الرياض - أعلن وزير الخارجية السعودي أنه من المتوقع أن يقوم الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة مرتقبة إلى المملكة، بعد أيام من فوز شي جينبينغ بولاية ثالثة في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني وذلك في خضم خلافات مع واشنطن بسبب ملف خفض إنتاج النفط. وقال الأمير فيصل بن فرحان في تصريحات بثتها قناة "الإخبارية" السعودية الخميس في اجتماع للجنة الشؤون السياسية والخارجية المنبثقة عن اللجنة الصينية السعودية المشتركة إن "اجتماعنا اليوم يأتي في توقيت مهم حيث يسبق الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى المملكة وقبل انعقاد القمة السعودية - الصينية، والقمة الخليجية - الصينية، والقمة العربية - الصينية". وأضاف الأمير فيصل أن بلاده "تعمل على إنهاء كافة الترتيبات لها من أجل نجاحها وتحقيق التطلعات المرجوة منها". مشددا على العلاقات"التاريخية والمتينة" بين البلدين. ويأتي تصريح وزير الخارجية السعودي بينما تمر العلاقات السعودية الأميركية بمرحلة حرجة بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية والتزام الرياض بقرار اوبك+ لضمان استقرار سوق النفط وهو موقف حظي بدعم العديد من الدول لكنه اغضب بايدن وإدارته الديمقراطية. ووجهت إدارة الرئيس الأميركي انتقادات للرياض بسبب القرار الذي اعتبرته دعما لروسيا فيما نفت السلطات السعودية ذلك مؤكدة ان القرار اقتصادي بحت ولا علاقة له بالوضع السياسي او الصرعات الدولية. وطالب سيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، طالب الإدارة الأميركية بأن تجمّد على الفور جميع أوجه التعاون مع السعودية، بما في ذلك مبيعات الأسلحة بينما يرى مراقبون ان واشنطن ستلجأ في إطار جهودها للضغط على الرياض الى تحريك قانون نوبك الذي سعى “لمنع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط” وحماية المستهلكين والشركات الأميركية من ارتفاع أسعار الطاقة او قانون جاستا بالتعويل على قضية التعويضات الخاصة بأسر ضحايا 11 سبتمبر/ايلول وتحميل الصعودية التبعات القانونية. ومن المنتظر ان يزيد قرار استقبال الرئيس الصيني في الرياض من غضب الولايات المتحدة حيث اعتبرت وزارة الدفاع الاميركية " البنتاغون" الصين تحديا أساسيا ودعت لاحتوائها. وقال وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن الخميس إن الصين "هي المنافس الوحيد الذي له رغبة في إعادة تشكيل النظام الدولي، والقدرة على القيام بذلك بشكل متزايد". ويرى مراقبون ان الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني الى السعودية رسالة وجهتها السلطات السعودية لادارة بايدن انها تستطيع التعويل على المارد الصيني لمواجهة اية ضغوط مستقبلية في خضم تغير النظام العالمي خاصة بعد الحرب في اوكرانيا. وتطورت العلاقات الصينية السعودية بشكل كبير في السنوات الاخيرة خاصة في المجال الاقتصادي. وتؤيد الصين ايران فيما يتعلق بالملف النووي والتدخل في عدد من الساحات العربية بما في ذلك الساحة السورية وهو أمر تسعى دول الخليج وفي مقدمته السعودية للحد منه مقابل منافع وعقود اقتصادية على ما يبدو. وفي قرار تاريخي، ثبت الحزب الشيوعي الصيني الرئيس الصيني الأحد في منصبه لفترة ثالثة كأمين عام للحزب الشيوعي، ما يمهّد الطريق لولاية رئاسية ثالثة من خمسة أعوام، معززا بذلك مكانته كأقوى قائد للصين منذ مؤسس النظام ماو تسي تونغ. وكان الرئيس الصيني زار السعودية في عام 2016.
مشاركة :