تونس تحتفل بالذكرى 66 لعيد الاستقلال

  • 3/21/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

احتفلت تونس أمس، بالذكرى 66 لعيد الاستقلال، الذي يوافق 20 مارس 1956، التي تمثل مناسبة لتخليد ذكرى الأجيال التي ضحّت من أجل الاستقلال، وبناء الدولة المستقلة، ومنعرجاً مفصلياً وحاسماً في تاريخ تونس، لبناء الدولة الوطنية على أسس السيادة والحرية والكرامة. وتظل ذكرى الاستقلال، مناسبة وطنية خالدة، نستذكر من خلالها تضحيات شهدائنا الأبرار، الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم، ذوداً عن حمى تونس وعزّتها، لتحقيق الاستقلال، وتركيز مقوّمات السيادة الوطنية. وتعيش تونس اليوم هذه الذكرى، تحت قيادة سيادة رئيس الجمهورية قيس السعيد، مرحلة إنقاذ وتصحيح مسار. فالإجراءات والتدابير الاستثنائية التي أعلن عنها سيادته، باعتباره رمز وحدة الدولة، والضامن لاستمراريتها واحترام دستورها، وما تبعها من قرارات واستحقاقات، تأتي تكريساً لسيادة الشعب، والحفاظ على استقرار تونس، واستجابة لتطلعات الشعب التونسي، من أجل إرساء نظام سياسي ديمقراطي سليم، يعكس إرادته، ويضمن له العيش الكريم، بعيداً عن كل أشكال العبث والفساد، صلب مؤسسات عادلة وقوية. والثابت أن الدولة التونسية ماضية اليوم في طريق الإصلاح، في كنف احترام الدستور وحرية الرأي، وقيم حقوق الإنسان، وحماية الحريات العامة والخاصة. وعلى مدار خمسة عقود، اتسمت العلاقات التونسية الإماراتية بالرسوخ والتميّز، مستندة على روابط تاريخية عريقة، مبنية على الاحترام المتبادل، إذ ترجع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين إلى يونيو 1972، وهو تاريخ تقديم أول سفير تونسي أوراق اعتماده إلى المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتشهد العلاقات التونسية الإماراتية في الفترة الحالية، حركيّة إيجابية بارزة، تتجلى أساساً في التواصل المتميز بين قيادتي البلدين، في تأكيد على عمق الروابط الأخوية، وحرصاً على الرغبة في تعزيز التعاون الثنائي، وتكثيف التشاور والتنسيق، وتبادل زيارات كبار المسؤولين في البلدين، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. ومن شواهد هذه الحركيّة، سياسياً، زيارة معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو، رئيس دولة الإمارات، إلى تونس، في أغسطس الماضي، واستقباله من قبل سيادة رئيس الجمهورية، وزيارة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، إلى تونس، يوم 2 مارس الجاري، للمشاركة في أعمال الدورة الـ 39 لمجلس وزراء الداخلية العرب، واستقباله من قبل سيادة الرئيس قيس سعيّد. كما تتالت الزيارات الوزارية من الجانب التونسي في الفترة الأخيرة، حيث زار دولة الإمارات الشقيقة، كل من وزراء الشؤون الدينية، والشؤون الثقافية، وتكنولوجيات الاتصال، والاقتصاد والتخطيط، والتجارة وتنمية الصادرات، والشباب والرياضة، والتربية، والتعليم العالي والبحث العلمي. كما كانت الرسالة الخطيّة التي وجهها سيادة الرئيس قيس سعيّد، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتعلقة بالعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، والعزم على الارتقاء بها إلى مراتب أعلى، والمكالمة الهاتفية لرئيسة الحكومة، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، شاهد إضافي على متانة العلاقات ورسوخها. ولم تفوّت تونس الفرصة لمشاركة الإمارات الشقيقة فرحتها بتنظيم تظاهرة كونية هامة، في حجم «إكسبو 2020 دبي»، حيث شاركت تونس في هذه التظاهرة، بجناح يعكس ثراء المخزون التاريخي والثقافي والسياحي والتكنولوجي لبلادنا. وتمّ تنظيم العديد من الفعاليات، لا سيما «أيام تونس الرقمية»، والأيام الترويجية الخاصة بالسياحة والصناعات التقليدية، إضافة إلى الاحتفال باليوم الوطني لتونس في هذا الحدث الاستثنائي، يوم 4 يناير الماضي، بحضور وفد وزاري هام، وإقامة حفل فني من ألمع نجوم الفن في تونس. وتشهد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، بدورها، حركية لافتة، تجسّدت أساساً في الفترة الأخيرة، في تنظيم ملتقى اقتصادي تونسي إماراتي، يوم 5 يناير الماضي، جمع عدداً من رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، كان فرصة لبحث تشبيك العلاقات الاقتصادية، وإقامة الشراكات، إضافة إلى تنظيم ندوة حول فرص الاستثمار في تونس، من خلال التعريف بالحوافز والتشجيع للمستثمرين، حيث تعتبر تونس وجهة استثمارية جاذبة بامتياز. هذه الفرص، تجسّمت واقعياً، مؤخراً، من خلال فوز شركة «إيميا باور» الإماراتية، بعقد لبناء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في ولاية القيروان، بحجم استثمار يبلغ نحو 100 مليون دولار، فضلاً عن إعلان «مجموعة بوخاطر الاستثمارية»، تفاصيل مشروعها الاستثماري الضخم «مدينة تونس الرياضية»، ومختلف مكوناته الرياضية والعقارية والسياحية والترفيهية، ومراحل إنجازه، بكلفة تقدر بـ 5 مليارات دولار. كما لا يقلّ مجال التعاون الفني أهمية عن باقي مجالات التعاون، حيث تتواصل عروض طلب انتداب الكفاءات التونسية في مختلف المجالات التعليمية والرياضية والصحية، في تأكيد على ما يتمتع به التونسيون من كفاءة وجدية في العمل. ولا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر وفائق الامتنان، للسلطات الإماراتية، على ثقتها في الكفاءات التونسية، وإحاطتها الكريمة بالجالية التونسية المقيمة بأرض الإمارات الشقيقة، والبالغ عددها حوالي 20 ألفاً. هذه الجالية، تسعى من جهتها إلى أن تكون جسر تواصل أخوي بين بلدين شقيقين، يستندان على روابط تاريخية عريقة، ويتطلعان إلى علاقات أكثر متانة ورسوخاً وتنوعاً، بفضل السياسة الحكيمة لقيادتي البلدين. * سفير الجمهورية التونسية لدى الإمارات طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :