السودان يواجه مجددا عزلة اقتصادية بعد سيطرة العسكر بحسب خبراء

  • 3/21/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بعد‭ ‬حظر‭ ‬دام‭ ‬25‭ ‬عاما،‭ ‬بدأ‭ ‬السودان‭ ‬بالكاد‭ ‬يتعافى‭ ‬اقتصاديا‭ ‬عقب‭ ‬إطاحة‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬2019‭. ‬لكن‭ ‬انقلاب‭ ‬أكتوبر‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭ ‬لواحد‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬بحسب‭ ‬خبراء‭. ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بابكر‭ ‬محمد‭ ‬المدرس‭ ‬الذي‭ ‬يعيل‭ ‬أسرة‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أفراد‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يوفر‭ ‬قوت‭ ‬أسرته‭ ‬بدخله‭ ‬الشهري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬خمسين‭ ‬دولارا‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يكفي‭ ‬لسدّ‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭. ‬ ويقول‭ ‬محمد‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬قبل‭ ‬الانقلاب‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬الخبز‭ ‬المدعوم‭ ‬كنت‭ ‬أشتري‭ ‬عشرين‭ ‬رغيف‭ ‬خبز‭ ‬بمائة‭ ‬جنيه،‭ ‬والآن‭ ‬اختفى‭ ‬الخبز‭ ‬المدعوم‭ ‬وصار‭ ‬سعر‭ ‬الرغيف‭ ‬50‭ ‬جنيها‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬تضاعف‭ ‬سبع‭ ‬مرات،‭ ‬وحدث‭ ‬الشيء‭ ‬ذاته‭ ‬لخدمات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬اليوم‭ ‬أنفق‭ ‬27‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬أي‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬راتبي‭ ‬لشراء‭ ‬الخبز،‭ ‬ولست‭ ‬واثقا‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬سأتمكن‭ ‬من‭ ‬سداد‭ ‬نفقات‭ ‬المدرسة‭ ‬لأطفالي‮»‬‭. ‬وانضم‭ ‬محمد‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬المعلمين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬والموظفين‭ ‬إلى‭ ‬التظاهرات‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬هيمنة‭ ‬العسكريين‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬ولكنها‭ ‬اليوم‭ ‬باتت‭ ‬كذلك‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الاحتجاج‭ ‬على‭ ‬‮«‬غلاء‭ ‬المعيشة‮»‬‭.‬ ومنذ‭ ‬نوفمبر‭ ‬يغلق‭ ‬المتظاهرون‭ ‬طريقا‭ ‬تجاريا‭ ‬مهما‭ ‬يربط‭ ‬السودان‭ ‬بمصر‭ ‬ويحتجون‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الكهرباء‭ ‬بنسبة‭ ‬600‭% ‬على‭ ‬الأسر‭. ‬وخفضت‭ ‬الحكومة‭ ‬السودانية‭ ‬تدريجيا‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬السبت‭ ‬672‭ ‬جنيها‭ ‬للتر‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬سعره‭ ‬320‭ ‬جنيها‭ ‬قبل‭ ‬الانقلاب‭. ‬ فقدت‭ ‬الدولة‭ ‬مؤخرا‭ ‬أربعين‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬إيراداتها‭. ‬فبعد‭ ‬الانقلاب‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬أكتوبر‭ ‬جمدت‭ ‬مؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬الغربية‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ستدفعها‭ ‬للحكومة‭ ‬الانتقالية‭ ‬دعما‭ ‬لتحول‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬مدني‭ ‬ديمقراطي‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬البشير‭.‬ وجمّد‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬ملياري‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬كانا‭ ‬بصدد‭ ‬تقديمها‭ ‬للسودان‭. ‬كما‭ ‬جمدت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬شحنة‭ ‬قمح‭ ‬تبلغ‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬كانت‭ ‬ستقدمهما‭ ‬خلال‭ ‬2022‭. ‬وقال‭ ‬جبريل‭ ‬إبراهيم‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الموازنة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الداخلية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تجميد‭ ‬المنحة‭ ‬والقروض‮»‬‭. ‬وكشف‭ ‬تقرير‭ ‬لبنك‭ ‬السودان‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬صادرات‭ ‬السودان‭ ‬تراجعت‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬43‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ293‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭.‬ وأكدت‭ ‬المحللة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬سمية‭ ‬سيد‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬أكتوبر‭ ‬‮«‬عاد‭ ‬الحظر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬الخرطوم‭ ‬في‭ ‬1993‭ ‬بتهمة‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬الإرهاب‮»‬‭. ‬ووصف‭ ‬محمد‭ ‬الناير‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بالجامعات‭ ‬السودانية‭ ‬تجميد‭ ‬المنح‭ ‬والقروض‭ ‬الدولية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬صدمة‭ ‬شبيهة‭ ‬بتلك‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬عقب‭ ‬انفصال‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‮»‬‭. ‬وحينذاك،‭ ‬خسرت‭ ‬الخرطوم‭ ‬85‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬صادراتها‭ ‬البالغة‭ ‬7.5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وانخفضت‭ ‬العملة‭ ‬وارتفع‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬45‭ ‬بالمائة،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬أصبحت‭ ‬حلما‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭. ‬ففي‭ ‬فبراير‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬258‭ ‬بالمائة‭.‬

مشاركة :