تحتفل مملكة البحرين اليوم مع سائر دول العالم باليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يصادف 23 مارس من كل عام وهو تاريخ إنشاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) عام 1950م. وفي كل عام تعلن المنظمة شعاراً لليوم العالمي للأرصاد الجوية، ويتم تسليط الضوء على المساهمة التي تقدمها الخدمات الهيدرولوجية والأرصاد الجوية الوطنية في مجال سلامة المجتمع ورفاهيته. ولقد اختارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية شعار (الإنذار المبكر والعمل المبكر) ليكون موضوع الاحتفال لعام 2022، حيث تسعى المنظمة جاهدة بصفتها الجهة المتخصصة بالمناخ والطقس والماء في الأمم المتحدة، لدراسة المعلومات الجوية الهيدرولوجية والمعلومات المناخية من أجل الحد من مخاطر الكوارث. وبهذه المناسبة صرح سعادة السيد حسين أحمد آل شعيل، القائم بأعمال وكيل وزارة المواصلات والاتصالات لشؤون الطيران المدني «أن مملكة البحرين قد أولت اهتماماً بالأرصاد الجوية منذ بداية القرن الماضي حيث تعتبر المملكة من الدول الغنية بالمعلومات الطقسية ويرجع ذلك إلى بداية تكوين اول محطة مناخية لتسجيل درجات الحرارة و الضغط الجوي وهطول الامطار في العام 1902 ونظراً لارتباط الأرصاد بالحياة اليومية للمواطنين فقد قدمت وزارة المواصلات والاتصالات كافة الدعم والمساندة على مر السنوات الماضية لتطوير وتحديث إدارة الأرصاد الجوية بما يتواكب مع المتغيرات في دراسات علم الأرصاد الجوية والتكنولوجيا الحديثة. ونظراً للسمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة في المحافل الدولية والجهود التي تبذلها في توثيق اواصر التعاون مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة فقد قررت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في 2004 بإنشاء المكتب الإقليمي لدول غرب آسيا في مملكة البحرين وقد تم تغير مسمي ومسؤوليات المكتب حديثاً ليصبح مكتب المنظمة الاقليمي للمنطقة العربية.» وأكد سعادته على أن هذه الجهود ستستمر مرتكزة على إحدى المبادئ الثلاث لرؤية البحرين الاقتصادية 2030 ألا وهي «الاستدامة» حيث أحرزت البحرين تقدماً في خدمات الأرصاد الجوية عبر تحديث الأجهزة والنظم ووسائل الاتصالات لعمليات الأرصاد التي تواكب المتغيرات والمعايير الدولية وكل ذلك يعد قفزة نوعية في جميع المجالات مما يؤهلها لإداء المهام المناطة إليها على أكمل وجه وبأعلى المستويات وعلى ضرورة الاهتمام بتطوير وتأهيل الكوادر الوطنية البحرينية وتدريبها المستمر في أرقى مراكز التدريب لتواكب التطور المتلاحق و السريع في الاجهزة و النظم الحديثة المستخدمة بمعالجة رصد حالة الجو. ومن الجدير بالذكر انه قد أصبحت ظواهر الطقس والمناخ والماء المتطرفة أكثر تواتراً وشدّةً في أنحاء كثيرة من العالم بسبب تغيّر المناخ. وبات عدد الأشخاص المعرضين لما يرتبط بهذه الظواهر من أخطار متعددة أكبر من أي وقتٍ مضى، في حين تشهد هذه الأخطار، بدورها، بعض التغيّرات من جراء النمو السكاني والتوسّع الحضري والتدهور البيئي. ولم تعد التنبؤات بحالة الطقس كافية اليوم، بل أصبح توفير تنبؤات تقوم على الآثار وتنذر الناس بمفاعيل الطقس ضرورة حيوية لإنقاذ الأرواح وسبل العيش. ومع ذلك، يظل واحد من كل ثلاثة أشخاص لا يتمتع بتغطية نظم الإنذار المبكر بالقدر الكافي. فلا بد من زيادة التنسيق بين المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، والسلطات المعنية بإدارة الكوارث، والوكالات الإنمائية، بغية تحسين إجراءات الوقاية والتأهب والاستجابة. وإن الاستعداد للكوارث والقدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب وفي المكان المناسب يمكن أن ينقذا حياة الكثيرين وأن يحميا سبل عيش المجتمعات في كل مكان في الحاضر والمستقبل. ولذلك، سيتمحور اليوم العالمي للأرصاد الجوية هذا العام حول موضوع «الإنذار المبكر والعمل المبكر»، وسيسلط الضوء على أهمية المعلومات الجوية الهيدرولوجية والمعلومات المناخية في الحد من مخاطر الكوارث.
مشاركة :