حذرت دولة الإمارات من التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية جراء استمرار الصراع في أوكرانيا، حيث تواصل أعداد اللاجئين الارتفاع بوتيرة مثيرة للقلق، كما تستمر معاناة المدنيين في المناطق الأوكرانية بسبب العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية مثل الغذاء والمعدات الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية، مؤكدة ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة الأوضاع على الأرض، والتوصل إلى اتفاقات تمكن المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات للمحتاجين بطريقة آمنة، وإنشاء ممرات لخروج المدنيين. وقالت الإمارات، في كلمة أدلى بها وفد الدولة أمام مجلس الأمن الدولي: «إن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية المدنية، سيفاقم من تردي الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الرئيسية، لاسيما ماريبول». وأضافت: «ننظر بإيجابية تجاه المفاوضات الجارية بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا، ونأمل أن تسفر عن تهدئة تسمح للمنظمات الإنسانية بأن تقوم بمهامها وأن تلبي احتياجات المدنيين». وتابعت: «في هذا السياق، هناك ضرورة ملحة لاتخاذ خطواتٍ ملموسة تهدف لتهدئة الأوضاع على الأرض وبناء الثقة بين الطرفين، بما في ذلك عبر التوصل لاتفاقات تمكن المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات للمحتاجين بطريقة آمنة، وإنشاء ممرات لخروج المدنيين والتوصل لتفاهم يضمن حمايتهم». وأشادت الإمارات بالدور الرئيسي لدول الجوار، وخصوصاً بولندا ورومانيا ومولدوفا، إضافة لغيرها من الدول، في التعامل مع الأزمة الإنسانية من خلال استقبالها للاجئين، وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي لتراعي احتياجاتهم. وقالت، في البيان: «في الوقت نفسه، ندرك من تجارب منطقة الشرق الأوسط، أهمية دعم هذه الدول لتتمكن من رعاية اللاجئين بشكل كامل، خصوصاً وأن الصراع لا يزال قائم، وهو ما ينذر باستمرار موجات اللاجئين». وبالتزامن مع جولات التفاوض الجارية، تشدد الإمارات على أهمية الالتزام بالقانون الدولي، وبالأخص القانون الإنساني الدولي، والذي يمثل خرقه ليس فقط انتهاكاً لحقوق المدنيين، بل وتهديداً للنظام الدولي، مكررة الدعوة لجميع الأطراف المعنية إلى احترام التزاماتها الدولية، ووقف استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية. وأكدت دولة الإمارات، إيمانها بضرورة أن تركز استجابة مجلس الأمن للأزمة الإنسانية الناتجة عن الصراع في أوكرانيا على العمل الإنساني بطريقة عملية وهادفة، بالتنسيق مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والجهات الإنسانية الأخرى ذات الصلة. وشددت على أن الحل الوحيد للأزمة يكمن في تكثيف الجهود الدبلوماسية، والوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا، والسعي إلى سلام مستدام يحفظ استقلال وسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ووجه وفد الدولة الشكر إلى روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، ورؤوف مازو، مساعد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على إحاطتهم الوافية التي قدموها أمام مجلس الأمن. وسيّرت الإمارات، أمس الأول، رحلتين جويتين تحملان مساعدات إنسانية عاجلة لغوث المدنيين المتضررين من جراء الأزمة الأوكرانية، والذين أجبرتهم العمليات العسكرية هناك على الخروج منها بحثاً عن مأوى آمن في الدول الأوروبية المجاورة. وجاءت هذه الخطوة بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة وتشمل مستودع الأمم المتحدة للاستجابة للطوارئ، والهيئة الطبية الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفريق دعم طوارئ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السريعة التابع لبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى منظمات إنسانية أخرى، حيث من المتوقع أن يصل عدد المستفيدين من تلك الإمدادات إلى حوالي 85 ألف شخص. وفي بيان آخر أمام مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة في أوكرانيا أمس، أكدت دولة الإمارات أن استخدام الأسلحة البيولوجية أو أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل من قبل أي من كان، وتحت أي ظرف من الظروف، أمرٌ لا يمكن تبريره بتاتاً ويمثل اعتداءً على البشرية جمعاء، لافتة إلى أن استخدام هذه الأسلحة المحظورة، يتطلب استجابة دولية مساءلة مرتكبي هذه الأعمال غير المقبولة، والتي تعتبر انتهاكا صارخاً للقانون الدولي. وقالت إن «الحظر المفروض على هذه الأسلحة، بما في ذلك بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية، يمثل أحد أهم الإنجازات الهادفة للمجتمع الدولي»، مضيفة: «إن الحفاظ على الإجماع الذي بني عليه هذا الحظر يقع في صميم مسؤوليتنا في صون السلم والأمن الدوليين». وكررت الإمارات دعواتها إلى استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة لإيجاد سبل ملموسة للتخفيف من معاناة المدنيين، والتوصل إلى وقف للأعمال العدائية، والذي من شأنه أن يتيح مجالاً للتوصل إلى حل سلمي لهذا الصراع، وفقاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. إلى ذلك، أعرب وفد الإمارات لدى مجلس الأمن، الذي أدلى بالبيان، عن التعازي الصادقة وخالص المواساة إلى بعثة أيرلندا وطاقمها على وفاة نائب المندوب الدائم لإيرلندا السيد جيم كيلي.