من نحن بلا الكويت؟ حقيقة كثيرٌ منا لا يدركها ولا يعي معانيها، فالكويت هي الوطن والحدود الذي نجتمع بكل مكوناتنا حولها ولها، فالوزير لم يكن ليصبح وزيراً لولا الكويت، والنائب لم يكن ليصبح نائباً لولا الكويت، والتاجر لم يكن ليكون تاجراً لولا الكويت، وكل ميزة أنعم الله بها علينا كانت في الكويت ومن الكويت، فكيف تهون علينا الكويت، ونعبث بها من أجل مصالحنا الضيقة وأهوائنا الشخصية؟ فبدلاً من تكريس نفوذنا وإمكاناتنا للتخاصم والانتقام من بعضنا بعضاً، أليس الأجدر بأن نكرسها لرفعة وازدهار محبوبتنا الكويت؟ وبدلاً من استغلال مناصبنا لنخلق ساحات لمعاركنا العبثية أليس من الأجدر أن تكون معركتنا الحقيقية هي الحفاظ على محبوتنا الكويت وتنميتها ورقيها؟ وبدلاً من سرقة أموالها ومقدرتها أليس من الأجدر أن تكون تلك الأموال والمقدرات وسيلةً لجعلها واحة أمن وأمان ورفاهية؟ فكيف لعاقل أن يصدق أن ما وصلنا إليه في السابق يكون رد الجميل منا بهذه الصورة المحزنة؟ وكيف تطغى خلافاتنا وصراعاتنا ومصالحنا الشخصية على حبنا وولائنا وإخلاصنا لها؟ ألا تستحق هذه الأرض الذي جمعتنا ووحدتنا أن نكون جنوداً مخلصين لها محافظين عليها وعلى مقدراتها كما فعل أسلافنا؟ أليس من رشيد يصرخ بنا ليوقظنا من أحلامنا المدمرة؟ إنها الكويت يا أحبتي إنها أرض المحبة والسلام، إنها البلد الذي عشقه الغريب، فما بال أهلها يفعلون بمعشوقتهم كل ما نراه اليوم؟ ومن أجل من؟ ولماذا؟ إنها الكويت التي حافظ عليها أسلافنا وبنوها بسواعدهم وحبهم لها ولبعضهم، فلم تجمعهم قبيلة ولا طائفة ولا عائلة فقط، بل جمعتنا بكل مكوناتنا، ألا تستحق منا التضحية والحماية؟ يعني بالعربي المشرمح: أعلم أن كل من يقرأ مقالي اليوم سيعتصر قلبه ألماً على ما حل بنا وسيحزن لما حصل؛ لذلك علينا أن نحافظ على وطننا كما حافظ علينا، وأن نبتعد عن خلافاتنا ومعاركنا العبثية لنكون موحدين في معركة البناء والتنمية من أجله، وأن نترك مصالحنا الشخصية، ولنعمل من أجل مصلحة الوطن العليا، فإن حققنا مصلحة الوطن فستحقق مصالحنا، فلنفتح صفحة جديدة عنوانها «وطن النهار» ولنطوِ صفحة العبث والخلاف.