قسم المتابعة الإعلامية اهتمت صحف عربية صادرة صباح السبت بمناقشة قضية التطبيع بعد زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى القدس لحضور قداس جنازة مطران القدس والشرق الأدنى، والتقارير الأخيرة حول عزم إسرائيل فتح مكتب لها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي. وقد تباينت الآراء ما بين معارض للزيارة ومؤيد لها. من ناحية أخرى، يواصل كُتاب مناقشة التوتر المتصاعد بين موسكو وأنقرة في أعقاب إسقاط تركيا لمقاتلة روسية، وما ترتب عنها من إجراءات روسية ضد أنقرة. زيارة مدهشة يقول محمد الأمين في المصري اليوم: أظن أن الزيارة تقع تحت عنوان زيارة المضطر، أو المُكره، كأنها تشبه أكل الميتة. فقد زار القدس ليؤدي العزاء في أستاذه، وهى تحمل معانى الوفاء، أكثر مما قيل إنها شرخ، فلا أرى زيارة البابا تواضروس شرخًا في الجدار، ولا شرخًا من أي نوع، ولا أرى أنها جناية ولا حتى سقطة لرأس الكنيسة. في السياق ذاته، يدافع أسامة الغزالي حرب عن زيارة البابا بقوله لم أسترح على الإطلاق للأصوات التي علت تستنكر أو ترفض زيارة البابا تواضروس الثاني للقدس على أساس أنها ’تطبيع‘ مع إسرائيل ويشير إلى أنه من حق أي مواطن مصري أن يقبل التطبيع أو يرفضه... ما بالك إذا كان هذا المواطن هو قداسة البابا تواضروس الثاني، بكل ما له من قيمة ومهابة دينية وشخصية، فضلاً عن أنه لم يتصرف باعتباره فردًا، بل هو رأس لمؤسسة دينية كبيرة، وعليه واجبات ومجاملات لا يمكن التنصل منها. ولكن محمود خليل في الوطن المصرية له رأي آخر، حيث يعتبر الزيارة مدهشة، مشيرًا إلى أنها أثارت تعجُّب الكثيرين بسبب السياق الذى تمت فيه موضحًا أن هذه أول زيارة يقوم بها رأس الكنيسة المصرية إلى القدس عبر مطار تل أبيب، منذ نكسة 1967، وأن الزيارة تتزامن مع تصاعد انتفاضة الفلسطينيين، وخصوصاً من المقدسيين. على المنوال نفسه، يقول عبد الفتاح عبد المنعم في اليوم السابع المصرية أن البابا قد أخطأ عندما كسر الحضر الإداري الذي فرضه الأخوة الأقباط مع أنفسهم، ليس للتضامن مع المسلمين، ولكن لأن إسرائيل تقوم بقتل الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين. صحيفة القدس الفلسطينية ترى في زيارة البابا كسرًا لقرار المجمع المقدس في جلسته بتاريخ 26 آذار 1980 التي منع فيها المجمع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة التزامًا بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصري زيارة فلسطين عقب اتفاقية كامب ديفيد. من جانبه، يعلِّق حلمي موسى في السفير اللبنانية على نبأ عزم إسرائيل افتتاح بعثة دبلوماسية في الإمارات بقوله في الوقت الذي صارت فيه إسرائيل تعتبر جهود دعاة مقاطعتها اقتصاديًا وسياسيًا وأكاديميًا خطرًا يرقى إلى مستوى الخطر الوجودي، تفاخرت حكومتها الأشد يمينية بتحقيقها إنجازًا سياسيًا يتمثل في إنشاء أول ممثلية رسمية وعلنية لها في عاصمة دولة الإمارات. مرحلة خطيرة يحلل أحمد عياش في النهار اللبنانية الأزمة بين تركيا وروسيا قائلا: مرحلة بالغة الخطورة دخلتها المنطقة مع المواجهة المستمرة بين أنقرة وموسكو في سوريا. فايز سارة في الشرق الأوسط اللندنية يقول إن إسقاط تركيا للطائرة يهدف إلى بعث رسالة إلى موسكو مفادها نحن هنا. وفي السياسة الكويتية، يبين داود البصري أن إسقاط الطائرة شكّل منعطفًا حادًا في مسيرة إدارة الصراع في الملف السوري المعقد الذي تحول لمشكلة أممية وشأن عالمي تشترك فيه أطراف عدة، وينتقد تصريحات الرئيس الروسي في أعقاب الحادث قائلاً إن المجازر الإرهابية الروسية التي يديرها القيصر الإرهابي بوتين في الشام تجعل من أحاديثه ووصفاته للشعوب الأخرى مجرد هرطقات رخيصة وتافهة. ومن جانبه، يقول ناصر قنديل في الشروق التونسية إن الرئيس التركي أردوغان يخوض التجربة بطريقته ليقول إنه قادر على انتزاع المنطقة العازلة ووضع قدمه في المفاوضات المقبلة حول سوريا، من بوابة تحدي القوات الروسية وفرض تراجع حركة طيرانها عن الحدود الشمالية لسوريا، مضيفًا أنه يريد حماية الجماعات المسلحة التابعة له على الحدود، وخصوصًا في جبل التركمان، ولا يجرؤ على قول ذلك.
مشاركة :