السوق النفطية مرشحة لمزيد من المكاسب السعرية .. ارتفاع مخاطر حظر الخام الروسي

  • 3/13/2022
  • 22:42
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد تراجعها الأسبوع الماضي 5.4 في المائة لخام برنت و6.2 في المائة للخام الأمريكي، بسبب تقلبات السوق نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية وما ترتب عليها من عقوبات اقتصادية أمريكية وأوروبية مشددة على موسكو بينها الحظر النفطي. وأكدوا لـ"الاقتصادية"، هيمنة الاضطرابات الجيوسياسية على السوق النفطية، حيث تعد الفترة الراهنة من أشد الفترات على الإطلاق في غياب الاستقرار، إذ إنه من الصعب التنبؤ بمسار الحرب وتداعياتها على قطاع الطاقة. وأوضح محللون أن العقود الآجلة الأسبوع الماضي كانت طبيعية بعد مكاسب قياسية تحققت الإثنين الماضي، بسبب تعثر وتوقف المفاوضات النووية، ما يحول دون عودة البراميل الإيرانية إلى الأسواق ويتواكب ذلك مع العامل الأكثر أهمية وهو بدء برامج التخلص من الاعتماد على النفط الروسي، سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار يرى روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" لخدمات الطاقة أن التقلبات السعرية متوقعة، حيث بدأت تلقي ظلالها الواسعة على السوق النفطية، لكن هذا لا يمنع من ترجيج استئناف السوق مكاسبها خلال الأيام القليلة المقبلة بفعل ضيق المعروض النفطي واستمرار ارتفاع المخاطر الجيوسياسية. وأفاد بأن الاقتصاد العالمي يواجه فترة عصيبة بعد توالي التأثيرات السلبية الواسعة لجائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تجبر الضغوط التضخمية المتزايدة في جميع أنحاء العالم البنوك على التفكير في مرحلة من التشديد النقدي، ما قد يخنق أي فرص للانتعاش الاقتصادي، موضحا أن شركة "ريستاد إنرجي" الدولية تتوقع أن يرتفع سعر خام برنت إلى 240 دولارا للبرميل هذا الصيف إذا استمرت الدول في فرض عقوبات على واردات النفط الروسية. من جانبه، أكد دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن هناك صعوبات جمة في زيادة الإمدادات النفطية سواء داخل تحالف "أوبك +" أو خارجه في ظل الظروف الراهنة حتى إن بنك "جولدمان ساكس" يعد تباطؤ الطلب هو السبيل الوحيدة لدرء الأسعار المرتفعة. وأوضح أن حظر الصادرات النفطية الروسية إلى الأسواق الأمريكية يزيد من أعباء السوق المتفاقمة بالفعل ويقود إلى مزيد من التوترات في العرض والطلب في الفترة المقبلة، لافتا إلى بيانات بنك "ستاندرد تشارترد بي إل سي" التي تشير إلى أن العقوبات المتزايدة ضد روسيا تثير مخاوف من أن سوق النفط الضيقة بالفعل قد تتعرض لمزيد من الضغوط بسبب احتمالات غياب صادرات روسيا من النفط البالغة خمسة ملايين برميل. من ناحيته، قال بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة "إن الوضع المتوتر في أسواق النفط الخام لم يثن تحالف (أوبك +) عن المضي قدما في خططه السابقة، حيث تشدد المجموعة على عدم وجود نقص في الإمدادات واستمرت في زيادة إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري، مرجعة الصعود الحاد للأسعار إلى تفاقم المخاطر الجيوسياسية بعد الحرب الروسية الأوكرانية". وأشار إلى انخفاض اهتمام التجار بالعقود الآجلة للنفط إلى أدنى مستوى لها في ستة أعوام بسبب الحذر الشديد من المجازفة وخوض المخاطر الاستثمارية، مبينا أن صناعة النفط الأمريكية تجني حاليا أرباحا قياسية من ارتفاع الأسعار على الرغم من ضخ كميات أقل من النفط الخام عما كانت عليه قبل الوباء، ما ترك المستهلكين الأمريكيين يعانون ارتفاع تكاليف البنزين. بدورها، ذكرت إرفي ناهار المختص في شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية أن الإدارة الأمريكية تسعى حثيثا لزيادة المعروض النفطي لتهدئة وتيرة صعود الأسعار، حيث طالبت الشركات الأمريكية بزيادة الاستثمار وتوسيع الإمدادات، كما دعت تحالف "أوبك +" إلى زيادة الإنتاج رغم تمسك المجموعة بالخطة التدريجية لزيادة المعروض. وأوضحت أن الشركات الأمريكية تلتزم في المقابل الحذر بسبب معرفتها بانحياز الرئيس الأمريكي جو بايدن للطاقة المتجددة على حساب الوقود التقليدي، ولذا تتحفظ في إجراء عمليات حفر جديدة قد لا تؤتي ثمارها على المدى الطويل، معتبرة أكبر اقتصاد في العالم بات يعاني تحت وطأة ارتفاع معدل التضخم بشكل قياسي. يشار إلى أنه في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط عند الإغلاق، الجمعة، لكنها سجلت أكبر تراجع أسبوعي لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) مع تقييم المتعاملين للتحسينات المحتملة في التوقعات المستقبلية للإمدادات التي عرقلها التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا. وارتفعت أسعار النفط الخام منذ التدخل العسكري، الذي وصفته موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة"، وزادت العقود الآجلة خلال الأسبوع إلى أعلى مستوى لها منذ 2008 ثم تراجعت بعد ذلك بحدة بعد أن أشارت بعض الدول المنتجة إلى أنها قد تزيد من المعروض. وتزايدت المخاوف بشأن الإمدادات، الجمعة، بعد أن واجهت محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم 2015 خطر الانهيار، بعد أن أجبر طلب روسي في اللحظة الأخيرة القوى العالمية على وقف المفاوضات. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.34 دولار أو 3.1 في المائة، الجمعة، لتبلغ عند التسوية 112.67 دولار للبرميل بعد أن سجلت أدنى مستوى لها خلال الجلسة عند 107.13 دولار. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.31 دولار أو 3.1 في المائة لتبلغ عند التسوية 109.33 دولار للبرميل. من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 13 الأسبوع الماضي، حيث تم تداول خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 109 دولارات للبرميل. كما ارتفع إجمالي عدد الحفارات إلى 663 خلال الأسبوع، بينما ارتفع العدد الإجمالي لمنصات الحفر في الولايات المتحدة، حيث يواصل المنتجون إعطاء الأولوية للانضباط المالي على الاستثمارات الخطرة لتعزيز إنتاج النفط. وذكر التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر، أن إجمالي عدد الحفارات النشطة - النفط والغاز والمتنوعات - أعلى بمقدار 261 منصة من عدد الحفارات هذه المرة في 2021. ولفت التقرير إلى ارتفاع الحفارات النفطية بمقدار ثمانية إلى 527، بينما ارتفعت منصات الغاز بمقدار خمس إلى 135 وظلت الحفارات المتنوعة على حالها عند واحد، بينما انتعش نشاط الحفر في الولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية. وأشار التقرير إلى بقاء الإنتاج الأسبوعي من النفط الخام على حاله للأسبوع الخامس على التوالي عند 11.6 مليون برميل يوميا، وفقا لأحدث إدارة معلومات الطاقة للأسبوع المنتهي في 4 آذار (مارس). ونوه التقرير بارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ستة خلال الأسبوع، ليصل إجمالي عدد الحفارات في حوض بيرميان إلى 316.

مشاركة :