المناسب، لتواصل روسيا عمليتها العسكرية رغم الأثمان العالية التي ستدفعها، بغية تحقيق الجزء الأكبر من أهدافها، سواء بالتفاوض أو بغيره، لكن وضع زيلينسكي ثاني أكبر دولة نووية بالعالم في موقف مزعج يتضح من خلال نداءاته العديدة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والمجتمع الدولي بشأن إمدادات الذخيرة، علاوة على قراره بإنشاء نظام دون تأشيرة لأي شخص يرغب في القتال جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة الأوكرانية وعناصر الكتائب اليمينية المتطرفة. و أضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة إلي "الفجر"، أن أوكرانيا ليس كان أمامه إلا أن تكون ليبيا جديدة التي شارك بها أكثر من 30000 مرتزق من سوريا وتشاد وغيرها في الأعمال القتالية ولا يزالون موجودين في دولة غنية بالنفط حتى يومنا هذا، لكن بحالة أوكرانيا اتسمت بشرعية دولية من حُماة القوى العالمية، ليروا أوكرانيا الحضن الدافئ لأوروبا ملاذًا آمنًا جديدًا للمقاتلين من أي نوع: بدءًا من القوميين الأوروبيين و "جنود الثروة" في أمريكا اللاتينية إلى المتطرفين من الشرق الأوسط، فشكل زيلينسكي بالفعل ما يسمى بـ "الفيلق الدولي" وهو بمثابة بؤرة للمقاتلين من جميع أنحاء العالم. وأعلن أكثر من 20000 مرتزق استعدادهم للمشاركة، أبدى ما لا يقل عن 50 مواطنًا من جورجيا وبيلاروسيا وكندا وبريطانيا وهولندا وكرواتيا وإسبانيا وكولومبيا والبرازيل والدنمارك وبولندا والولايات المتحدة الأمريكية اهتمامًا بالانضمام إلى المعركة ضد الغزو الروسي وعبروا في هذا الشهر الحدود الأوكرانية من بولندا عبر نقطتي تفتيش "شهيني" و"كراك فيتس". واختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن الأمر وصل إلى إصدار عفو – وفق الرئيس الأوكراني – عن مجرمين مدانين قابعين في السجون، لغرض الدفاع عن بلدهم، وكأننا أمام توافق وأعضاء المافيات قبل أن يمتد إلى مواطنين عاديين ارتكبوا خطأ ما؟ ولكن هل صحيح أن هؤلاء محترفين للقتال أم لحروب عصابات؟، وهل سيلتزمون بحماية أوكرانيا أم أنها شعارات زائفة؟ وأي مقابل سوف يحصلون عليه؟ أكاد أجزم أنها ملاذ الإرهابيين الجديد. المرتزقة والحرب صرح الباحث أحمد سلطان، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أن الجانبين الروسي والأوكراني متصارعين في جلب المرتزقة في تلك الحرب القائمة بينهم. و أضاف الباحث أحمد سلطان في تصريحات خاصة إلي "الفجر"، أن الجماعات المتطرفة مستفيدة كل الاستفادة من هذا الحرب القائمة ولكن ليس هم من يهددون الأوضاع هناك بل يوجد غيرهم من يعتبرون مصدر القلق الحقيقة. وأشار الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أن اليمين المتطرفة في أوروبا وأمريكا الذين يدعمون أوكرانيا أو المسيحيون المتطرفين الذين يحاربون في صفوف روسيا، يعتبر هو من يزيد من الصراع والإرهاب في تلك الحرب ولكن الجماعات الإرهابية سوف تسعي في استقطاب الشباب الموجودين في تلك الحرب لضمهم إليهم.
مشاركة :