الرياض - قال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية اليوم الجمعة إن المملكة تتطلع إلى استقبال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المستقبل القريب لتعزيز المناقشات "الإيجابية" المستمرة، لكن لم يتم تحديد اجتماع في الرياض حتى الآن. ويأتي هذا التصريح في خضم خلافات وتباينات في وجهات النظر بين المملكة والولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وموقف الرياض من الغزو الروسي لكييف. وأضاف المسؤول "تعمل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بشكل بناء للغاية على جميع مستويات الحكومة لتعزيز المصالح المشتركة للأمن والاستقرار الاقتصادي... المسؤولون السعوديون والأميركيون على تواصل دائم على مستوى فني". ومنذ تولي جو بايدن منصب الرئيس الأميركي في يناير/كانون الثاني 2021، تعرضت الشراكة الإستراتيجية بين السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والولايات المتحدة للاختبار بسبب ملف حقوق الإنسان في الرياض وملف حرب اليمن إضافة الى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول لتنضاف إليه المسالة الأوكرانية. وتعرضت السعودية لضغوط أميركية حيث تصر واشنطن على دعوة دول الخليج الى زيادة إنتاج النفط في خضم الأزمة الأوكرانية وتوجيه عقوبات على النفط الروسي فيما تؤكد الرياض انها ملتزمة باتفاقيات " اوبك +". وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أشارت الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤولين كبار قولهم أن السعودية والإمارات رفضتا التحدث مع الرئيس جو بايدن بشأن حرب أوكرانيا. ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا دعت السعودية والإمارات موسكو الى تجنب الحلول العسكرية واللجوء الى الحوار السياسي لكنهما لم تعمدا إلى إدانة الاجتياح الروسي. ومارست الولايات المتحدة ضغوطا على شركائها في الشرق الأوسط للمساعدة في عزل روسيا ورفع انتاج النفط التي تطورت علاقاتها مع السعودية والإمارات واتخذت زخما منذ تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة التي تبنت سياسة الانسحاب من قضايا المنطقة. وفي مثال على حجم الخلافات السعودية الأميركية كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المملكة وجهت دعوة إلى رئيس الصين شي جين بينغ لزيارتها مبينة ان الرئيس الصيني سيحظى بحفاوة كبيرة في رسالة مشفرة الى روسيا. كما ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اكد في مقابلة مع مجلة "ذا أتلانتيك" بداية الشهر الجاري، إنه "لا يهتم بما إذا كان بايدن قد أساء فهم الأشياء المتعلقة به". وقال ولي العهد في تصريحات أخرى نقلتها وكالة الأنباء الرسمية في السعودية أن بلاده قد تختار تقليص استثماراتها في الولايات المتحدة. بدورها مارست واشنطن نوعا من الضغوط على الرياض حيث حثت إدارة بايدن الشهر الجاري المملكة على مراجعة قضايا "سجناء الرأي" ورفع حظر السفر والقيود الأخرى المفروضة على ناشطات حقوق المرأة المفرج عنهن. وتشعر الولايات المتحدة بقلق من تصاعد النفوذين الروسي والصيني في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر من مناطق نفوذها الاقتصادي والعسكري الحيوي رغم جهود تخفيض عديد القوات خلال السنوات الماضية. ويبدو ان السعودية تسعى لتعديل بوصلتها وتحقيق نوع من التوازن في عالم أصبح متعدد الأقطاب.
مشاركة :