مقالة خاصة : أعمال ومجسمات فنية في معرض دولي بأهرامات الجيزة يمزج التراث بالفن المعاصر

  • 10/30/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

زينت مجموعة من الأعمال والمجسمات الفنية المعاصرة منطقة أهرامات الجيزة العريقة في النسخة الثانية من المعرض الفني الدولي "الأبد هو الآن" المستمرة حتى آخر نوفمبر المقبل، بمشاركة فنانين ونحاتين من عدة دول. ويهدف المعرض، الذي انطلقت فعالياته الخميس الماضي إلى الجمع بين التاريخ والتراث الثقافي المتمثل في الأهرامات والفن المعاصر، والربط بين الماضي والحاضر والمستقبل عبر أعمال لفنانين من 11 دولة، بينها السعودية وإيطاليا والكاميرون وفرنسا، بالإضافة إلى مصر. ومن بين المجسمات الفنية المعروضة تحت سفح الأهرامات مسلة غير مكتملة يبلغ ارتفاعها حوالي ستة أمتار للفنانة الإماراتية زينب الهاشمي، وهي مصنوعة من الدعامات المعدنية الخرسانية وجلود الإبل، وترمز إلى المسلة غير المكتملة أو المسلة الناقصة الشهيرة الموجودة في محافظة أسوان في جنوب مصر. وفي جهة أخرى حول الأهرامات يوجد عمل فني صنعه الفنان التونسي إل سِيد بعنوان "أسرار الزمن". ويتكون العمل المستدير القائم من ستار من الحبال المعلقة تشبه البوابة وتظهر الأهرامات الثلاثة في الخلفية عند فتح الستار، ويحيط بالستار إطار حديدي منقوش عليه بالخط العربي اقتباس من الروائية المصرية الراحلة رضوى عاشور يقول "الزمن لا يكشف أسراره للبشرية". وأوضح الفنان التونسي أن عمله الفني يهدف إلى الاحتفال بغموض وعظمة أهرامات الجيزة التي مازالت طريقة بنائها سرا حتى يومنا هذا. وقال إل سيد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالقرب من عمله الفني، "تهدف القطعة إلى تقديم تجربة جديدة، حيث يمكن لأي شخص أن يفتح ستار الحبال ويعيد اكتشاف الأهرامات بطريقة جديدة". وأضاف "الأهرامات الموجودة في الخلفية أهم من العمل الفني نفسه، فالخلفية هي التي تزين وتعطي قيمة للعمل. قطعتي الفنية سوف تزول وتبقى الأهرامات". وعلى بعد بضعة أمتار من عمل إل سيد، هناك مجسم للفنان الإسباني سباي بعنوان "مدار: تحت نفس الشمس"، وهو عبارة عن كرة قطرها أربعة أمتار من الصلب المقوى بالكروم مع مرايا تعكس السماء والأهرامات والمنطقة المحيطة بها. وعلى مسافة ليست بعيدة تواجد عمل فني عبارة عن ثلاثة مجسمات ثلاثية الأبعاد من الحجر الجيري تعبر عن وجه ضخم مدفون في الرمال تظهر منه فقط الأنف والشفتان والذقن في مواجهة السماء. والعمل الذي يحمل عنوان "الرمال الحيوية" من صنع الفنان السويدي من أصل سوري جوان يوسف، والوجه الذي يعبر عنه العمل هو وجهه، فيما يعد زاوية مختلفة عن التصوير الذاتي التقليدي. وقال يوسف ل(شينخوا) إنه من خلال مجسمه الفني يتحدث إلى "أحد أقدم المعالم الأثرية الأيقونية في العالم". وأضاف "أن تجري هذا الحوار من خلال عملك الخاص فهو أمر مذهل، وأن تكون قادرا على تصوير ذلك فهي تجربة رائعة". وينظم معرض "الأبد هو الآن" مؤسسة "آرت دي إيجبت"، وهي منصة مصرية معنية بالفن والتراث، تحت رعاية وزارتي السياحة والآثار، والخارجية المصريتين، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وقالت مؤسسة "آرت دي إيجبت" والمنظم الرئيسي للمعرض نادين عبد الغفار، إن هذه النسخة من "الأبد هو الآن" مختلفة لأنها تأتي قبيل استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب27)، مشيرة إلى أن بعض الأعمال المشاركة تتناول البيئة والمناخ. وأوضحت أنه في كل عام تنظم "آرت دي إيجبت" معرضا فنيا محليا في موقع أثري مختلف، "لكن عندما يتعلق الأمر بالأهرامات، كان لابد أن ندعو العالم كله للمشاركة وليس فقط الفنانين المصريين". وصرحت عبد الغفار ل(شينخوا) بأن "هذا أعطى صدى أكبر للحدث لأن كل فنان أجنبي كان كأنه سفيرا لمصر ويتحدث عن مصر عندما يعود لبلده". وفي عملها الفني بعنوان "كوكبة الآلهة"، تعرض الفنانة المصرية تيريز أنطون، منحوتة مكونة من خمسة أعمدة رخامية تمثل مسلات تشير إلى آلهة هامة في الدولة الفرعونية القديمة، وعلى رأس كل عمود رمز الإله مصنوع إما من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الحديد. بينما تعرص الفنانة البريطانية الأمريكية ناتالي كلارك مجسم فني بعنوان "روح حتحور"، في إشارة إلى إلهة السماء والحب والجمال والخصوبة في مصر القديمة، ويُظهر العمل زوجين من القرون المتشابكة والمعقوفة مصنوعة من فولاذ كورتن في حين أن القرنان العلويان يمسكان قرص الشمس الرخامية. وتمثل القطعة الفنية "القدسية الأنثوية وتمكين الأنثى"، كما تقول كلارك. وأعجب الزوار المصريون والأجانب بالمعرض الممتد في مساحات واسعة في الهواء الطلق حول أهرامات الجيزة. وقالت السائحة الهولندية فينا فيشر البالغة من العمر (22 عاما)، والتي تزور مصر لأول مرة، ل(شينخوا) "أعتقد أنه من الرائع الجمع بين المباني الكلاسيكية والأشياء التراثية من الماضي القديم مع الفن الحديث، أعتقد أن ذلك يثري كل منهما". وأضافت فيشر أن مثل هذا المعرض يتيح للزوار معرفة المزيد عن حضارة مصر وتاريخها.

مشاركة :