الحديث عن زيادة الإنتاج النفطي آخر ابتكارات الدبيبة لنيل رضا واشنطن

  • 3/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يجد رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة من طريقة للفت انتباه واشنطن ونيل رضاها سوى مسايرتها في الضغوط التي تمارسها على منظمة أوبك+ وخاصة السعودية والإمارات لزيادة إنتاج النفط، وهي الدعوة التي تأتي في ظل مخاوف من إيقاف القبائل في الشرق لإنتاج وتصدير النفط احتجاجا على رفض الدبيبة تسليم السلطة لرئيس الحكومة الجديدة المدعومة من البرلمان والجيش فتحي باشاغا. وقال الدبيبة الأربعاء إنه ينبغي لدول منظمة أوبك أن تزيد إنتاج النفط، وهي الدعوة التي أثارت استغراب محللين باعتبارها تتعارض مع مصلحة ليبيا التي تنتج أقل من مليون ونصف مليون برميل في اليوم. وليبيا عضو في أوبك، لكنها غير مشمولة بنظام الحصص الإنتاجية للمنظمة. ويرى هؤلاء المحللون أن ليبيا بمحدودية إنتاجها النفطي من مصلحتها بقاء الأسعار عالية لاسيما وأن الإنتاج ظل طيلة السنوات الماضية متذبذبا. وعادة تقوم الدول ذات الوفرة الإنتاجية باستخدام الاحتياط لتعوض الفرق بالدخل بزيادة الإنتاج حيث ينزل السعر لكن الدخل ثابت بسبب ضخ كميات نفط أكبر للسوق وهو ما لا يتوفر في ليبيا. اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تدعم الوساطة التركية بين الدبيبة وباشاغا وبينما كان الدبيبة ينتظر استمرار الاعتراف الأممي والغربي بحكومته ورفض حكومة باشاغا صدم بموقف محايد من أغلب الدول والمنظمات بما في ذلك تركيا التي تعد الحليف الأول له. وتربط منافسه فتحي باشاغا علاقات قوية بواشنطن وبالمستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، وهو السبب الذي يعتقد مراقبون أنه حال دون انحياز المجتمع الدولي له مثلما حصل مع رئيس الحكومة السابقة فايز السراج. وكان من الواضح أن الدبيبة أظهر تجاوبا سريعا مع تصريحات السفير الأميركي ريتشارد نورلاند لكن الولايات المتحدة تدرك أن الإنتاج وتوقفه في ليبيا غير مرتبطيْن بالدبيبة وإنما بالشرق وقبائله التي سبق أن أوقفت الإنتاج متهمة السراج حينئذ بتهميش المنطقة الشرقية. وتطرق السفير الأميركي في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء إلى مسألة إنتاج النفط، وقال إن “الأمر المهم من إيرادات النفط هو إعادة الموارد إلى الاقتصاد وإعادة الإعمار وتوزيع الدخل بصورة عادلة بين الشرق والغرب”، مشددًا على أن “السوق النفطية العالمية سوف ترحب بالإنتاج الليبي دون شك”، لافتا إلى أن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أجرى زيارة مثمرة إلى واشنطن في هذا الشأن. وبدأت الخلافات بشأن زيادة إنتاج النفط منذ بدء الحرب الروسية – الأوكرانية ففي حين أعرب صنع الله عن استعداد مؤسسة النفط لزيادة الإنتاج استجابة لدعوات أميركية وأوروبية، عارض وزير النفط محمد عون ذلك وقال إن الأمر صعب التحقق. ومع ذلك أعلنت الحكومة الإيطالية رسميًا موافقة ليبيا على رفع معدل ضخ الغاز عبر خط أنبوب “غرين ستريم”؛ بهدف التقليل من الواردات الروسية. وتعهد الدبيبة بالبقاء في منصبه في طرابلس على الرغم من قيام البرلمان بتعيين حكومة منافسة هذا الشهر، ويخشى محللون أن الأزمة قد تتفجر إلى قتال للسيطرة على الحكومة. وقال الدبيبة أيضا في تغريدة إن ليبيا وضعت خططا سريعة لتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من زيادة معدلات الإنتاج في الأجلين القصير والمتوسط. وتسعى مؤسسة النفط منذ سنوات للحصول على المزيد من التمويل الحكومي لتعزيز إنتاج الطاقة وأغلقت لفترات وجيزة منشآت مختلفة على مدار الاثني عشر شهرا الماضية، مشيرة إلى قيود الميزانية وإغلاقات متكررة لحقول نفطية وخطوط أنابيب. ويقول محللون إنهم يتوقعون أن ينزلق قطاع النفط الليبي بشكل أكبر في الأزمة السياسية للبلاد ما لم يكن هناك قرار واضح قريبا لحل النزاع بشأن السيطرة على الحكومة. وحث البرلمان مؤسسة النفط على التوقف عن إيداع الأموال التي تحصل عليها من مبيعات النفط في البنك المركزي، الذي ينظر إلى محافظه على أنه حليف سياسي للدبيبة. وأبلغت لجنة عقوبات ليبيا التابعة للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي الأربعاء أنها تلقت رسائل بخصوص محاولة مزعومة لتصدير غير شرعي للنفط الخام خارج مظلة مؤسسة النفط. ومن ناحية أخرى هددت مجموعة في شرق البلاد، حيث تسيطر قوات مرتبطة بالبرلمان، بوقف إنتاج النفط.

مشاركة :