تشكّل جدران حي الفهيدي التاريخي في دبي، الذي يستضيف فعاليات الدورة العاشرة من «مهرجان سكة للفنون والتصميم»، مبادرة من هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، مساحات ملهمة للعديد من الفنانين الواعدين الذين أطلقوا العنان لخيالاتهم في إبداع جداريات تستوحي من روح المكان، وتعزز الموروث الثقافي والحضاري والجمالي للإمارة. وأشارت مدير مشروع مهرجان سكة للفنون والتصميم 2022، نور خلفان الرومي، إلى أنه كجزء من استراتيجية الفن في الأماكن العامة التي تنفذها الهيئة، والتي تهدف إلى جعل دبي معرضاً فنياً مفتوحاً وعالمياً، بتجارب فنية استثنائية ومتفردة، حرصت «دبي للثقافة» على تكليف فنانين شباب مختصين بالغرافيتي من أجل إثراء نسخة هذا العام من المهرجان بجداريات ملهمة تنسجم مع شعاره «نحتفي بالفن، نحتفي بالازدهار». وأكدت أن هذه الجداريات ستصبح جزءاً من حي الفهيدي، ولن تتم إزالتها بعد انتهاء المهرجان، لتكون شواهد على الحركة الإبداعية المزدهرة في الإمارة، وتعزز من جمالية المكان، وتتيح للجمهور تذوّق الفن في كل مكان وليس داخل المعارض الفنية فقط، ما يعزز مكانة دبي وجهةً للسياحة الثقافية ومكاناً للعيش والعمل والزيارة، تماشياً مع حملة «وجهات دبي - موسم الفن» التي انطلقت بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام. ويتضمن المهرجان، الذي انطلق في 15 مارس الجاري ويستمر على مدار 10 أيام، سبع جداريات بديعة ومبتكرة في الأسلوب والموضوع، نفّذها فنّانون وفنّانات من الإمارات ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، في مقدمتهم الفنان الإماراتي سقّاف الهاشمي الذي يجسد في عمله «شجرة جمال الفهيدي» رؤيته لنشر السلام والجمال والحب من خلال أعماله الفنية. وحول جداريته، يقول: «شجرة الفهيدي للجمال؛ هي جدارية تفاعلية ثلاثية الأبعاد، جاءت فكرتها من موضوع (سكّة) لهذا العام المستوحاة من شجرة الفهيدي، والتي تعبّر عن جذور هذا المعرض الذي نما ونشر جمال الفن معه على مدار دوراته المتعاقبة». وفي جدارية أخرى من جداريات المهرجان، يمزج الفنان الصيني من أصل ماليزي «يونغ كونغ يونغ» في عمله الذي أطلق عليه اسم «شجرة الحكمة» بين الأسلوبين التجريدي والمجازي. تتمحور جدارية يونغ حول الحكمة كقيمة إنسانية جوهرها استكشاف جذور الإبداع والمعرفة. فهو يرى أن فكرة واحدة يمكنها النمو والتوسّع، فالفكرة تنتشر كـ«عدوى». أما جدارية «أ-عيش» للفنانة الروسية إيفجينيا سيلفينا والفنانة البلجيكية جريم فان جيستل، فتعطي بُعداً آخر للمكان، حيث تتدفق الطاقة بين العقل والروح والجسد، متيحةً لنا الخيار ما بين إما أن نكون خلّاقين أو أن نكون مدمّرين. تضخ شخصية أندرويد رؤيتها في العالم من خلال طرح تصوّراتٍ وحقائقَ متعددة، مُلقيةً الضوء على عالم ينبض بالحياة ويعجّ بالإمكانات الإبداعية. أما الفنان البحريني محمود الشرقاوي، المعروف باسمه الفني «هوفيل»، فقد صاغ عبر جداريته «تك ناش» حلاً وسطاً بين التراث والتكنولوجيا، في دعوة إلى اقتناص الفرح من كليهما. جدارية «الأخوية» للفنانتين آن لوري روماجني وروبن كلوي أزايدة تأخذ الزوار في جولة من الأزياء في حي الفهيدي التاريخي. يتسم العمل الفني بطابعه الأنثوي المميز؛ وهو عبارة عن خليط من التقاليد والثقافات وأسلوب الشارع في نمط مفعم بالألوان. وتمثّل جدارية «نَغَمُ الموسيقى أجمل معك» للفنانة المصرية المقيمة في البحرين، بريهان العشماوي، مفهوم التلاقي بين روح الثقافة والابتكارات المعاصرة. فتشرح فكرتها قائلة: «أصبحت الابتكارات في مجالات التكنولوجيا والتجارب والاتجاهات الحديثة جزءاً مؤثراً في مختلف جوانب الحياة؛ من عمل وترفيه وتواصل وعلاقات، وتتحول معها أساليب الحياة التقليدية إلى أخرى أكثر تقدماً وتضفي نظرة أكثر تفاؤلاً للحياة. جداريتي تتماشى مع شعار المهرجان وروح الفهيدي، فهي تستكشف مواطن الجمال التي تنجم عن التمازج بين القديم والمعاصر. فالفهيدي أصبح مرجعاً مرئياً عندما تعبر الثقافات الغربية والشرق أوسطية الحدود». وبمشاركة من جناح نيوزيلندا في «إكسبو 2020 دبي»، تُعرَض جدارية يبلغ طولها 20 متراً للجمهور في السيف، كامتداد لمهرجان سكة للفنون والتصميم قبل إعادة شحنها إلى نيوزيلندا. وقد تم إنجاز هذه اللوحة الجدارية في الفترة الممتدّة من 27 إلى 31 يناير في حديقة الفرسان في «إكسبو 2020». تم تقديم هذا التنشيط الفني من قبل قطاع الترفيه والثقافة في جناح نيوزيلندا بما يتماشى مع موضوع العناية بالإنسان والمكان. • 7 جداريات بديعة ومبتكرة في الأسلوب والموضوع، نفّذها فنّانون وفنّانات من الإمارات ومجلس التعاون. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :