خورفكان تفتح أبوابها لزوار «أيام الشارقة التراثية»

  • 3/17/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

افتتحت مدينة خورفكان أبوابها الرحبة لاستقبال الزوار في فعاليات «أيام الشارقة التراثية» في دورتها الـ 19 والتي ينظمها معهد الشارقة للتراث تحت شعار «التراث والمستقبل». وشهد الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في كلباء بمرافقة سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا للأيام، تدشين الفعاليات مساء أمس الأربعاء في القرية التراثية بخورفكان في حفل بهيج بحضور خالد الشحي، مدير فرع معهد الشارقة للتراث في خورفكان، وكبار المسؤولين من الدوائر الحكومية المحلية في المدينة وجمهور واسع من أهالي المدينة ومحبي التراث والموروث الشعبي، فضلاً عن موظفي وموظفات المعهد وممثلي فرق العمل المشاركة. خورفكان واللؤلؤية وقال خالد الشحي مدير فرع معهد الشارقة للتراث في خورفكان: إن الفعاليات التي ستستمر لغاية 20 مارس ستجرى فقراتها في موقعين، القرية التراثية في خورفكان وحارة السدرة التراثية في منطقة اللؤلؤية بهدف تمكين الجميع في مدن ومناطق الساحل الشرقي من الاستفادة وحضور الفعاليات المتنوعة. وأشار إلى أن أجندة برنامج الأيام في خورفكان ستكون حافلة بالعديد من الفقرات والمسابقات الرائعة. وعلى الصعيد الثقافي والأكاديمي، ستُعقد مجموعة من جلسات المقهى الثقافي، تديرها صفية النقبي. وتستضيف القرية التراثية جلسة «السنع الإماراتي بين الماضي والمستقبل» لعبدالله الهامور، وجلسة «تراثنا بين الماضي والمستقبل» للدكتور عبدالله المغني، وجلسة «التراث من البحث العلمي إلى الابتكار نحو مستقبل مستدام» للدكتور أحمد الرئيسي. وستشهد حارة السدرة التراثية جلسة «خمسون عاماً في صون التراث نحو المستقبل» لفاطمة المغني، وجلسة «التعليم في الإمارة الباسمة.. منهج حياة ورؤية مستدامة» للدكتور علي الزعابي. محاضرات وورش ويزخر البرنامج التعليمي والتدريبي بعدد من المحاضرات والورش، حيث تستضيف القرية التراثية محاضرة «ترميم المخطوطات علم وفن» لحسن مملوك، ومحاضرة «العمارة تراث الماضي والحاضر» لوفاء داغستاني، ومحاضرة «التعليم المهني وأثره في تنمية وتطوير الموظفين» للدكتورة بسمة كشمولة، فضلاً عن ورشة براعم الموروث المقدمة من مكتبة الموروث. وسيكون الأطفال على موعد مع فقرات مسرح الأيام في القرية التراثية، وفي حارة السدرة تُنظَّم فقرات الألعاب الشعبية والمسرحية ومسرح الدمى، تصحبها الأغاني التراثية المحببة، ويشارك أيضاً عدد من الجهات بفقرات متنوعة، منها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، نادي خورفكان الثقافي الرياضي، مجلس أولياء أمور خورفكان، جمعية شمل للتراث الشعبي، الصالون الأدبي لدائرة الثقافة والإعلام، والمسابقات التراثية التي تقدمها هيئة الشارقة للكتاب ونادي خورفكان للمعاقين، بالإضافة إلى الفقرات الشعرية والموسيقية التي تتضمن عازف العود وعازف الكمان. وتشارك الفرق الشعبية المحلية والخليجية والعالمية في ساحة متحف الحرف التقليدية برقصات وفقرات مختلفة، منها فرق الرزيف والحربية والهبان والليوا والعيالة وفرقة الشحوح، وفرقة شعبية من سلطنة عمان، ورقصات لبنانية وروسية. جاسم النهبان حظي موقع قلب