بعد الحديث عن "بارقة أمل" في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، يعقد وفدا البلدين جولة جديدة صباح اليوم الاثنين، فيما يؤكد مسؤول في القرم ربط شبه الجزيرة بإقليم الدونباس والرئيس الشيشاني قديروف يعلن وصوله إلى شمال كييف. الجولة الأولى عقدت مباشرة بين المفاوضين، بينما تعقد الجولة اليوم عن طريق تقنية الفيديو يعقد مسؤولون روس وأوكران جلسة مفاوضات جديدة صباح اليوم الاثنين (14 مارس/ آذار 2022)، في أجواء أكثر إيجابية من السابق، رغم توسّع النزاع في الأيام الأخيرة إلى غرب أوكرانيا على أبواب حلف شمال الأطلسي. وقال أنطون جيراتشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني اليوم الاثنين إن جولة جديدة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا ستعقد اليوم الساعة العاشرة والنصف صباحا بتوقيت كييف. وتظهر هذه المرة بارقة أمل، بعدما فشلت الجلسات الثلاث الأولى من المحادثات التي عُقدت في بيلاروس ثمّ اللقاء بين وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في تركيا الخميس. ومساء الأحد تحدث مفاوض روسي عن إحراز "تقدّم كبير" في المفاوضات مع أوكرانيا. وقال المفاوض ليونيد سلوتسكي وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسيّة، "توقّعاتي الشخصيّة هي أن يتوصل هذا التقدّم قريبًا جدًا إلى موقف مشترك بين الوفدين وإلى وثائق لتوقيعها". وبعد وقت قصير، أشار ميخايلو بودولياك أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر تويتر إلى أنّ موسكو توقّفت عن تحديد "مهل نهائيّة" في كييف وبدأت "تُصغي بانتباه إلى اقتراحاتنا". ويحمل هذان التصريحان الكثير من التفاؤل ويتوافقان مع تصريحات الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين الذي تحدث الجمعة عن "تقدم إيجابي" في المفاوضات، والأوكراني زيلينسكي الذي أشار في اليوم التالي إلى تبني روسيا "نهجًا مختلفًا بشكل جوهري" في المحادثات. وسبق أن أشار زيلينسكي الأحد إلى أن وفده لديه "مهمّة واضحة: القيام بكل شيء لعقد لقاء بين الرئيسين. وهو اجتماع ينتظره الناس، أنا متأكد من ذلك". ميدانيا، قال الجيش الأوكراني في وقت مبكر من اليوم الاثنين إن القوات الروسية تحاول ترسيخ أقدامها في المناطق التي احتلتها، والحفاظ على وتيرة هجومها والاستعداد لهجمات جديدة بعد أسبوعين ونصف من غزو روسيا لجارتها. وقالت قيادة الأركان العامة الأوكرانية في نشرتها اليومية إن " العدو يشكل ويحرك الاحتياطيات الاستراتيجية باتجاه حدودنا"، مضيفا أنه من المتوقع أن تستهدف الهجمات الجديدة خاركيف وسومي وضاحية برواري بالعاصمة كييف. وقال الجانب الأوكراني إن القوات الروسية تدمر البنية التحتية العسكرية والمدنية في البلاد، بالمخالفة للقانون الدولي الإنساني. وقتل آلاف الجنود منذ نحو 20 يومًا أي منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير. وأفادت كييف السبت عن مقتل "حوالى 1300" جندي أوكراني. من جهتها، أعلنت موسكو في الثاني من آذار/ مارس عن مقتل 498 جنديًا ولم تحدّث الحصيلة مذاك، بينما تحدث البنتاغون عن ألفين إلى أربعة آلاف قتيل في صفوف الجنود الروس خلال 14 يومًا. وبين المدنيين، قُتل ما لا يقلّ عن 596 شخصًا بحسب حصيلة أعلنتها الأمم المتحدة الأحد، مؤكدة أن عدد القتلى ربما يكون أعلى بكثير من ذلك. وقُتل أول صحافي في النزاع الأحد وهو الأميركي برنت رينو، فيما طالبت وكالات أممية عدة في اليوم نفسه بوقف الهجمات على الطواقم والبنى التحتية الصحية في أوكرانيا. قتل شخصان اليوم على الأقل في قصف طال مبنى سكنى في كييف واليوم الاثنين، قال التلفزيون الرسمي الأوكراني إن شخصين على الأقل لقيا حتفهما وأصيب ثلاثة إثر إصابة قذيفة مبنى سكنيا في كييف صباح اليوم الاثنين. وقال أنطون جيراتشينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية إن شخصين لقيا حتفهما كما نقل ثلاثة آخرون إلى المستشفى. قديروف في أوكرانيا وفي خطوة تصعيدية أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أنه وصل إلى أوكرانيا. ففي مقطع فيديو نشره على "تليغرام"، قال قديروف إنه شمال غرب كييف قرب موقع شهد معارك محتدمة بين القوات الروسية والأوكرانية. وأضاف :"في يوم آخر، كنا على بعد نحو 20 كيلومترا منكم، يا نازيي كييف، والآن نحن أقرب، وأترك لكم تخمين إلى أي مدى اقتربنا؟". وقال :"سأضيف ما يثير الفضول: ربما نحن بالفعل في كييف وننتظر فقط الأوامر". وفي المنشور، هدد قديروف القيادة الأوكرانية في كييف، وحثهم على تغيير مواقفهم. وقال :"يمكنكم الاسترخاء، فأنتم لستم مضطرين للبحث عنا، فنحن سنجدكم بأنفسنا". ويحكم قديروف الشيشان، وهي منطقة ذات أغلبية مسلمة في شمال القوقاز، منذ أكثر من عشر سنوات. ويتهمه النشطاء الحقوقيون بالمسؤولية عن اعتقالات تعسفية وانتهاكات لحقوق الإنسان، من بينها القتل المأجور. وفي جنوب أوكرانيا أعلن نائب رئيس شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا، أنه جرى ربط شبه الجزيرة بمنطقة دونباس الانفصالية في شرق أوكرانيا بممر بري. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن جورجي مرادوف القول إن القوات الروسية سيطرت على الطريق من القرم إلى ماريوبول. ولم يصدر بعد تأكيد من الجانب الأوكراني. وأوضح مرادوف أن من شأن هذا أن يساعد في تزويد منطقة دونيتسك بالإمدادات الإنسانية. يأتي هذا بينما أعلنت كييف أن القوات الروسية منعت قافلة من المساعدات من الوصول لمدينة ماريوبول المحاصرة في دونيتسك. ويفترض المراقبون أن أحد أهداف الهجوم الروسي على أوكرانيا كان إنشاء ممر بري يربط بين المناطق الانفصالية المتاخمة لروسيا في شرق أوكرانيا وبين شبه جزيرة القرم. وكانت روسيا ضمت القرم من أوكرانيا عام 2014 . ع.خ/ ع.أ.ج (رويترز، ا ف ب، د ب ا)
مشاركة :