«حكايات الورق وأسراره».. بـ«اللوفر أبوظبي»

  • 3/18/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن متحف اللوفر أبوظبي عن أحدث معارضه العالمية الذي يُقام تحت عنوان «حكايات الورق وأسراره» في الفترة ما بين 20 أبريل و24 يوليو 2022، بتنظيم من اللوفر أبوظبي ومتحف اللوفر ووكالة متاحف فرنسا بالتعاون مع 16 مؤسسة فرنسية ودولية ومجموعة فنّية خاصة. يسعى المعرض لاستكشاف مجموعة واسعة النطاق من التعبيرات الفنية باستخدام الورق بهدف تحفيز الفضول وتعميق معرفة الزوار بهذه المادة المألوفة لكن من زوايا جديدة غير مألوفة، إذ يقدم لزواره فرصة الاطلاع على حوالي 100 عمل فني من الكتب والمخطوطات والرسومات ونموذج عن منزل و13 عملاً فنياً معاصراً ومجموعة من التركيبات الفنية الورقية، وتأتي معظم هذه الأعمال الفنية من مجموعات متحف اللوفر، إلى جانب أعمال من 15 مؤسسة ثقافية رائدة ومجموعة خاصة، منها من متحف اللوفر أبوظبي والمكتبة الوطنية الفرنسية ومركز جورج بومبيدو ومؤسسة الشارقة للفنون ومتحف زايد الوطني.يُذكر أن معرض «حكايات الورق وأسراره» من تنسيق كزافييه سالمون، أمين متحف عام ومدير قسم الرسومات والمطبوعات، وفيكتور هندسبكلر، أمين متحف في قسم الرسومات والمطبوعات، في متحف اللوفر، مع دعم من الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي. من جانبه، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «يتمحور موضوع المعرض الثاني لمتحف اللوفر أبوظبي للعام 2022 حول الورق، مبيناً مختلف جوانب هذه المادة وتاريخها، إذ إن الورق اختراع تخطى الحدود الجغرافية في رحلته من الشرق إلى الغرب التي مكنته من إعادة تشكيل الثقافات والمجتمعات، وهو يُعد مثالاً بارزاً لقصص التفاعل بين الحضارات والتبادل الثقافي التي يسعى المتحف إلى تسليط الضوء عليها». يدعو المعرض زواره إلى الانطلاق في رحلة عبر الزمن لاستكشاف تاريخ الورق من خلال 12 قسماً توضح جميعاً أبرز سمات الورق ومختلف استخداماته عبر القرون من خلال مجموعة من المشاهد الغامرة، وتشمل الأقسام المخصصة لموضوعات بعينها أقساماً بعنوان أصل نباتي، ومادة غير مكلفة وشائعة الاستخدام ومتعددة الأغراض، ومادّةٌ متغيّرة وبديلة، ومادّةٌ تجمع بين الهشاشة والصلابة، ولون، وشفافية وشبه شفافية، ومساحة، وحركة، وإمكانية تدوين الشروح وربط التعليقات بالصور وترك أثر، وإمكانية إنشاء مجموعة، ووسيلة لاستنساخ الأعمال، ووسيلة مرِنة. كما سيتيح المعرض لزواره فهم الأدوات والأساليب المستخدمة في صناعة الورق ويمنحهم الفرصة لاستكشاف المواد المختلفة التي يُصنع منها الورق. وفي إطار حديثه عن المعرض، قال كزافييه سالمون، أمين متحف عام ومدير قسم الرسومات والمطبوعات في متحف اللوفر: «لو فكّرنا بمادة يمكن أن تجسد الخير بالنسبة للبشرية جمعاء لوجدنا أنها بكل تأكيد الورق، لقد اخترع الصينيون الورق عام 200 قبل الميلاد تقريباً، وسرعان ما انتشر ووصل إلى كوريا واليابان وفي نهاية المطاف انتشر على امتداد طريق الحرير، ومن تلك المنطقة أقبل العالم الإسلامي على استخدام الورق واتسع نطاق استخدامه ليشمل الشرق الأوسط بالكامل وصولاً إلى سواحل البحر المتوسط. وبعد ذلك بسنوات، في القرن الحادي عشر، جرى توثيق ظهور أول مصانع للورق في الأندلس، وبعد فترة وجيزة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر بدأت عمليات الإنتاج واسعة النطاق للورق في إيطاليا وفرنسا وازداد الطلب على الورق بصورة كبيرة في شتى أنحاء العالم. لذا يسعى معرض حكايات الورق وأسراره لتوضيح لماذا أصبح الورق سلعة شائعة ومع ذلك ثمينة وتحظى بطلب كبير من مختلف الثقافات في شتى أرجاء العالم.»