الشارقة النابض بزيارة من الفنان الكويتي جاسم النبهان الذي قام بجولة تفقدية في مواقع وأجنحة وفعاليات ساحة التراث في مدينة الشارقة، وأعرب عن انبهاره البالغ بمستوى التقدم والتطور الذي تشهده الأيام عاماً بعد عام، معتبراً هذا الحدث التراثي المهم علامة فارقة تسجلها إمارة الشارقة بتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الوالد الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «حفظه الله». حساب الدرور وفي قلب الشارقة النابض، وضمن سلسلة جلسات المقهى الثقافي، عقدت جلستان نقاشيتان بإدارة الدكتور عادل الكسادي، تحدث في الجلسة الأولى الباحث في التراث الإماراتي جمعة بن ثالث عن «حساب الدرور في الموروث الشعبي الإماراتي»، وقدم تعريفاً مبسطاً له، واستعرض مجالات استخدامه في معرفة الحسابات الفلكية وأحوال الطقس ودخول الفصول ومواسم العواصف وحركة الأمطار والغيوم، من خلال استغلال مواقع النجوم، وهو حساب يختلف باختلاف المناطق. وأوضح أن حساب الدرور نظام فلكي قديم في المنطقة يعمد إلى تقسيم أيام السنة بشكل عشري إلى 36 قسماً، كل قسم 10 أيام تعرف بـ «الدرّ»، ويبدأ بطلوع نجم سهيل عند منتصف شهر أغسطس من كل عام، ويُعرف كل درّ بالمجموعة العشرية التي ينتمي إليها فيقال العشر، والعشرون والثلاثون، وهكذا حتى المائة، ثم يعاد إطلاق العشر والعشرين والثلاثين مرة أخرى. واعتبر جمعة أن سكان الإمارات قديماً كانوا يستخدمون هذا التقويم في معرفة أنسب الأوقات للزراعة وجني الثمار وخاصة التمور والمتغيرات المناخية من رياح وأمطار، وكذلك معرفة أوقات صيد السمك وموسمه وأنسب الأوقات للسفر، حيث كان عاملاً مهماً في الحفاظ على حياة البحارة، في رحلاتهم الطويلة الممتدة ما بين الإمارات والهند وزنجبار وسواهما. وكانت رحلة النواخذة تمتد من الهند إلى زنجبار، حيث قسموا السنة من خلال هذه الحسبة إلى 4 مواسم، ووضعوا لكل منها نشاطاً اقتصادياً معيناً يلائم مناخه. وفي الجلسة النقاشية الثانية تحدث الباحثة والمؤلفة الجزائرية شهرزاد العربي، حول قراءتها الاستكشافية للمخطوط التراثي الشهير «كليلة ودمنة»، ملخصة التغيرات التي تعرضت لها مخطوطات هذا الكتاب عبر القرون لاعتبارات تعود للناسخين وأسلوبهم في عملية النسخ، ما جعل هذه المخطوطات مختلفة ولربما متعارضة في الكثير من النماذج. وذكرت الباحثة أنها وقفت على مخطوطتين في مكتبة ميونيخ في ألمانيا، تعود الأولى إلى القرن الـ 13 والثانية إلى ما بين القرنين الـ 16 والـ 17، واطلعت على ما أصاب الكتاب من تغيرات بسبب التحولات الزمنية المختلفة. وقرأت الدكتورة شهرزاد بعض القصص من المخطوطتين وقارنت بينهما، وبينت أوجه الاختلاف في مضمونهما. عالم القراءة وضمن سلسلة البرامج التعليمية والأكاديمية التي يعقدها مركز التراث العربي بالمعهد، جرت فصول رحلة جميلة قدمها الكاتب والمؤلف إيهاب الملاح بعنوان: «من» لماذا نقرأ؟ إلى «شغف القراءة» في ماهية النشاط المعرفي للقراءة». وتحدث الملاح في المحاضرة التي أدارتها عائشة الحصان الشامسي مديرة المركز، عن وجود إرث عربي عظيم تناول كيفية القراءة وأساليبها، ضارباً المثل في ذلك بعدد من المؤلفين العرب مثل الدكتورة سهير القلماوي «العالم بين دفتي كتاب»، كما أوضح أن العديد من هؤلاء المؤلفين الذي برعوا وبرزوا في مجال التأليف والكتابة، قد تأثروا فيما قدموا بكتب ومؤلفات سواهم، من خلال قراءتها والاستفادة منها والإعجاب بها. وهو ما يسمى بالقراءة المنتجة والمثمرة، والتي تقود الكتاب نحو نوافذ مختلفة وجديدة للكتاب. ودعا المحاضر إلى مراعاة معايير ومحددات الاختلاف في الكتابة الموجهة إلى القارئ العام والقارئ المتخصص النخبوي، من حيث سلاسة وبساطة اللغة أو عمقها وتعقيدها. واختتم الملاح رحلته في عالم القراءة بتقديم إرشادات وأفكار مختصرة للحضور حول كيفية بناء المؤلف الناشئ لكتابه وطريقة عقد فصوله وربط دفتيه بفكرة وروح واحدة تعتبر بمثابة الهوية التي تميزه عن غيره من الكتاب. النخلة وفي فعالية أخرى لمركز التراث العربي، عُقدت جلسة حوارية مع المجتمع المحلي الممارس للعناصر المستوحاة من النخلة، حيث تحدث الوالد مطر سعيد بن خليف الطنيجي، الباحث في التراث الشعبي والنباتات، حول شجرة النخلة ومراحلها العمرية ومسمياتها المختلفة. ولفت الطنيجي إلى أن مكانة النخلة بدأت تتراجع مع التطور العمراني وتمدن المناطق والقرى، حيث قل الاعتماد عليها، على الرغم من أهميتها وفوائدها الجليلة لدى الآباء والأجداد، ولا سيما أن النخلة ضرب بها المثل في القرآن، ولها ذكر واسع في الحديث النبوي الشريف. وذكر أن أماكن تواجدها سابقاً كانت في مواقع محددة بربوع الدولة، ما منحها أهمية كبرى، فضلاً عن الاستفادة منها سابقاً كمصدر من مصادر الحياة لدى الناس عبر الاستفادة من ثمرها بأنواعه، وظلها ومكوناتها كالجذع والسعف وجوانب بناء البيوت والدعون والعريش والطبخ وأدوات المنزل وسواها، حيث كانت النخلة ومعها الجمل، المصدران الرئيسان للحياة والنمو لدى الأجيال السابقة. ودعا الطنيجي إلى إيجاد طرق وأساليب جديدة لربط الشباب بالنخلة من خلال المشاريع الاقتصادية والاستعانة بمهندسين لوضع مشاريع زراعية واقتصادية تجذب أبناء الوطن لهذا الرمز التراثي الخالد. «الغولة» ضمن فقرات مسرح الأيام، جرت أولى العروض الفنية للفقرة الاستعراضية الغنائية للأطفال «الغولة» والتي يقدمها فريق كورال قيثارة طيبة من جمهورية مصر العربية، والتابعة لجمعية الصعيد للتربية والتنمية بالقاهرة، وتستمر عروضها يومياً حتى 23 مارس الجاري. وقالت نيفين وجدي مديرة البرنامج الثقافي بالجمعية: إن الجمعية تشارك للمرة الأولى في المهرجان الذي يعتبر من أنجح وأهم المهرجانات التراثية في العالم من خلال ساحاته الواسعة والمبهجة، والتي تمتزج بأجواء كرنفالية وموسيقية رائعة مع تعدد العروض الشعبية المقدمة من العديد من دول العالم، ما يمنح الزائر شعوراً بأنه يعيش مع تراث العالم بشتى صنوفه في مكان واحد هو قلب الشارقة العريق. وأضافت وجدي أن فريق كورال قيثارة طيبة المصرية، فرقة غنائية استعراضية تقدم فقرات فنية كثيرة ومن ضمنها عمل «الغولة» الذي يمثل الفن النوبي المصري الأصيل، ومن خلال توظيف الحكايات والأساطير الشعبية المتراكمة والتي تتناقلها الأجيال. ويوفر العمل على مسرح الأيام مزيجاً مدهشاً بين فني الغناء والاستعراض، مصحوباً بالعزف الحي على الدفوف من قبل الأطفال المشاركين، لافتة إلى أن الفن النوبي المصري يحظى بإقبال كبير من عشاق التراث المصري الغني بالألوان والبهجة واللغة الخالدة.

مشاركة :