مقالة خاصة: رجل بجنوب لبنان ينتج مجسمات فنية باستخدام بقايا الفلين بعد إعادة تدويره

  • 3/20/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لجأ الرجل الأربعيني المتخصص في فن ديكور العمارة علي سلوم في ظل الظروف المعيشية الصعبة إلى انتاج مجسمات فنية بأسلوب خاص مميز ورؤية إبداعية جسدت التراث اللبناني الأصيل والعديد من المشاهير العرب والأجانب عبر استخدامه الفلين بعد إعادة تدويره. ودأب سلوم البالغ من العمر 40 عاما على انتاج عشرات المجسمات بأحجام وأشكال متعددة يسوقها عبر وسائل التواصل الإجتماعي في محاولة لخلق فرصة عمل تؤمن له مردودا ماديا مقبولا يسد جانبا من متطلبات عائلته في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان. وخلال انكبابه على انجاز مجسم يمثل جانبي الخط الحدودي الفاصل بين لبنان واسرائيل وحركة دوريات قوات الأمم المتحدة الدولية العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) أوضح سلوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هذا المجسم الذي يضع لمساته الأخيرة عليه هو الأول من نوعه في لبنان. وأضاف "اردت من خلاله تجسيد الواقع الميداني عند الخط الحدودي بجنوب لبنان ليشمل الجدار الأسمنتي والسياج الشائك وأبراج المراقبة اضافة للحركة المدنية والعسكرية وحركة اليونيفيل مع حرصي على تزويد المجسم بمصابيح إنارة تعمل على الطاقة الكهربائية". وأكد سلوم ضرورة مواجهة كافة الصعاب والعقبات التي يتعرض لها الإنسان وعدم الرضوخ والاستسلام للظروف المعاكسة التي تحول دون طموحه وتجعله عرضة للانكماش والاكتئاب النفسي. وقال "اجهد بكل نشاط في جمع الفلين المتروك من المعامل والمتاجر، واعمل على تقطيعه وتنسيقه وفق تصاميم وقياسات محددة عبر قواعد هندسية". وأضاف "نجحت في تجسيد مشاهداتي إلى واقع ملموس فكانت عشرات المجسمات الناطقة لبيوت القرية القديمة وازقتها وحقولها وحدائقها واشخاصها ورعاة الماشية". وأوضح سلوم خلال قيامه بتنسيق مجسماته وسط بلدته كفررمان أن أدوات عمله يدوية وبسيطة تقتصر على شفرة حادة وزوايا وبيكار ومتر ولاصق ورقي وقطاعة، وأسلاك وأجهزة إنارة كهربائية. وأضاف "بعد وضع التصميم للمجسم عبر جهاز الكومبيوتر ابدا بتجهيز حاجتي من قطع الفلين لانجازه، في عمل لا يخلو من الصعوبة التي اوصلتني إلى الابداع في هذا الفن بمواد بسيطة مهملة ومرمية". وقال "اعمل بكل دقة وحذر على رصف وتجميع قطع الفلين مستعينا بنوع جيد من اللاصق لتثبيتها بكل حرفية مع مراعاتي لأحجام القطع والوانها لتتناغم مع انتاجي الذي احرص ان يكون بهوية جديدة رائعة". وأشار سلوم إلى أنه منذ كان في الرابعة عشر من عمره جهد في صناعة المجسمات الورقية مستفيدا من تجربته الطويلة في الحياة الكشفية التي استمرت على مدى 18 عاما وكانت فرصة لتنمية هذه الموهبة الفريدة من نوعها في لبنان. وأضاف "برعت حقا في تطويع الفلين فانجزت حتى الآن مجموعة كبيرة من المجسمات الموزعة بين التراث القروي والعديد من العظماء والرؤساء والامراء والشعراء والادباء والفنانين والتي لاقت استحسانا كبيرا عند الناس مما شجعني على ابتكار افكار واعمال اضافية ترغب شريحة واسعة من العائلات باقتنائها كتحف فنية في صالوناتها". وقال "اضافة لعملي الذي يندرج في خانة الفن التراثي فهو يدخل بقوة في إطار تدوير النفايات خدمة لبيئة نظيفة نحرص عليها في ظل هذه الظروف السيئة التي نعيشها" على حد قوله. وأوضح أن كل مجسم يحتاج انجازه إلى قرابة اسبوع "وخلال العمل انعزل عن عالمي الخارجي وانزوي مع فني الذي بات صديقي الدائم خاصة في أيام حجر مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والبطالة السائدة في هذه الأيام". وقال "اعشق مجسماتي التي تجسد تعلقي بكل قديم في بلدي ليبقى هدفي جمع تراث الأجداد بالتطور الحديث ليتجاوز هذا الفن العريق بلدنا لبنان إلى مختلف أقطار العالم".

مشاركة :