دوري الأبطال «عقدة العقد» للسيدة العجوز

  • 3/18/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما سُحبت قرعة الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، تنفّس جمهور يوفنتوس الصعداء لاعتبارهم أنها مهّدت الطريق أمام عملاق إيطاليا لمحاولة التخلص من عقدة لازمته منذ عام 1996 حين توّج بلقبه الثاني بركلات الترجيح على حساب أياكس الهولندي، وذلك بعدما وضعته بمواجهة فياريال الإسباني. أن تواجه فريقاً لم يخض دور المجموعات للمسابقة القارية الأم منذ موسم 2011-2012 عوضاً أن تلاقي فرقاً مثل باريس سان جرمان الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني اللذين حلا في المركز الثاني خلال دور المجموعات، يعتبر فرصة مثالية لأي فريق مصنف كبير في القارة العجوز. لكن دوري الأبطال أثبت مرة أخرى أنه عقدة العقد ليوفنتوس حتى عندما احتكر لقب الدوري الإيطالي لتسعة مواسم متتالية، وحتى عندما ضم في صفوفه لاعباً من طراز البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لم يجنب فريق «السيدة العجوز» توديع المسابقة من ثمن النهائي في الموسمين الماضيين على يد فريقين اعتبرا أيضاً أقل شأناً منه على غرار فياريال، وهما ليون الفرنسي وبورتو البرتغالي توالياً. تعاقد يوفنتوس في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة مع الصربي دوشان فلاهوفيتش الذي يعتبر أحد أفضل المهاجمين القادمين بقوة الى الساحة الأوروبية، وقد ضرب هداف فيورنتينا السابق منذ الثواني الأولى لمشاركته الأولى على الإطلاق في المسابقة القارية، بتسجيله هدف التقدم ذهاباً في ملعب فياريال بعد 33 ثانية فقط على البداية، قبل أن ينجح بعدها بطل «يوروبا ليغ» في إدراك التعادل. وبعد بداية موسم كارثية، عاد الأمل لجمهور يوفنتوس الذي دخل مباراة الأربعاء على خلفية هزيمة وحيدة في آخر21 مباراة ضمن جميع المسابقات، وكانت «هامشية» على الكأس السوبر، المسابقة الأقل شأناً بين المسابقات الأخرى. لكن أمسية الأربعاء في تورينو كانت صادمة لأنها جاءت مذلة بثلاثية نظيفة سجلها الفريق الإسباني في الدقائق الأخيرة، اثنان من ركلتي جزاء تسبب بهما دانييلي روغاني والهولندي ماتيس دي ليخت. لكن خطأ روغاني كان مفتاح انهيار يوفنتوس الذي قدم شوطاً أول جيداً وكان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف قبل أن يتراجع أداؤه في الشوط الثاني، ما فتح الباب أمام ضيفه الإسباني للانطلاق الى منطقته وصولاً إلى صدمه بهدف التقدم في الدقيقة 78 والذي أتبعه بآخر في الدقيقة 85، قبل أن تكتمل المذلة بثالث في الوقت بدل الضائع. الطموح والواقع صحيح أن روغاني ليس مدافعاً بمستوى المخضرمين ليوناردو بونوتشي المصاب وجورجو كييليني العائد للتو من الإصابة وغير جاهز للعب، لكنه قدم مباراة جيدة بحسب مدربه ماسيميليانو أليغري الذي قال: «إنه لا مأخذ لي على اللاعبين»، مضيفاً: «خلال 75 دقيقة، قدم الفريق مباراة جيدة، حصلنا على فرص في الشوط الأول لكن بات الأمر أكثر تعقيداً في الشوط الثاني». ورأى أليغري الذي قاد الفريق الى نهائي عامي 2015 و2017 حيث مني بهزيمتين قاسيتين على يد ممثلي إسبانيا الآخرين برشلونة (1-3) وريال مدريد (1-4)، أنه «كان على اللاعبين المحافظة على رباطة جأشهم» بعد الهدف الأول «لأنه كان متبقياً 12 أو 13 دقيقة على النهاية». وتنحصر طموحات يوفنتوس بتجنب الغياب عن دوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012، وهو يحتل حالياً المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية، بفارق 7 نقاط عن أتالانتا الخامس بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأخيرة وتجنبه الهزيمة لـ15 متتالية. وخلافاً لأليغري الذي بدا مشككاً أصلاً بقدرة فريقه على الذهاب بعيداً في المسابقة القارية رغم أنه يضمّ في صفوفه مجموعة من بين أفضل المدافعين في العالم مثل دي ليخت والخبيرين بونوتشي وكييليني، ومهاجمين من طراز فلاهوفيتش والأرجنتيني باولو ديبالا والإسباني ألفارو موراتا من دون ذكر فيديريكو كييزا المبتعد حتى نهاية الموسم بسبب الإصابة، كان إيمري فخوراً جداً بتأهل فريقه إلى ربع النهائي للمرة الثالثة فقط في تاريخه بعد 2005-2006 حين وصل إلى نصف النهائي و2008-2009 حين انتهى مشواره عند هذا الدور.

مشاركة :