مساجد تاريخية بالمدينة المنورة تشكو الإهمال وتنتظر الإنقاذ

  • 12/8/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتميز منطقة المدينة المنورة بآثارها الموغلة في القدم، ومعالمها التاريخية والعمرانية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي والعهود التابعة له.. وقد مرت المدينة المنورة بمراحل تاريخية أثرت تأثيرًا كبيرًا فيها وفي نموّها العمراني تأرجحت بين النمو ‏المتسارع والبطيء.. وتعد مرحلة نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين أسرع هذه ‏المراحل نموًا في عمران المدينة، ويرجع ذلك إلى التغيرات، التي طرأت على المدينة خلال هذه الفترة ‏وتأثيراتها في نموها العمراني.. وقد استمر التوسع والنمو العمراني بعد تنفيذ مرحلة توسيع منطقة ‏المسجد النبوي، وتتمثل أبرز مهام المحافظة على التراث العمراني في تنمية المعالم التاريخية وما تحويه من أحياء وقرى ومبان وحرف والعمل على توظيفها ثقافيًا واقتصاديًا.. ويحق للمملكة العربية السعودية أن تفخر بذلك العدد من التراث العمراني والتاريخي المكنوز فيها. وتزخر المدينة المنوّرة التي تهفو إليها قلوب المسلمين في جميع أنحاء المعمورة ويتطلعون إلى زيارتها للصلاة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وطلب العلم فيه، بالعديد من المساجد التاريخية ويحرص زوار المدينة المنورة من ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها على التجول في تلك المعالم حيث يفوح عبق النبوة وبما يعيد إلى أذهانهم الذكريات العطرة، والصور الرائعة للسيرة النبويّة. ويذكر الدكتور تنيضب الفايدي الباحث والمؤرخ أن المدينة المنورة تزخر بكنوز ثمينة من التراث العمراني والأماكن المرتبطة ارتباطًا كليًا بتاريخنا، مشيرًا إلى أن هناك من المساجد التاريخية التي يعد وضعها مضعضعًا حاليًا، وتحتاج إلى المحافظة عليها من خلال يد علمية مثقفة تتخذ أسلم الأساليب وأمثلها في إعادة تأسيسها؛ مثل مسجد الفسح الذي يقع في سفح جبل أحد، الذي صلّى به الرسول عليه الصلاة والسلام جالسًا من الإعياء، وصلّى خلفه الصحابه جلوسًا، مشيرًا إلى أن حاله الآن سيئ، ويحتاج إلى الالتفات له والاهتمام به، ولم يبقَ منه سوى إطار المحراب. ويتابع الفايدي حديثه مضيفًا: هناك مساجد عزيزة جدًّا لا يعرف قيمتها من يعيشون حولها، منها مسجد بنو أنيف الذي صلّى به الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتبقى بعض آثاره الآن على الربوة التى تبعد 500 متر من مسجد قباء، وهو مسجد موثق ويسمى مسجد مصبح عند البعض رغما أنها تسمية غير صحيحة، وخلفه بمسافه واحد كيلو مسجد آخر لا يزال موجودًا وهو مسجد النورالذي يقع جنوب مسجد مصبح، وهو موجود الآن بداخل مزرعة، وهو مسجد ذكر في حديث صحيح رواه البخاري موجود الأن كأساس فقط وبجواره بئر. وهناك مساجد تمت إزالتها قبل سنوات قريبة بسبب إحاطتها بالمقابر من جميع الجهات، ومنها مسجد مشربة أم إبراهيم ماريا، وهو مصدر تاريخي لنا لتعلقه بقصة موت إبراهيم ابن النبي ويقع الآن داخل حوش كبير في طريق العوالي، وكان من الصخور المتطابقة جدًّا، ولم تبقَ صخرة إلى وحملت إلى أماكن مختلفة، كما أن إعادته ليست بالمعجزة.. إضافة الى مسجد الفضيخ ويسمى مسجد عروة بني النضير، وهو مشابه لمسجد مشربة أم ابراهيم تمامًا في إحاطته بالمقابر، ولقد لحقنا به وشاهدنا المحراب الموجود به سابقًا وهو على شفير وادي بطحان شرق قباء، وهناك أيضا مسجد بني قريظة، الذي رصد خلال الأمر السامي بأنه سيعاد قريبا بإذن الله ويقع الآن بالقرب من العناية التأهيلية، ومسجد بني دينار الموجود الآن في منطقة