختام القمة إنهم اتفقوا على التخلص التدريجي من الاعتماد على واردات الطاقة الروسية من خلال تنويع الإمدادات والطرق بما في ذلك من خلال استخدام الغاز الطبيعي المسال وتطوير الغاز الحيوي. كما اتفق الزعماء الأوروبيون على زيادة تطوير سوق الهيدروجين لأوروبا وتسريع خفض الاعتماد الكلي على الوقود الأحفوري وتسريع تطوير مصادر الطاقة المتجددة. ووفقا ل(إعلان فرساي) سيواصل قادة الاتحاد الأوروبي أيضا العمل على الاستثمار المنسق في منظومات الطاقة بما يتضمن توفير البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال وتعزيز الاتصال مع دول الجوار المباشر للاتحاد الأوروبي. وفي قطاع الدفاع اتفق القادة الأوروبيون على زيادة نفقات الدفاع بشكل كبير مع تخصيص حصة كبيرة للاستثمار إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية بطريقة تعاونية داخل الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :