سقوط خيرسون يمهد طريق الزحف الروسي جنوبا نحو كييف

  • 3/15/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - قالت روسيا اليوم الثلاثاء إن قواتها سيطرت بشكل كامل على منطقة خيرسون وهي عاصمة إقليمية يبلغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة وتقع جنوب أوكرانيا، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف لتكون بذلك أول مركز حضري كبير يسقط في أيدي القوات الروسية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير/شباط. وقال مسؤولون دفاعيون أميركيون إن روسيا يمكن أن تستخدم خيرسون في إطار إستراتيجية لتقدم محتمل إلى ميكوليف ثم إلى أوديسا وهما مدينتان إستراتيجيتان أخريان في الجنوب. وتصف روسيا هجماتها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة" لتطهير جارتها ممن وصفتهم بـ"النازيين ومنع الإبادة الجماعية" وهو زعم ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون باعتباره ذريعة لهجوم غير مبرر وغير قانوني، إلا أن ثمة حقيقة لم يعد بإمكان كييف إخفاءها أو دحضها وهي انضمام كتائب ممن يعتبرون من "النازيين الجدد" إلى الحرس الوطني الأوكراني منذ العام 2014 التاريخ الذي ضمت فيه موسكو شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية. وكانت روسيا تشير إلى الكتائب الطوعية هي مجموعات من القوميين والنازيين الجديد بتمويل وتجهيز من الأوليغارشية ورجال الأعمال الأوكرانيين ذوي العلاقات مع الحكومة الجديدة في كييف. وقال كوناشينكوف في إفادة دون الإدلاء بتفاصيل "سيطرت القوات المسلحة للاتحاد الروسي بشكل كامل على جميع أراضي منطقة خيرسون"، مضيفا في مقطع مرئي للإفادة نشرته الوزارة في صفحتها على يوتيوب أن القوات الروسية استولت يوم الاثنين على عشرة نظم صاروخية مضادة للدبابات من طراز جافلين أميركي الصنع وعدد من الأسلحة الأخرى أمدت بها الدول الغربية أوكرانيا. وقال إن صواريخ جافلين والأسلحة الأجنبية الأخرى جار تسليمها لمقاتلين في منطقتين منشقتين في شرق أوكرانيا يسيطر عليهما انفصاليون تدعمهم روسيا منذ عام 2014. وتقول أوكرانيا إن قواتها قتلت الآلاف من الجنود الروس وألحقت بروسيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وهي تقاوم زحف القوات الروسية إلى العاصمة كييف. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد تحدث مؤخرا عن مقتل ما لا يقل عن 18 ألف جندي روسي ودعا الروس للاستسلام وإلقاء أسلحتهم. وبدت التصريحات الأوكرانية حول الخسائر الروسية وهي أيضا تصريحات تدعمها دول غربية، مغرقة في الدعاية الحربية ومبالغ فيها بشكل كبير لرفع معنويات الجيش الأوكراني. واعترفت روسيا بمقتل حوالي 500 من قواتها وخسائر في العتاد، مشيرة إلى أن أوكرانيا تكبدت في المقابل خسائر  أكثر بكثير. ورغم استمرار تدفق الأسلحة الغربية على أوكرانيا وفرض واشنطن ولندن ودول الاتحاد الأوروبي عقوبات قاسية على روسيا لم يخف الرئيس الأوكراني اليوم الثلاثاء غضبه، مصعدا انتقاداته لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد الغزو الروسي لبلاده، مشككا في التزام الحلف بالمادة الخامسة من فقرة الدفاع الجماعي في معاهدة التأسيس. وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو إن المادة الخامسة لم تبد أبدا "ضعيفة مثلما هي اليوم"، مشيرا إلى أن حلف شمال الأطلسي سيرد "بنفس الطريقة" إذا تعرض أحد أعضائه لهجوم من روسيا. ولم يرسل الحلف قوات للدفاع عن أوكرانيا غير العضو في التحالف العسكري الغربي، بينما اعترف زيلينسكي بصعوبة ضم بلاده (قبول عضويتها) للناتو. وقال أمام البرلمان الكندي إن 97 طفلا قتلوا منذ بدء الحرب في بلاده داعيا حلفاء كييف إلى "تكثيف مساعدتهم"، مضيفا في كلمة مباشرة عبر الفيديو أمام النواب الكنديين "توفرون لنا المساعدة العسكرية والإنسانية وفرضتم عقوبات صارمة لكننا نرى أن ذلك للأسف لا يضع حدا للحرب" مشددا على نية الروس "القضاء على أوكرانيا". وتابع "نريد أن نعيش ونريد السلام"، طالبا من البرلمانيين الكنديين أن يتصوروا مدنهم تتعرض للقصف أو الحصار. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "الديمقراطية عبر العالم محظوظة بكونكم تدافعون عنها" ورأى أن زيلينسكي "مصدر إلهام للجميع". وأعلنت كندا الثلاثاء فرض عقوبات على 15 شخصية روسية جديدة ليصل عدد الأشخاص أو الكيانات التي تطالها تدابير كهذه إلى أكثر من 500 منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا. واتهم ترودو أيضا أمام البرلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"استخفاف فاضح وغير مقبول بالأرواح البشرية ". وقررت روسيا الثلاثاء مباشرة إجراءات "الخروج من مجلس أوروبا" متّهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي بجعله أداة في خدمة "توسعهما العسكري والسياسي والاقتصادي في الشرق". وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "الإخطار بانسحاب جمهورية روسيا الاتحادية من المنظمة" سلم الثلاثاء إلى الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بيتشيفونيتش بوريتش. كما قررت موسكو ادراج الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو و12 مسؤولا أميركيا كبيرا على "قائمة الممنوعين" من دخول أراضيها. وشملت قائمة المسؤولين الأميركيين الممنوعين من الدخول، إلى جانب بايدن، وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان. كما شملت المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون. وجاء القرار الروسي ردا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على مسؤولين روس. وبعد الإعلان عن إدراج المسؤولين الأميركيين، أضافت وزارة الخارجية الروسية ترودو في وقت لاحق. ومن الواضح أن الإجراءات الروسية رمزية إلى حد بعيد في ضوء قول وزارة الخارجية إنها تحافظ على علاقات رسمية مع واشنطن وإنها إذا لزم الأمر ستضمن إمكانية إجراء اتصالات رفيعة المستوى مع المدرجين في القائمة. وفي تطور آخر نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي قوله اليوم الثلاثاء إن مستشارين أميركيين في أوكرانيا يساعدون كييف في تطوير أسلحة بيولوجية ونووية، مما قد يزيد من مخاطر نشوب حرب نووية. وقال باتروشيف إن عددا كبيرا من المستشارين الأجانب ممن استقروا على أراضي أوكرانيا يمثلون تهديدا جديدا لأمن روسيا، دون أن يقدم أدلة تدعم تصريحاته. ونفت الولايات المتحدة في التاسع من مارس/آذار اتهامات روسية بأن واشنطن تدير مختبرات للحرب البيولوجية في أوكرانيا. ووصفت تلك المزاعم بأنها "مثيرة للسخرية" وأشارت إلى أن موسكو ربما تمهد لاستخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية في قصف المدن الأوكرانية.

مشاركة :