تحفل أجندات احتفاء ندوة الثقافة والعلوم في دبي، باليوم الوطني، في كل عام، بباقة أنشطة، فنية وثقافية، متنوعة، كما هي الحال هذه السنة، تعكس عبرها قيمة هذه المناسبة وأهميتها. وفي السياق، كان احتفال الندوة باليوم الوطني الـ43( 2014)، متميزاً، عبر معرض متكامل بعنوان حكاية وطن، نظمته بالتعاون مع صحيفة (البيان)، موشى بإبداعات فوتوغرافية فنية وتوثيقية تصاحبها أعمال جاذبة بالإنفوغرافيك. أرشيف غني ذاكرة بصرية فريدة سرد حكاية وطن تفاصيلها، راصداً لقطات تاريخية لأصحاب السمو حكام الدولة، ومستعرضاً مع محطاتها وتنويعاتها (صوره والإنفوغرافيك)، قصص اتحاد الدولة ومراحل تطورها.. وكذا الأماكن الشهيرة والمعالم الوطنية في الإمارات، علاوة على طبيعة ونمط عيش الناس وحياتهم، بين الماضي والحاضر. وشكلت الصور التي ضمها المعرض، وهي تعود لمصوري (البيان)، أرشيفاً وطنياً غنياً يرجع تاريخ التقاط الصور التي فيه إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي وحتى العام الفائت، إذ شمل 73 إبداعاً، من ضمنها 53 صورة فوتوغرافية و20 من رسومات الإنفوغرافيك. 1971 برزت الصورة في المعرض، أساساً نوعياً في توثيق الأحداث. وكان للتاريخية النادرة منها، حضور وتأثير مهمان. ومن أمثلة ذلك: صورة نادرة للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بين إخوانه أصحاب السمو الحكام، آنذاك، وعدد من الشيوخ، خلال الاحتفال برفع العلم إيذاناً بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971. وعكس المعرض قصص وتواريخ معالم عديدة في دبي، مبيناً مسار تطورها، مثل: جسر آل مكتوم ودوار مركز دبي التجاري ومطار دبي الدولي.. شارحاً في الصدد، ومن خلال صور خاصة، كيفية تحول الصحراء في هذه المناطق، إلى أبراج شاهقة وبنايات حديثة، وكذا تطور وسائل النقل والمواصلات. لم تغب عن مفردات المعرض، أي جوانب حياتية، تراثية وعصرية، في الإمارات. وكان لافتاً ما جسدته رسومات الإنفوغرافيك التي أوردت دقائق وتفاصيل مجموعة معالم وموضوعات تمس ثقافة وأصالة وتقاليد أهل الإمارات، مثل: مسجد الشيخ زايد، الصيد بالصقور، الغوص على اللؤلؤ، الزي التقليدي، قلعة الفهيدي بدبي. 2021 كما نظمت الندوة، في إطار احتفاليتها هذه باليوم الوطني الـ 43، محاضرة بعنوان ثقافة المواطنة والخدمة الوطنية تحدث فيها العميد الركن محمد عبد الله الملا مدير التسويق والعلاقات العامة في هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية. وقال في مستهلها: تقدم لنا الجولة في معرض (حكاية وطن)، شرحاً وافياً، عن مدى التحول الإيجابي الذي حققته الإمارات، موضحاً كيف أن الدولة استطاعت بفضل القيادة الحكيمة أن تضاهي وتنافس أعرق الدول، على صعيد المنجز الحضاري والمكتسبات الإنسانية. وتطرق الملا، بعدها، إلى أهمية الخدمة الوطنية. وقال في الخصوص: حرصت الدولة على اعتماد وتطبيق الخدمة الوطنية، بهدف تعويد الشباب وتربيتهم على احترام الوطن والتضحية في سبيله، حفاظاً على دوام الولاء والانتماء له. وذلك في ظل مستجدات العصر ودخول ثقافات جديدة. وتطرق المحاضر إلى مضامين وقيمة رؤية دولة الإمارات في عام 2021، مشيراً إلى أنه، وفي واقع اتحاد قوي وآمن، سيخطو الإماراتيون بثقة وطموح، متسلحين بالمعرفة والإبداع لبناء اقتصاد تنافسي في مجتمع متلاحم متمسك بهويته ينعم بأفضل مستويات العيش في بيئة مستدامة. ولم يفت المحاضر الحديث عن الإنجازات الإماراتية وأجدى سبل صونها، مؤكداً أن ذلك يتحقق من خلال جملة أسس، بينها: نظام تعليمي متطور، تنمية اجتماعية وثقافية، بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة. كما تناول أبرز التحديات التي تواجهها الدولة نتيجة للبيئة السياسية والأمنية الصعبة والصراعات والحروب والثورة المعلوماتية. كتاب تجسد محتويات المعرض، مضامين كتاب حكاية وطن، الذي أصدرته البيان في 2013، ويضم صوراً ورسومات إنفوغرافيك، تروي مسيرة تقدم الإمارات، وتوثق مفرات التراث المحلي. ورافق المعرض عرض فيديو عن أبرز المشاهد الجمالية والحضارية والمنجزات في دبي.