يدعي المجتمع الأمريكي أنه يحب الأطفال ويقدر الوالدين ويبجل الأسرة، لكن سياساته العامة تبعث برسالة معاكسة، كما يتضح من تقرير اليونيسف الصادر في يونيو 2021 والذي وجد أن البلاد تحتل المرتبة 40 في رعاية الأطفال بين الدول الغنية في العالم، وفقا لما أوردت صحيفة ((واشنطن بوست)) في عددها الصادر يوم الأحد. وقال التقرير المعنون "نقول إننا نحب الأطفال والأسر. وسياساتنا تثبت عكس ذلك"، إنه "من الصعب التفكير في العمل الأكثر أهمية لرفاهية المجتمع وازدهاره على المدى الطويل من تربية الأطفال. ومع ذلك، يقدر اقتصاد السوق العمل خارج المنزل الذي ينتج السلع والخدمات والأرباح أكثر بكثير من عمل الأبوة والأمومة". ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لمركز القانون والسياسة الاجتماعية، أوليفيا غولدن، قولها إنه خلافا للبلدان الميسورة الأخرى، فإن الولايات المتحدة "لم تتكيف أبدا مع احتياجات الأسر في سوق العمل والاقتصاد اليوم"، مضيفة "لم نتجاوب أبدا مع العدد الكبير من النساء اللواتي لديهن أطفال صغار ضمن القوى العاملة". ولفتت السيناتور الأمريكية، باتي موراي، التي ترأس لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ، إلى أن الأسر الأمريكية ذات الدخل المتواضع تواجه مشكلة خاصة في رعاية الأطفال، موضحة أن "الآباء يدفعون ما يصل إلى الرهن العقاري أو مدفوعات السيارات - أو الرسوم الدراسية الجامعية - كل شهر لرعاية الأطفال"، كما ذكرت الصحيفة. وقال التقرير إن دراسة اليونيسف وجدت أيضا أن الولايات المتحدة قريبة من القمة بين الدول في تكاليف رعاية الأطفال مقارنة بمتوسط الأجور، مبينا أن رعاية الأطفال غالبا ما يتم تصويرها على أنها "قضية نسائية"، ولكن يجب أن يُنظر إليها أيضا على أنها قضية عائلية وقضية اقتصادية.■