كما صرح فيكتور هندسبكلر، أمين متحف في قسم الرسومات والمطبوعات في متحف اللوفر قائلاً: «ينظر هذا المعرض للورق على أنه من أهم اختراعات الإنسان، حيث ساعد في توثيق المعرفة والحفاظ عليها على مدار آلاف السنين. نحن نتطلع إلى صياغة تاريخ عالمي للورق لنبرهن أنه يشكل جزءاً من التراث الثقافي المشترك لمختلف الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها، وأن نقدم تعريفاً للورق ليشكل قاسماً مشتركاً بين كل الحقب الثقافية المختلفة في العالم». يشمل المعرض مجموعة من الأعمال الفنية المختارة من مجموعة مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي والتي تضم لوحة «صورة شخصية لامرأة» لبابلو بيكاسو، 1928، ومطبوعات يابانية للفنّان كاتسوشيكا هوكوساي، وورقة من كتاب «دي ماتيريا ميديكا» للتداوي بالأعشاب تعود للقرن الثالث عشر، بينما تشمل الأعمال الفنية البارزة التي أعارتها للمعرض مؤسسات ثقافية دولية منظراً شاملاً مرسوماً على سبعة عشر لوحًا يصوّر «شفافيّات الأرياف الفرنسية» لكارمونتيل (متحف اللوفر)، كتاب مطوي كالأكورديون يضم «مجموعة من رسوم المهرجانات والاحتفالات في بلاط ماندالاي»، بورما، منتصف القرن التاسع عشر (المتحف الوطني للفنون الآسيوية «غيميه») و«مناجاة علي»، صفحة من مرقّع يضمّ نقوش بارزة بالخط العربي (المكتبة الوطنية الفرنسية). وتشمل الأعمال الفنية البارزة الأخرى التي يقدمها هذا المعرض للجمهور أعمالاً لفنانين بارزين معاصرين من دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط مثل «قاموس» لحسن الشريف، 2015 (مؤسسة الشارقة للفنون) وعمل بعنوان «خالق السماوات والأرض في ستة أيام» لدانة عورتاني، 2005، (متحف زايد الوطني) و«خدوش على الورق» لمحمد كاظم، 2011 (قاعة إيزابيل فان دين آيند). وستتسنى للزوار الفرصة لمشاهدة أحد أعمال الفنان الإيطالي مايكل أنجلو بيستوليتو بعنوان «المتاهة» في رواق المتحف، وهو عبارة عن عمل فني تركيبي تفاعلي يستكشف آفاق الحركة كأحد السمات الأساسية للورق. وقالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: «يقدم معرض حكايات الورق وأسراره سلسلة من الصور الجمالية الرائعة لتفاعلات المادة والأسلوب والمساحة والشكل والصوت عبر صور تتطرق لمختلف جوانب هذه المادة متعددة الأغراض، حيث كانت الوسيط الأبرز في صياغة عوالم جديدة وشاهدة على اضطرابات اقتصادية واجتماعية. إضافة إلى ذلك، يسلط المعرض الضوء على مختلف جوانب الحداثة التي قد تبدو متعارضة من آن لآخر، وعلى الرغم من أن التقنيات الحديثة في عالم اليوم قد فتحت آفاقاً غير مسبوقة لإزالة الجانب الحسي من سياق الفنون، إلا أن حواسنا الخمس مازالت تشكل النقاط المرجعية الأساسية لنا جميعاً».

مشاركة :