السياسة في العراق..لا دين ولا اخلاق!

  • 3/18/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعرّف السياسة بانها فن ادارة شؤون الناس،الذي تلتزم فيه سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية بدستور يوافق عليه الشعب بما يحقق لهم حياة كريمة وآمنة. ويعرّف الدين بأنه مجموعة قيم ومباديء تحدد العلاقة بين الانسان وخالقه والناس،وأنه يعني وفق الاصطلاح الاسلامي الخضوع التام لله سبحانه والألتزام بتعاليم القرآن وأخلاقه. وتعني الاخلاق في نظر الاسلام.. مجموعة المباديء والقواعد المنظمة للسلوك الانساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الانسان، وتحديد علاقته بغيره على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على اكمل وجه. والثلاثة (السياسة والدين والأخلاق) تنضوي جميعها تحت خيمة(القيم) بأنواعها الستة من السياسية الى الجمالية،التي شغلت اهتمام الفلاسفة وعلماء السياسة والاجتماع وعلم النفس والأقتصاد،لدورها الرئيس في صناعة الأنسان وتحديد سلوكه وتوجيهه،بوصفها نظام متكامل من الاحكام والقواعد الاخلاقية والمعايير يخلقه النظام السياسي. والذي يدهشك ان الأمام عليّ في العهد الذي كتبه لمالك الأشتر النخعي لمّا ولاّه مصر، سبق علماء العصر في توصيف قيم الحاكم بثلاث قضايا اساسية: الأولى:ان يتمثل الحاكم القيم الايجابية في شخصيته بوصفه القدوة التي تتماهى به الرعية وتقلده، والثانية:ان القيم هي التي تحدد سلوك الحاكم مع الرعية،وهي التي تحدد موقف الرعية منه، والثالثة:ان القيم هي الرابط او (الأسمنت) الذي يوحّد افراد المجتمع،وبدونها يتهرأ النسيج الاجتماعي وتشيع الكراهية والعنف والعدوان. فما الذي احدثته السياسة في العراق بعد ؟ في العام 2019 كنّا اجرينا استطلاعا،كان بالنص: المتدينون ثلاثة أصناف: (صنف يؤدي العبادات ويتجنب الزنا والخمر والقمار والمحرمّات..هدفه الفوز بالجنة. · وصنف يزيد عليها بانشغاله بهموم الناس..يساعد المحتاج، ولديه نزعة انسانية. · وصنف يدعو الناس الى التمسك بالدين،لكنه يمارس ويشرعن اعمالا تتنافى وقيم دينه. أي صنف منها ترى هو الشائع الآن في العراق؟). وكانت النتيجة ان غالبية المستجيبين(63%) ترى ان صنف (التظاهر بالدين الذي يدعو الى التمسك به ويمارس ويشرعن اعمالا تتنافى وقيم دينه) هو الشائع،وأن السياسة هي التي دفعت السياسيين الى أن يتخذوا من الدين وسيلة لأن يعيشوا مرفهين، ويمارسوا النصب والاحتيال وقتل الاخرين وتجهيل الناس وافقارهم، ولا يهمهم ان مات الناس بسبب شراهتهم. وانها هي التي دفعت كثيرين الى أن (يتلبسوا اللحى ويتمظهروا بلباس الدين والتقوى،مع انهم يعرفون بأن الناس تعرفهم أنهم منافقون). وهذا صحيح، فقد تجسدت فيهم مقولة النبي محمد: (آية المنافق ثلاث، اذا حدّث كذب، واذا وعد اخلف، واذا اؤتمن خان). وتنص الشريعة الأسلامية على ان يتمتع الحاكم بصيانة الذمة التي جسّدها الامام علي بمقولته يوم استلم السلطة(جئتكم بجلبابي هذا فان خرجت بغيره فأنا خائن) ولكم ان تنظروا أي قصور يسكنون!،وجسّدها الخليفة عمر بن الخطاب بمقولته(لو أن دابة في العراق عثرت لخشيت الله ان يسألني لماذا لم يمهد لها الطريق عمر)،ولكم ان تنظروا كيف احالوا اجمل وطن..خرابا!.

مشاركة :