انتعاش مشاريع الغاز المسال الأمريكية في مواجهة تقليص الواردات الروسية

  • 3/20/2022
  • 23:47
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عامين انهارت أسهم شركة تيلوريان الأمريكية للغاز الطبيعي المسال في البورصة، فعمدت إلى تسريح أعداد من الموظفين، وعلقت مشروعها لإقامة محطة تصدير في لويزيانا، أما اليوم، فيقول شريف سوكي رئيسها "إن المستثمرين والمصرفيين يقفون في الصف على الباب، ليسألوني هل يمكننا تمويل مشروعكم؟". وأوضح شارلي ريدل نائب رئيس جمعية إمدادات الغاز الطبيعي أن "الطلب ورغبة الأوروبيين في وقف اعتمادهم على الغاز الروسي يشكلان بوضوح إشارتين إيجابيتين للسوق، وسيساعدان على اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية، ولا سيما أن المشاريع تتركز بصورة رئيسة في خليج المكسيك". وحظرت الولايات المتحدة في 8 آذار (مارس) استيراد الغاز الطبيعي المسال والنفط والفحم من روسيا، وهي تشجع منذ أعوام أوروبا على الحد من اعتمادها على موارد الطاقة الروسية. وذكر البيت الأبيض في بيان بأن "السياسة الفيدرالية لا تحد من إنتاج النفط والغاز، بل على العكس، يجب أن يزداد العرض مع الطلب على المدى القريب". وتستخدم الولايات المتحدة حاليا ثماني محطات لتصدير 400 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، فيما صادقت اللجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة "فيرك" على نحو 14 محطة جديدة. ومن هذه المشاريع موقع دريفتوود، حيث ستقيم شركة تيلوريان منشأة لتسييل الغاز ومصب تصدير، إلى جنوب مدينة لايك تشارلز في ولاية لويزيانا. ومن المتوقع أن يباشر الموقع العمل الشهر المقبل بعدما توقف منذ عام ونصف، وسيكون بإمكانه تصدير مائة مليون متر مكعب في اليوم. وقال شريف سوكي رجل الأعمال الأمريكي من هيوستن في ولاية تكساس بمناسبة المؤتمر السنوي للطاقة CERAWeek "سيكون بإمكاننا مبدئيا تسليم الغاز الطبيعي المسال في 2026 إلى شركات شل وفيتول وغانفور النفطية". ومن المفترض تسريع مشاريع بناء مصانع خلال الأشهر المقبلة في لويزيانا، حيث وافقت اللجنة الفيدرالية لتنظيم الطاقة على خمسة مشاريع، وفي تكساس وميسيسيبي حيث يجري العمل على سبعة مشاريع. ومنذ أول عمليات التصدير 2016، أصبحت المنطقة المركز الرئيس لشحن الغاز الطبيعي المسال، وتربط شبكة من خطوط أنابيب الغاز هذه الولايات الواقعة في خليج المكسيك بحقول الجنوب، الحوض البيرمي وحوض هاينزفيل، وكذلك حقل ماسيليوس "شمال شرق" الذي يحوي أكبر احتياطي للبلاد في عرض البحر. وعند وصوله إلى الساحل، يتم تسييل الغاز وشحنه على متن حاملات مكلفة وتصديره بصورة أساسية إلى أوروبا. وعلى مقربة من ورشة تيلوريان المقبلة، أبحرت هذا الشهر أول ناقلة لشركة فنتشر غلوبال للغاز الطبيعي المسال من محطة الشركة الجديدة "كالكاسيو باس" التي شيدت مع مصنعها خلال 29 شهرا فقط، وهي فترة قياسية من حيث سرعتها لمثل هذه المنشأة، بحسب مايك سابيل رئيس مجلس إدارة الشركة. وأشار سابيل إلى أنه منذ بدء الأزمة في أوكرانيا تصدر السلطات التراخيص "بأسرع مما كانت تفعل من قبل"، سواء فيما يتعلق بالمعاملات الإدارية لهذه الورشة، أو بمعاملات مصنع آخر قيد الإنشاء قرب نيو أورلينز. وقال "إن السلطات تدعمنا فعلا، وإنني متفائل بأنها ستوافق على المشاريع المستقبلية بسرعة أكبر". وفي قاعة خصصت له في مؤتمر الطاقة، يعرض مايك سابيل الذي قدم من فرجينيا لهذه المناسبة، على بعض الصحافيين مقطع فيديو لسفن قاطرة أطلق عليها أسماء أولاده، وتعمل قرب المصنع الجديد. وذكر من ضمن دواعي التفاؤل لهذا القطاع، بأن المفوضية الأوروبية اعتبرت في مطلع شباط (فبراير) أن الغاز يمكن في ظل بعض الشروط أن يسهم في مكافحة التغير المناخي. وأوضح أن هذا الموقف "مهم بالنسبة إلى المصارف التي تتفاعل مع الضغط السياسي والعام لدفعها إلى تمويل هذه البنى التحتية". وبحسب "جمعية إمدادات الغاز الطبيعي" فإن كل مصنع لتسييل الغاز يتطلب استثمارات تراوح بين عشرة و20 مليار دولار، وحدها المحطات النووية تتطلب مزيدا من الرساميل لبنائها.

مشاركة :