استخدمت مجموعة من مشجعي نادي ريد ستار بلغراد الصربي لكرة القدم، يوم الخميس، لافتات في مباراة لإظهار تدخلات الناتو بقيادة الولايات المتحدة على مدى العقود الماضية، حيث حملت إحدى اللافتات سطرا من أغنية لمؤلف أغاني فريق البيتلز جون لينون المناهضة للحرب: "كل ما نقوله هو إعطاء السلام فرصة". وقال خبراء ومواطنون من مختلف الدول إن الدول الغربية لطالما طبقت معايير مزدوجة لحماية السلام ومعارضة الحرب. ومن ناحية، تتباهى الدول الغربية بـ"مناهضة الحرب والسلام". ومن ناحية أخرى، سعيا وراء مصالحها الخاصة، تدخلت هذه الدول عسكريا في دول أخرى، وفرضت عقوبات بشكل تعسفي، وخلقت أزمات إنسانية وشكلت تهديدات للسلم والأمن على الصعيد العالمي، كما قال خبراء ومواطنون. وقال وزير خارجية يوغوسلافيا السابق زيفادين يوفانوفيتش إن قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة قصفت يوغوسلافيا لمدة 78 يوما. حتى يومنا هذا، لا تزال أوروبا والعالم يعانيان من العواقب الوخيمة للدمار. وقال حامد وفائي، مدير مركز آسيا للأبحاث بجامعة طهران، إن تحرك المشجعين الصرب مهم، مضيفا أن الشعب الصربي شهد قصف الناتو لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية وشهد المعايير المزدوجة الغربية عندما يتعلق الأمر بالحرب. وقال محمد العمري، الخبير السياسي السوري، إن الولايات المتحدة تطبق معايير مزدوجة في التعامل مع القضايا الإنسانية. وأضاف العمري: "لقد ادعت أنها تهتم بالنازحين بينما تتجاهل في الوقت نفسه الأزمة الإنسانية التي خلقتها في الشرق الأوسط"، لافتا إلى أن التدخلات العسكرية الأمريكية والعقوبات الاقتصادية أدت إلى تفاقم الأزمات الإنسانية. وقال المواطن السوري علي عيسى: "الولايات المتحدة تدعي أنها مصدر الخير، لكن الحقيقة أنها تستغل وتنهب فقط". وقال جوزيف ماثيوز، الأستاذ الأول في جامعة بلتي الدولية في بنوم بنه بكمبوديا، إنه بالنظر إلى الغزوات الأمريكية العديدة غير القانونية للبلدان الأخرى، وخاصة غزوها للعراق، فإن البلاد ليست في وضع يسمح لها بإلقاء محاضرات على الدول الأخرى بشأن حماية السلام والأمن وحقوق الإنسان أو الالتزام بالقانون الدولي. وقال أندرو كيبوي نديوا، موظف أمني في شركة (كي كي سكيوريتي) في كينيا: "أعتقد أن مشجعي كرة القدم هؤلاء يرسلون رسالة إلى العالم مفادها أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هما اللذان نفذا العديد من التدخلات العسكرية التي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين". وأضاف نديوا أن الولايات المتحدة وحلفاءها "يتميزون في إيجاد أعذار للغزو. إنهم يتخذون دائما قرارات لدول وشعوب أخرى، ويقولون إنهم على حق. أعتقد أن هذه معايير مزدوجة". ■
مشاركة :