المغيسلة ويطلق عليه حاليًا مسجد المغيسلة، ومسجد القبلتين الموجود ولله الحمد حتى وقتنا هذا ويصلي فيه الناس، إضافة إلى مسجد الفتح والأحزاب أو (المسجد الأعلى)، ومسجد جابر بن عبدالله، وهو جنوب مسجد الأحزاب، إضافة إلى مسجد الإجابة، ومسجد بني معاوية، ومسجد السجدة الواقع جنوب النقل الجماعي حاليًا، ومسجد الميقات أو مسجد الشجرة، ومسجد الجمعة، ويأتي أمامه مسجد عتبان بن مالك، وهو مسجد صلّى به الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومسجد الراية. أشهر المساجد ويأتي في مقدمة تلك المساجد مسجد قباء، الذي يعد أول مسجد أسس على التقوى وأكبر المساجد بالمدينة المنورة بعد المسجد النبوي ويقع في الجنوب الغربي من المدينة المنورة، وكان على شكل مربع طول ضلعه 40 مترًا وفيـه قبة يقال إنه مكان مبرك ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ومن بين مساجد المدينة الأثرية مسجد العنبرية وبناه السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عام 1326هـ 1908م، ليكون جزءًا من مشروع محطة قطار الحجاز (الذي يربط بين المدينة ودمشق) وبنيت في ضاحية العنبرية بالمدينة المنورة، فحمل المسجد والمحطة اسم المنطقة. ويبقى مسجد القبلتين أحد أبرز المعالم في طيبة الطيبة، ويطلق عليه مسمى مسجد بني سلمة لوقوعه في قرية بني سلمة، وسمي بذلك لما ورد أن النبي صلّى الله عليه وسلم، أمر بتحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة فيه.. ويقع المسجد على هضبة مرتفعة من حرة الوبرة في طرفها الشمالي الغربي بالنسبة للمدينة، ويشرف على عرصتي وادي العقيق بمساحة 3920 مترًا مربعًا. وتحتضن مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أيضًا، مسجد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري أو مسجد السجدة الواقع في الجهة الشمالية من المسجد النبوي، وسمي بمسجد السجدة لسجود الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيه سجدة طويلة، كما يقال له مسجد الشكر لسجود النبي فيه سجدة الشكر، ويقال عنه مسجد البحيري لوقوعه عند بستان النخيل الذي عرف بالبحير، ومسجد السواف. وفي الشمال الغربي من المدينة المنورة يوجد مسجد الشيخين، الذي سمي بذلك لوقوعه في موضع الشيخين، وهو موضع بين المدينة وبين جبل أحد على الطريق الشرقي مع الحرة إلى جبل أحد. ويعد مسجد الغمامة، أو مسجد المصلى، الواقع بالقرب من المسجد النبوي، وبالتحديد الجنوب الغربي منه من أبرز مساجد المدينة المنورة، ويبعد نصف كيلومتر من باب السلام في المسجد النبوي، ونحو 305 أمتار من التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي، وكان يصلى فيه صلاة العيدين حتى أواخر القرن التاسع، ثم نقلت إلى المسجد النبوي الشريف.. وعلى بعد 385 مترا شمالي مقبرة بقيع الغرقد يقع مسجد الإجابة، الذي لا يَبعد كذلك عن المَسجد النّبويّ بعد توسعته إلا بضعة أمتار فقط من الجهة الشمالية الشرقية له. ويتموضع مسجد الميقات ضمن امتداد وادي العقيق وهو واد مبارك، كما أطلق عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصبح موقعًا للإحرام لمن يريد الحج أو العمرة، ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء فهو مسجد الإحرام أو الميقات لأن أهل المدينة والذين يمرون عليه من غير أهلها يحرمون منه للحج، وهو من المواقيت التي حددها النبي، كما يعرف بمسجد آبار على وسُمّي بهذا الاسم لأن الخليفة الراشد على بن أبي طالب كرم الله وجهه قام بحفر آبار عندما أقام في ذي الحليفة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان. المزيد من الصور :

مشاركة :