يدنا العالمية تفتح سقف طموحاتنا الأوليمبية

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كعادتها، لم تخذلنا اليد القطرية صاحبة الريادة في عصرنا الحالي، وأحد أهم مصادر إنجازاتنا الرياضية في الآونة الأخيرة، وأضافت إنجازًا جديدًا تاريخيًا، ومن نوع مختلف، بتأهل منتخبنا إلى أوليمبياد ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل للمرة الأولى في تاريخه، وبجدارة واستحقاق وبتفوّق تام على جميع المنافسين حيث حقق منتخبنا لقب بطولة آسيا بلا خسارة، وانتزع بطاقة التأهل إلى الأوليمبياد كأولى الألعاب القطرية الجماعية، التي تصل إلى (ريو)، وكل الأمنيات أن يلحق العنابي الأوليمبي الكروي بالأبطال ويصل للأوليمبياد للمرة الثالثة في تاريخه بعد لوس أنجلوس 84، وبرشلونة 92. هذا الإنجاز التاريخي الذي يُضاف إلى إنجازات اليد القطرية والتي حققت إنجازًا عالميًا في يناير الماضي بحصولها على وصيف العالم، إنما هو هدية بسيطة يقدّمها منتخبنا العالمي إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والداعم الأول والأساسي للرياضة القطرية ولليد القطرية، والذي لولاه ما تحققت كل هذه الإنجازات التاريخية. ولعلّ تشريف سمو نائب الأمير الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني للمباراة النهائية للبطولة القارية هو دليل قاطع على ما تحظى به الرياضة واليد القطرية بدعم لا حدود له وعلى جميع المستويات وفي جميع النواحي. كما كان حضور سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأوليمبية أكبر حافز لمنتخبنا ولاعبينا خلال مشوار البطولة والمباراة النهائية من أجل رفع اسم وعلم قطر، حيث وجد منتخبنا ونجومنا خلال البطولة، كبار رجال الدولة وكبار المسؤولين يقفون خلفهم ويساندونهم في الملعب مع الجماهير القطرية الوفية والغفيرة، فكان تصميمهم كبيرًا وعظيمًا من أجل تحقيق الحلم الذي طال انتظاره طويلاً. تحقق حلم الوصول إلى (ريو) ليكون امتدادًا للإنجاز التاريخي والعالمي بحصولنا على فضية مونديال 2015 الذي أقيم على أرضها للمرّة الأولى، وكان منتخبنا عند حسن الظن به، وأبلى بلاءً حسنًا، وقارع أقوى منتخبات العالم، ووصل إلى المباراة النهائية، واصطدم بالديك الفرنسي وكان قريبًا من اللقب العالمي، لكن فارق الخبرة لعب الدور الأساسي في حصول منتخب فرنسا على اللقب، والعنابي على الميدالية الفضية وهي بلا شك إنجاز كبير وتاريخي ولم يسبق لمنتخب عربي أن حققه. والحصول على فضية العالم، وبطاقة الأوليمبياد، نتيجة طبيعية لما قام ويقوم به اتحاد اليد أو (الاتحاد الذهبي) برئاسة أحمد الشعبي، الرجل الذي يعمل بهدوء وفي صمت بلا ضجة وبعيدًا عن الأضواء، حتى نجح في جعل 2015 عامًا ذهبيًا لليد القطرية، وحقق إنجازات تاريخية غير مسبوقة سواء على مستوى اليد أو على مستوى أي لعبة جماعية أخرى. لا يمكننا في هذا المقام تجاهل الدور الكبير الذي لعبته الجماهير القطرية حتى تحقق الإنجاز، بوقفتها الوطنية، ومساندتها القوية، ووقوفها خلف العنابي منذ الخطوة الأولى وحتى المباراة النهائية. وكانت الجماهير القطرية الوقود الذي أشعل حماس العنابي ولاعبيه ونجومه بحضورها المكثف وتشجيعها الحار وتفاعلها مع لاعبي منتخبنا في كل مباراة فكانت عاملاً أساسيًا من عوامل الفوز بعد توفيق الله سبحانه وتعالى. والجماهير القطرية تستحق الشكر والإشادة لدورها الفاعل ومساهمتها الكبيرة في الإنجاز، لأن المهمة لم تكن سهلة، والبطولة ضمّت 11 من أقوى منتخبات القارة الآسيوية، جاءت وخاضت مع العنابي منافسات قوية وشرسة من أجل نيل شرف تمثيل اليد الآسيوية وحمل لوائها في أوليمبياد (ريو) والحصول على شرف اللعب في دورة الألعاب الأوليمبية، وهو شرف ناله العنابي بعد جهد كبير، بعد أن اجتاز عقبات كثيرة خلال مشوار البطولة. هذا الشرف وهذا الإنجاز يستحق منا ومن الاتحاد الذهبي جهدًا أكبر وتخطيطًا أفضل من أجل رفع اسم اليد القطرية والآسيوية في أوليمبياد ريو. وما تحقق من إنجازات لا بد أن يكون دافعًا لإنجازات أكبر وأكثر، فقد حققنا وصيف العالم، وحصلنا على بطاقة أوليمبية، والآن علينا أن نفكر في إنجاز جديد وهو العمل بجد واجتهاد من أجل الحصول على ميدالية أوليمبية، وهو بلا شك إنجاز أصعب وأقوى حتى من كأس العالم التي أقيمت على ملعبنا وبين جماهيرنا. ما تحقق يدفعنا لوضع خُطة إعداد قوية وجيّدة وأفضل من المراحل السابقة حتى نستطيع تجهيز منتخبنا بالشكل المناسب والذي يتلاءم مع ما حققه من إنجازات وضعته الآن بين مصاف منتخبات العالم. لا يجب أن يقف طموحنا عند كل ما تحقق، كما أن الحفاظ على ما وصلنا إليه أيضًا ليس الطموح الوحيد، ونحن نريد أن نصل إلى أكثر من ذلك والحصول على ميدالية أوليمبية للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الجماعية القطرية. هذا الحلم ليس من المستحيل تحقيقه، فلدينا كل الإمكانيات، ولدينا العناصر البشرية المميّزة، ولدينا أيضًا جهاز فني عالمي، قادر على قيادة منتخبنا في أقوى وأعظم البطولات. كلمة أخيرة لا بدّ من الإشارة إليها، وهي تتعلق بالتنظيم القطري لبطولة آسيا، فرغم المنافسة القوية التي خاضها منتخبنا، ورغم الاهتمام بتجهيزه والتركيز معه قبل البطولة وقبل كل مباراة، إلا أن الاتحاد الذهبي نجح كعادته في تقديم تنظيم على أعلى مستوى يليق بالسمعة العالمية التي وصلت إليها قطر على مستوى تنظيم أغلى وأقوى البطولات. كان التنظيم رائعًا وناجحًا، وكان الاهتمام بالضيوف والمنتخبات المشاركة محل تقدير، ما ساهم في النهاية في تقديم بطولة قوية فنيًا وتنافسيًا، وهي أمور لم تعد غريبة على التنظيم القطري الذي أصبح كما يُقال (مثالاً يُحتذى به).

مشاركة :