الصدر يدعو النواب المستقلين للمشاركة في حكومة الأغلبية

  • 3/21/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في رسالة نشرها في حسابه الرسمية على تويتر الاثنين الدعوة للنواب " المستقلين " وذلك لكي يشاركوا في إدارة البلاد من خلال ما وصفها " بحكومة الأغلبية". وقال الصدر في رسالته " الكل بات يشك في الأحزاب التي شاركت في العملية السياسية منذ السقوط والى يومنا هذا، ولا سيما ممن لا ينتمي لتلك الأحزاب أو يؤيدها من الطبقات الشعبية المستقلة أو المحايدة". وتابع مقتدى الصدر "العملية السياسية الحالية كانت نتاج ذلك، وأفرزت الكثير من النواب المستقلين في مجلس النواب وتقلص الكثير من الأحزاب ولا سيما على الصعيد (الشيعي) وفي جنوب العراق". ويعيش العراق على وقع مباحثات بين القوى السياسية الشيعية خاصة التيار الصدري الذي فاز باكبر عدد من المقاعد البرلمانية وبين الإطار التنسيقي الموالي لايران من اجل اختيار رئيس حكومة توافقي وتشكيل جبهة أغلبية في البرلمان ودعم مرشح كردي لمنصب الرئيس وكذلك لتوحيد الصف الشيعي. وقال الصدر أن "حكومات توافقية توالت على البلاد ولم تنفع العراق والعراقيين، بل يمكن القول إنها أضرت به عاما بعد عام كما يدعي البعض"، موضحاً أن "السبب فذ لك هو (التوافق) أو الحكومات التوافقية السابقة وما جرى فيها من تقاسم الكعكة وما شاكل ذلك". وتحدث الصدر عن تجارب سابقة فاشلة لتقسيم السلطة قائلا "إننا جربنا في العملية السابقة عدم تقاسم الكعكة معهم، ولم ينفع ذلك، واليوم نرى أننا يجب أن نخرج من عنق (التوافق) الى فضاء الأغلبية ومن عنق الطائفية الى فضاء الوطنية، وهي - أعني تشكيل حكومة أغلبية وطنية". ويظهر ان الصدر يسعى لتعزيز كتلة اغلبية لتضم قطاعات واسعة من العراقيين وان لا تتحول الى أغلبية طائفية في البرلمان من خلال استقطاب عدد من المستقلين وخبرات وطنية. وعبر الصدر عن امله في نجاح التجربة الجديدة قائلا "تجربة لا بد من خوضها لإثبات نجاحها من عدمه، فلعلها تكون بداية للنهوض بالواقع المرير الذي يمر به بلدنا الحبيب من جميع النواحي وتحديا للضغوطات الخارجية ضد وطننا الحبيب". وقال الصدر "أهيب بالنواب المستقلين المحترمين والوطنيين أن يقفوا وقفة عز وشرف وكرامة من أجل إنقاذ الوطن وتخليصه من بقايا الفساد والإرهاب والاحتلال والتطبيع والانحلال من خلال إسنادهم للجلسة البرلمانية التي يتم بها التصويت على رئيس الجمهورية وعدم تعطيله بالثلث المعطل الذي هو وليد الترغيب والترهيب". وحاول الصدر التقليل من مخاوف المستقلين قائلا "نحن بحاجة الى وقفة شجاعة منكم، وإن كنتم لا تثقون بي أو (بالكتلة الصدرية) فإننا سنعطي لكم مساحة لإدارة البلد، إن وجدتم صفوفكم وابتعدتم عن المغريات والتهديدات". وأضاف "يجب أن تعلموا أنني حينما أطالب بحكومة أغلبية وطنية فإني لا أريد بها ضرب الخصوم، لأني لا أعتبر أي عراقي خصماً لي بل جل ما أريده نفع الوطن والشعب وهداية كل مسيء، وما معاقبتهم إلا لصالحهم والصالح العام وليس تنكية أو تلذذا". وتحدث مقتدى الصدر عن نواياه الطيبة في محاربة الفاسدين واصلاح الوضع قائلا "أوضح دليل هو معاقبة الفاسدين الذين ينتمون أو المحسوبين علينا". وتابع "ما طلبت الإصلاح أشرا ولا بطرا وإنما أصلح وطني وأنفع شعبي ليعلو شأنه وتتجذر كرامة شعبة المظلوم"، موضحاً أن "مثل هذه المحاولات السياسية أفضل من استعمال العنف أو حتى من الاحتجاجات التشددية التي أضرت بالبلاد والعباد ردحا طويلة من الزمن". وواصل في رسالته "إخوتي في البرلمان العراقي من كتل مستقلة أو نواب مستقلين هلموا الى آخر فرصة لنا ولكم، فإن وفقنا انتفع الوطن والشعب، وإن فشلنا فإنني كما قلت سوف أعلن ذلك وبملء الفم وبرحابة صدر ومن دون أي تردد فليس لي إلا اتباع الحق والابتعاد عن الباطل"، محذراً من  أن "هناك من يحاول جر العراق الى أتون الحروب والصدامات وتهديم العملية الديمقراطية النزيهة". وختم قائلا "من سمع منكم ولم ينصرنا فلا يحق له معاتبتنا لاحقاً أو كيل التهم ضدنا، وقولي هذا ليس من باب الضعف والاستكانة بل حبا بالوطن وحب الوطن من الإيمان". وتاتي الرسالة التي وجهها الصدر بينما عبرت عدد من القوى الشيعية عن مخاوفها من امكانية فشل المباحثات الماراتونية بين التيار الصدري والاطار التنسيقي. وفي هذا الصدد نبه تيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم اليوم الاثنين من سيناريوهات خطيرة تؤدي الى فوضى سياسية وانتخابات مبكرة في حال لم تجتمع القوتين السياسيتين خلال 48 ساعة لايجاد توافق حقيقي. وفي تصريح لوكالة شفق نيوز قال لقيادي في تيار الحكمة رحيم العبودي "إنه "في حال فشلت الوساطات بالتقريب بوجهات النظر بين الاطار التنسيقي والصدر خلال الـ48 ساعة المقبلة فإن الامور ستذهب باحد المسارين لا ثالث لهما ، الاول ان تعم الفوضى السياسية وجر الشارع لان يكون جزءاً من الحراك السياسي والثاني حل البرلمان والذهاب للانتخابات المبكرة". وياتي هذا التصريح عن عزم وفد من الاطار التنسيقي زيارة النجف خلال الثلاث ايام المقبلة للقاء الصدر والبحث في التشيحات المتعلقة برئاسة الحكومة ودعم مرشح للرئاسة. ويدعم التيار الصدري السفير جعفر الثدر لتولي رئاسة الحكومة فيما لم يحدد الاطار التنسيقي موقفا حاسما من هذا الترشيح.

مشاركة :