اختتمت في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج بالمنامة أعمال المؤتمر الدولي الأول للعلاج الجيني والطب التجديدي الذي نظمته جامعة الخليج العربي برعاية كريمة من رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، وبمشاركة 20 متحدثاً دولياً يمثلون صفوة الباحثين والأطباء العالميين في مجال العلاج الجيني والطب التجديدي. شهدت جلسات المؤتمر نقاش العديد من المواضيع الحيوية التي تمثل أحدث الاكتشافات الطبية لعلاج العديد من الأمراض التي كان علاجها مستعصياً حتى وقت قريب. ناقش الدكتور جاين انطوين من المركز الطبي الجامعي في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، نتائج التجارب السريرية للعلاج الجيني لأول مريض مصاب بفقر الدم المنجلي السكلر، والتي أسفرت عن نتائج إيجابية في علاج المرض خلال مرحلة التجارب السريرية. تمت هذه العملية من خلال النخاع العظمي الذي يعتبر مصنع الدم في جسم الإنسان، حيث تم استبدال خلايا النخاع العظمي بخلايا جذعية سليمة، ما أسفر عن إنتاج هيموغلوبين الدم الطبيعي وخلايا دم طبيعية وهو ما أدى إلى علاج المريض. عن هذا الاكتشاف العلمي غير المسبوق قال الدكتور جين «هذا المريض متعافى منذ سبع سنوات وعملنا على مجموعة واسعة من المرضى المتطوعين للتجارب السريرية في المرحلة الثانية والذين أكدوا سلامة النتائج، ونحن في طريقنا للحصول على براءة الاختراع لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) من منظمة الغذاء والدواء العالمية». من جانبه طرح البروفيسور كريستوف كلايت أستاذ ورئيس قسم طب الأطفال في جامعة لودويج ماكسميليانز في ألمانيا، نتائج تجارب سريرية أولية لعلاج فعال لمتلازمة فسكوت ألدريتش، وهي مرض وراثي نادر مرتبط بطفرة وراثية ينجم عنها التهابات ونزف يتميز بحدوث طفح والتهابات جلدية ونقص المناعة وإسهال دموي. فيما تناول البروفيسور علاء الدين عبدالحكيم من المركز الكويتي لعلاج الجينات، التقنيات العلاجية المستخدمة لعلاج مرض ضمور العضلات الشوكي والنتائج التي توصل إليها المركز الكويتي للعلاج الجيني في هذا الصدد. وقال إن هذا المرض وراثي ناتج عن جين متنحي، وقد اكتشفت وسائل علاجه منذ العام 2016، وجارٍ اختبار فاعلية ثلاثة أنواع من العلاجات. كما ناقش البروفيسور كليوباس كليوبا من المركز القبرصي للأعصاب والجينات، نتاج أبحاثه المتعلقة بعلاج (حثل المياه البيضاء Leukodystrophy) وهو اعتلال وراثي يصيب الجهاز العصبي يؤدي الى اضطراب في مادة المايلين وهي غشاء دهني يعمل كعازل كهربائي محيط بالجهاز العصبي المسؤول عن الحركة في الدماغ. تظهر أعراض المرض في مرحلة الطفولة المبكرة، تتمثل الأعراض الشائعة للمرض في تصلب العضلات والتشنجات، الرأس المنحني للخلف، انخفاض أو فقدان السمع والإبصار، التخلف العقلي والنمائي. عادة ما يكون تطور المرض سريعًا جدًا، وقد يؤدي إلى الوفاة. عن هذه الاختبارات قال البروفيسور كليوباس «نعمل على تبديل الجين العاطل بجين سليم يحقن لتصحيح الخلايا المختلة، وبالتالي علاج المرض. نعمل حالياً على الحصول على دعم للانتقال إلى مراحل متقدمة في الأبحاث حيث مازلنا في مرحلة الأبحاث المختبرية، لكن نظراً لأن هذا المرض من الأمراض النادرة جداً نعاني من صعوبات في الحصول على ممولين لهذا المشروع».
مشاركة :