دعا أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط إلى أنشاء هيئة وطنية عليا للريادة في أنسنة المدن وصناعة الأماكن العامة تعمل كمرجعية عليا تسهم في وضع السياسات والإستراتيجيات الخاصة بريادة المدن، جاء ذلك في الجلسة العلمية للمؤتمر العام التاسع عشر لمنظمة المدن العربية في محورها الرابع «رفع جودة الحياة» الذي تنظمه أمانة الرياض. وتناول أمين الباحة في ورقة عمل قدمها بعنوان «أنسنة المدن: صناعة الأماكن العامة في المملكة» اهتمام القيادة العليا بريادة وأنسنة المدن السعودية والحرص على وضعها على مسار تنافسي ضمن أفضل المدن العالمية والعناية بجودة الحياة فيها والتوجيه بأنسنتها وتحسين مشهدها الحضري وصناعة أماكن عامة جاذبة. ولفت أمين الباحة إلى أن الاهتمام بصناعة الأماكن العامة حظي بزخم كبير من الدراسات والأبحاث والمناقشات وتم تناوله في المنتديات والمؤتمرات والمعارض، ونالت المشاريع المنفذة عالميا شهرة واسعة وأصبحت نماذج رائدة وملهمة في فن صناعة المكان ومنها برج إيفل في باريس ودزني لاند في كاليفونيا، وذكر السواط أن مصطلح صناعة الأماكن العامة أصبح متداولاً على الصعيد العالمي ويحظى باهتمام السياسيين والمسؤولين عن سياسات المدن والمطورين العقاريين ومتخذي القرار العمراني بهدف تشجيع صناعة السياحة ودعم الفعاليات وصناعة الترفية وجذب الاستثمار المحلي والأجنبي والإسهام فى رفع جودة الحياة. وأشار إلى المدن السعودية والخليجية تعرضت لنمو متسارع وأصبح صانع القرار تحت الضغط المستمر ونتيجة لذلك الضغط وقلة الخبرة وقصور في استشراف المستقبل حدثت مشاكل حضرية في المدن كان من أبرزها التمدد السريع للمدن وهيمنة التخطيط الشبكي وتشتت استعمالات الأراضي وتوسعة الطرق وتنامي اعداد الطرق الدائرية والسريعة التي جزأت المدن وإزالة عدد من مواقع التراث العمراني ضمن مشاريع التوسعة واهمال حقوق بعض فئات الأطفال والنساء وكبار السن والمعاقين. وتطرق إلى أبزر منجزات صناعة الأماكن قبل الرؤية ومنها مشاريع توسعة الحرمين الشريفين والعمارة السلمانية لمدينة الرياض وتطوير منطقة قصر الحكم وإنشاء حي السفارات وتجربة الأمير عبدالعزيز بن عياف في أنسنة مدينة الرياض وقال: إن رؤية المملكة لعام 2030 اعتنت بصناعة الأماكن العامة ضمن برامجها لتحسين جودة حياة الفرد ودخول 3 مدن سعودية ضمن قائمة أفضل 100 مدينة في العالم، ومن خلال الرؤية تم إطلاق مشاريع ريادية كبرى لمدن جديدة وتأسيس الهيئات الملكية والمكاتب الإستراتيجية في عدد من المناطق ودخول صندوق الاستثمارات العامة في مجال الاستثمار الحضري وإنشاء هيئة الترفيه، وأوصى أمين الباحة في ورقته باستثمار التوجيه والدعم الكبير من القيادة العليا في أنسنة المدن وصناعة الأماكن وإنشاء هيئة وطنية عليا للريادة في أنسنة المدن وصناعة الأماكن بها إضافة إلى تعميم التجارب الناجحة.
مشاركة :