ماذا يريد الحزب الدستوري الحر من قيس سعيّد؟

  • 3/14/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تثير تحركات الحزب الدستوري الحر في تونس برئاسة عبير موسي تساؤلات عن أهدافها، حيث لم يعد الحزب الذي لطالما جاهر بالعداء للإسلاميين يوجّه الانتقادات لهؤلاء، واكتفى بتوجيه وابل من الانتقادات والاتهامات للرئيس قيس سعيّد الذي يقود البلاد التي تشهد مرحلة استثنائية. ونجح الرئيس سعيّد في الإطاحة بالإسلاميين عندما اتخذ مجموعة من الإجراءات الاستثنائية في الخامس والعشرين يوليو الماضي في سياق تفعيله للفصل 80 من الدستور الذي ينظم الحالة الاستثنائية في تونس. وحاولت موسي وحزبها إحراج الرئيس سعيّد عندما تظاهر الآلاف من أنصارها الأحد للمطالبة بروزنامة دقيقة لإنهاء المرحلة الاستثنائية، في حين أن الرئيس سعيّد كان قد قدم خارطة طريق في ديسمبر الماضي تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في السابع عشر من ديسمبر المقبل. وانتقد المشاركون في مسيرة الحزب الدستوري الحر أيضا تدهور القدرة الشرائية للتونسيين. وقال منجي حمروني، وهو مواطن تونسي مشارك في الاحتجاج ومن مؤيدي الحزب الدستوري الحر، إن “الوقفة الاحتجاجية اليوم بسبب المجاعة التي يعيشها الشعب التونسي. الناس جائعون. أنا أتقاضى 900 دينار (300 دولار أمريكي). لم يعد بإمكاني مواكبة الأسعار، تمر ثلاثة أو أربعة أيام في الشهر ثم أقترض من البنك. لماذا؟ لا يوجد سميد (طحين) ولا سكر، لا أستطيع دفع تكاليف دراسة أطفالي بعد الآن”. تحركات موسي تستهدف تسجيل نقاط سياسية تخدم حزبها في الانتخابات المقبلة بعد ما خسرت الخصم الرئيسي لها وهو حركة النهضة وقالت لمياء محجوب، وهي من أنصار الحزب الدستوري الحر أيضا الذين تظاهروا الأحد “لا يوجد دقيق، كل المغازات ممتلئة، هذا لم يحدث من قبل، الدقيق، البيض والزيت لا يمكنك العثور عليها والأهم أن البلاد لم تعد آمنة. خرجت اليوم لتمثيل بناتي وأحفادي وبنات وأبناء إخوتي”. وقال حبيب بن عويجة، وهو كذلك من مؤيدي الحزب الدستوري الحر “أما المعيشة فقد أصبحت باهظة الثمن والرئيس لم يفعل شيئا. كنا نظن أن الخامس والعشرين يوليو كان بداية إصلاح البلاد، لكننا نرى أن البلاد أصبحت في طريقها إلى الانهيار”. ويرى مراقبون أن الرئيس سعيّد لا يتحمل لوحده هذا التدهور، إذ يرتبط بعدة أسباب أبرزها غياب مكافحة حقيقية للاحتكار والتهريب على مدار السنوات الأخيرة وهو ما دفعه مؤخرا إلى إطلاق “ساعة الصفر” لمواجهة المحتكرين. ويقول هؤلاء إن الرئيس سعيّد وجد بلدا يعاني من أزمة اقتصادية منهكة جراء تراكم التداين الخارجي وغياب برنامج تنموي قادر على إنعاش الاقتصاد، وهو ما يفسر الصعوبات التي تواجهها الحكومة التي تخوض مفاوضات شاقة مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد. ويضيفون أن تحركات موسي تستهدف تسجيل نقاط سياسية تخدم حزبها في الانتخابات المقبلة بعد ما خسرت الخصم الرئيسي لها وهو حركة النهضة. ورغم انتقادها للتعاطي مع الإسلاميين بعد الخامس والعشرين من يوليو إلا أن موسي انتقدت بشدة وضع نائب رئيس حركة النهضة نورالدين البحيري قيد الإقامة الجبرية، حيث اعتبرت في تصريحات لوسائل إعلام محلية ذلك بمثابة تصفية حسابات من طرف الرئيس سعيّد وما أسمته بذرّ الرماد على العيون. وبعد رفع الإقامة الجبرية عن البحيري مؤخرا قالت موسي إن “السلطة راعية لأخطبوط الإخوان”.

مشاركة :