انطلاق ورشة «مكافحة غسل الأموال في القرن الـ21» بمشاركة أمريكية

  • 3/14/2022
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بحضور أكثر من 100 مدع عام ومحقق مالي عربي ودولي تأكيد أهمية التعاون وتبادل المعلومات لمواجهة التحايل على الأنظمة المالية   أكدت‭ ‬السيدة‭ ‬مارغريت‭ ‬ناردي،‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬سفارة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬تثير‭ ‬مخاوف‭ ‬الجميع،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬بصورة‭ ‬مشتركة‭ ‬لحل‭ ‬تلك‭ ‬المشكلة‭ ‬المشتركة‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬ملف‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬الأنظمة‭ ‬المالية‭ ‬لإخفاء‭ ‬ونقل‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمخدرات‭ ‬والاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممنوعات‭.‬ جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬تنظمها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬مكافحة‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬سفارة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬نهاية‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬يتعلم‭ ‬الخارجون‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬طرقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للتحايل‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين،‭ ‬ويتكيفون‭ ‬مع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬الجديدة،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة،‭ ‬مثل‭ ‬الأصول‭ ‬الافتراضية،‭ ‬فقد‭ ‬أنشأوا‭ ‬شبكات‭ ‬عالمية،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬يُعد‭ ‬مشكلة‭ ‬تهدد‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬قضية‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭.‬ وأضافت‭ ‬أن‭ ‬مهمتنا‭ ‬الآن‭ ‬هي‭ ‬التفوق‭ ‬عليهم‭ ‬وعلى‭ ‬طرقهم‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬اتخذت‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬أقر‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬قانون‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬تعديل‭ ‬لقانون‭ ‬السرية‭ ‬المصرفية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2001‭.‬ وشددت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬سن‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬وتحديثها‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬ومعالجة‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تستغل‭ ‬في‭ ‬غسل‭ ‬الأموال،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الابتكار‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬ومتابعة‭ ‬شبكات‭ ‬التمويل‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭.‬ ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مكتب‭ ‬المساعدة‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المدعين‭ ‬العامين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬العدل‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬الرواد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬مطالبة‭ ‬بضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وأن‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬ورشة‭ ‬العمل‭ ‬هذه‭ ‬تعد‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬القضايا‭ ‬المرفوعة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والتي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬العملات‭ ‬المشفرة‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وغسل‭ ‬الأموال‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التجارة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أمهر‭ ‬ضباط‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الورشة‭.‬ ويشارك‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬العمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مدع‭ ‬عام‭ ‬ومحقق‭ ‬وضابط‭ ‬استخبارات‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬استعراض‭ ‬ومناقشة‭ ‬التهديدات‭ ‬الجديدة‭ ‬والناشئة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬غسل‭ ‬الأموال،‭ ‬كما‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الورشة‭ ‬وفود‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬والبحرين‭ ‬ومصر‭ ‬والكويت‭ ‬والمغرب‭ ‬وعمان‭ ‬وقطر‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وتونس‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬واليمن‭.‬ من‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬حيث‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬عازمة‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بتطوير‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬وطني‭ ‬قوي‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬الحالية‭ ‬والمتطورة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لجنة‭ ‬السياسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وأيضا‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬لجنة‭ ‬سياسة‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وفقًا‭ ‬للمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬4‭ ‬لسنة‭ ‬2001‭. ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬صياغة‭ ‬سياسات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬ووضع‭ ‬سياسات‭ ‬عامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال،‭ ‬وإصدار‭ ‬مبادئ‭ ‬توجيهية‭ ‬بشأن‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬المعاملات‭ ‬المشبوهة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الحدودية،‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭.‬ وأضاف‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬تقييم‭ ‬شامل‭ ‬لمدى‭ ‬تعرض‭ ‬المملكة‭ ‬لغسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتهديدات‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬ونقاط‭ ‬الضعف‭ ‬وتطبيقها‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬كتفهم‭ ‬للمخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬يجري‭ ‬اختبارات‭ ‬منتظمة‭ ‬لتقييم‭ ‬مستوى‭ ‬التزام‭ ‬المرخص‭ ‬لهم‭ ‬بمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭.‬ وأشار‭ ‬نائب‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مواءمة‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬معايير‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬الناشئة‭ ‬حتى‭ ‬تضمن‭ ‬المملكة‭ ‬باستمرار‭ ‬سياساتها‭ ‬واستراتيجياتها‭ ‬الوطنية‭ ‬لاستيعاب‭ ‬التغييرات‭ ‬والبيئات‭ ‬سريعة‭ ‬النمو‭.‬ من‭ ‬جهته‭ ‬قال‭ ‬السيد‭ ‬سليمان‭ ‬الجبرين‭ ‬السكرتير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ (‬MENAFATF‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬السياسات‭ ‬الصحيحة‭ ‬لغسل‭ ‬الأموال،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬الجهات‭ ‬المالية‭ ‬بتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬كأحد‭ ‬الأدوات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬بطريقة‭ ‬تعمل‭ ‬بها‭ ‬كنقطة‭ ‬اتصال‭ ‬محليًا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬التقارير‭ ‬والمعلومات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬جميع‭ ‬المشرعين‭ ‬والمنظمين‭ ‬عبر‭ ‬تحليل‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬ونشرها‭.‬ كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬توفير‭ ‬آلية‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬بين‭ ‬الهيئات‭ ‬المالية‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬إقليميًا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يعد‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬الهيئات‭ ‬المالية‭ ‬أمرًا‭ ‬مهمًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬مهاراتهم‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬العقبات‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬المجرمين‭ ‬في‭ ‬عملياتهم‭ ‬لغسل‭ ‬الأموال‭. ‬وأيضًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬التدريب‭ ‬بين‭ ‬الهيئات‭ ‬المطورة‭ ‬وإمدادها‭ ‬بالتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬المتغيرة‭ ‬باستمرار‭.‬

مشاركة :