الشاهين الاخباري الإكزيما هي مسمى عام لبعض أنواع الحساسية المزمنة التي تصيب الجلد وتصيب جميع الفئات العمرية، وغالباً ما تظهر عند الأطفال، وتعتبر مرضاً جلدياً شائعاً، وتعرف بالتهاب الجلد التأتبي atopic dermatitis ويتركز ظهور الإصابة في أول ستة أشهر من حياة الطفل بنسبة 50%، وتستمر إلى نهاية السنة الأولى بنسبة 80%، وإلى سن ما قبل خمس سنوات بنسبة 90 %. وتختلف الأعراض والعلامات حسب الفئة العمرية، ولكنها جميعاً تشترك بوجود جفاف عام مع بقع ناشفة وقشور واحمرار في مناطق معينة. الدكتورة نجلاء أسعد طاهر، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل في مدينة برجيل الطبية، تشرح للأمهات أسباب حدوث الإكزيما بين الأطفال. ما سبب حدوث الإكزيما عند الأطفال؟ 1- العامل الجيني: وهو خلل في الجين المسؤول عن تكوين البروتين الذي يسهم في بناء طبقة حامية للجلد، فبفقدانه؛ يفقد الجلد رطوبته ويؤدي للجفاف والعرضة للعدوى البكتيرية. 2- العامل المناخي: تزداد الإصابة بالإكزيما عند سكان المناطق الباردة والجافة. 3- الأطعمة: هناك دراسات تثبت وغيرها تنفي علاقتها بالإكزيما، من هذه الأطعمة الحليب والمكسرات والسمك والروبيان والبيض والقمح. ففي حال الاشتباه بأحد هذه الأطعمة؛ لا بد من عمل اختبار جلدي وتحليل دم قبل منعها؛ حتى لا يتأثر نمو الطفل. 4- عوامل أخرى: مثل ارتداء الملابس الصوفية، والتعرق، والمنظفات والعطور، والعتة.. ويمكن معرفتها من خلال بعض التحاليل. 5- وجود نوع من البكتيريا العنقودية في الجلد تكثر عند الأطفال المصابين بالإكزيما، وهي أحد المهيجات، ولا بد من علاجها بمضاد حيوي. هل الإكزيما هي رد فعل تحسسي أم حساسية؟ الإكزيما ليست رد فعل تحسسي لطعام معين أو مادة معينة؛ لأن بالاستغناء عن تركيبة حليب معين أو أي نوع آخر من الطعام، مثل الألبان أو غيرها، لا يقضي على الإكزيما. وهناك ارتباط وثيق بين الإكزيما وحالات الحساسية؛ لأن هؤلاء الأطفال أكثرعُرضةً للإصابة بالربو في طفولتهم وبحساسية الطعام عندما يكبرون، وحالات الحساسية الموسمية في فترة المراهقة. هل يصاب الأطفال بالإكزيما بسبب نقص الرضاعة الطبيعية؟ كما نعلم أن الرضاعة الطبيعية غذاء جاهز لا يحتاج إلى تسخين أو تعقيم، وليس عرضة للتلوث كما في الرضاعة الصناعية، وتعطي الاحتياج الكامل للنمو، خصوصاً في الأشهر الأولى من حياة الطفل، فجميع المواد طبيعية وليست كيميائية كما في الحليب الصناعي، والتي تعد أجساماً غريبة تعمل على ظهور أنواع التحسس على الرضيع، سواء الجلدية منها؛ كالطفح الجلدي أو الإكزيما، أو المعوية؛ كالإسهال أو الإمساك. كما يحتوي حليب الأم على أجسام مناعية تعمل على حماية الطفل من الميكروبات، سواء البكتيرية منها أو الفيروسية، إضافة إلى عنصر الحديد اللازم لتصنيع الدم والبروتين الناقل للحديد، والذي يكون له -في الوقت نفسه- قدرة القضاء على بعض البكتيريا أكثر مما يوفره الحليب الصناعي، لذا تكون الإجابة بـ”نعم”؛ فقد يؤدي الحليب الصناعي إلى الإصابة بالإكزيما. هل الإكزيما مرض وراثي؟ نعم الإكزيما مرض وراثي، فالطفل الذي له أخ أو أم أو أب مصاب بالإكزيما؛ أكثر عُرضةً بكثير من غيره للإصابة بها، كما أن وجود حالات إصابة بالحساسية في العائلة، مثل الربو أو التهاب الأنف، من عوامل الخطورة الأساسية للإصابة بالإكزيما. هل الإكزيما مرض مزمن وكيف يمكن التعايش معه؟ نعم يُعدّ مرضاً مزمناً، ويتميز هذا المرض بأنه يتحسن ثم يعود ويشتد في أوقات وحالات معينة، وينبغي التركيز على إطالة الوقت بين النوبة والأخرى، بالإضافة إلى تجنب المحفزات التي تؤدي إلى ظهورها. هل الإكزيما مرض مُعدٍ ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم؟ الإكزيما ليست مُعدية، ولكن يمكن إصابة عدة أشخاص من نفس العائلة بالإكزيما؛ بسبب العامل الوراثي، أو لوجودهم في نفس البيئة، وتعرضهم لنفس المحفزات. ويمكن للإكزيما الانتشار إلى أجزاء مختلفة من الجسم، فعند الرضّع تكون عادة في الوجه والرأس، وعند الأطفال من سنتين فيما فوق؛ تكون في ثنايا الجلد؛ مثل منطقة خلف الركبة وأمام المرفق والرقبة، وعند الكبار تزيد سماكة الجلد في المناطق المصابة وتزيد إكزيما اليد والعين. بالإضافة إلى الإكزيما، هناك أعراض وأمراض أخرى مصاحبة لها، أهمها: النخالة البيضاء والتقرن الشعري. كيف يمكن علاجها والتغلب عليها؟ لابد من التنبه؛ لأن الإكزيما التأتبية هي مرض مزمن، وجميع العلاجات المتوفرة هدفها تخفيف الأعراض وحِدّة المرض ومضاعفاته. وتشمل العلاجات الموضعية والدوائية: – العناية بالجلد والاستحمام مرة واحدة فقط يومياً بماء فاتر وصابون وشامبو مرطب، لمدة لا تزيد على ٥ إلى ١٠ دقائق، كما يفضل تجنب فرك الجلد بالليفة. – الترطيب الدائم بعد الاستحمام باستخدام مرطب غير عطري. – ينصح بتقليم الأظافر للأطفال؛ لتجنب تجريح الجلد. – استخدام مراهم تحتوي على الستيرويدات؛ لتقليل الاحمرار والحكة، ويجب تخفيف تكرار العلاج إذا تحسنت الحالة، واستخدام الكريمات بديلة الكورتيزون كعلاجات وقائية وللحالات الخفيفة، مثل البروتوبيك والإيديل. – مضادات الهيستامين؛ لتقليل الشعور بالحكة. – المضاد الحيوي الموضعي، مثل الفيوسيدين؛ إذا كان الجلد ملتهباً بالبكتيريا العنقودية. – استخدام الأدوية الفموية المكافحة للالتهاب في الحالات الأكثر حدة، ولكن لا يمكن استخدامها لفترة طويلة؛ بسبب أعراضها الجانبية المحتملة. – العلاج بالضوء، ويُستخدم للمرضى الذين لم تتحسن حالتهم الصحية بالعلاج الموضعي، أو من يصابون بالالتهابات سريعاً بعد تناول العلاج. – أحدث علاج للإكزيما الحادة، مؤخراً، تم اعتمادة من إدارة الغذاء والدواء؛ يدعى (دوبيكسينت) لعمر ما بين 6 و11 سنة، وهو عقار بيولوجي بالحقن الموضعي، يُستخدم هذا العقار لعلاج المصابين بداء مزمن لا يستجيب بشكل جيد لخيارات العلاجات الأخرى، ويعتبر آمناً إذا ما تم استخدامه بحسب التوجيهات، إلا أنه باهظ الثمن. هل يمكن أن يشفى المرضى تلقائياً من الإكزيما؟ لا يمكن علاج الإكزيما نهائياً في الحالات التي تكون فيها الإكزيما ناتجة عن سبب لا يمكن التحكم به، مثل: الجينات؛ لأن جميع العلاجات تستهدف فقط علاج ومنع حدوث نوبات الأعراض، مثل: الجفاف والحكة والالتهابات وترميم الجلد المُصاب. سيدتي وطفلك الوسوم الاكزيما الشاهين الاخباري
مشاركة :