تعمل المؤسسة الخيرية الملكية عبر مشروع رائدات الذي يقوم عليه مركز الإرشاد النفسي، إلى تأهيل مجموعة من الأرامل لتقديم الدعم النفسي والمساندة الاجتماعية والمواساة للأرامل حديثات الترمل فترة مكوثهن في العدة، و قبل التقدم للاستفادة من خدمات المؤسسة. ولتحقيق الهدف قامت المؤسسة في البداية بتدريب حوالي 30 سيدة من الأرامل المنتسبات مسبقاً للمؤسسة ومرت فترة على وفاة أزواجهم، عدد من الموظفات، وإخضاعهن لبرنامج تدريبي متكامل، قدمه المستشار التربوي والنفسي محمود محمد جمعة، حيث احتوت الدورات التدريبية على مجموعة من المهارات الاساسية والمهنية والمفاهيم الأصيلة، منها التعريف بخدمات المؤسسة، ومهارات تقديم الدعم والمساندة، إلى معرفة جانب الحاجات النفسية لأسر الأرامل، وطرق التعامل مع أزمة الفقد، بالإضافة إلى أساليب حل المشكلات والتوافق النفسي، والإدارة الأسرية الناجحة، والتمكين النفسي والنجاح الايجابي في الحياة، والتدريب العملي لعملية الزيارات من خلال تمثيل المواقف الحقيقية، والتدريب على طرق التعامل معها بمهنية وفق التجربة التي مرت بها الأرامل السابقات للاستفادة من خبراتهن وطرق التعامل معها، والتركيز على التفريغ الانفعالي والوجداني للتخلص من أي شوائب أو مكنونات داخلية قد تؤثر على عملية الدعم والمساندة خلال الزيارة. وانطلقت المرحلة التجريبية لبرنامج رائدات، عبر زيارة الأرامل إلى أسر شهداء الواجب لتقديم الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبهم وتلمس احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، ومساعدتهم في تخطي أزمة الفقد ومواصلة الحياة بإيجابية، كونهم من الأسر الفتية وصغيرة السن والتي تعتبر أزمة فقد الزوج نتيجة (الحروب) من الأزمات النادرة في المجتمع البحريني نظراً لطبيعة أمن واستقرار المملكة. كما يقوم الفريق بزيارات ميدانية أخرى للأمهات خلال فترة العدة لمعرفة مدى فاعلية وتمكن الأرامل قديمات الترمل من إتمام المهمة بنجاح، وتمكنهم من مساندة الأرامل، بعدها يتم تخريجهن وحصولهن على شهادة مشاركة وحضور البرنامج التدريبي. ويتضمن برنامج رائدات مجموعة من الشروط الخاصة باختيار عضوات الفريق، إذ تم إعداد دليل خاص يتضمن الاشتراطات والمعايير الخاصة بالمشاركة، والمهام والأدوار الأساسية للمشاركات بعد الانتهاء من المرحلة التجريبية للمشروع وقياس مدى فاعليته وأثره في المجتمع البحريني. ويعمل مركز الإرشاد النفسي بالمؤسسة الخيرية الملكية على مساعدة الأسر على التكيف الإيجابي مع ظرف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعوبات والضغوطات النفسية التي تواجههم أو قد تواجههم مستقبلاً في سبيل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي عن طريق العمل على تقديم الاستشارة المجانية ممن يعاني من أي مشكلات نفسية تتعلق بالفقد، وتقديم برامج وأنشطة لجميع المكفولين بالمؤسسة لاكتشاف أي مشكلات في وقت مبكر وتفاديها مستقبلاً، إلى جانب تنمية وتعزيز الجوانب الايجابية لديهم للوصول إلى حياة أفضل. ويأتي هذا المشروع الرائد والأصيل والفريد من نوعه في المنطقة كأحد اساليب تقديم الاستشارة النفسية الحديثة في مجال الارشاد النفسي والاجتماعي.
مشاركة :