تمثل جدارية «شجرة جمال الفهيدي» أحد أهم الرموز التشكيلية في محور ربط التراث بالمعاصرة، والتي تسير بالتوازي مع جوهر منصة سكة للفنون والتصميم في موسمها العاشر، عبر ريشة الفنان الإماراتي سقاف الهاشمي التي طالما كانت التقاليد والتراث عنواناً عريضاً لكثير من أعماله التي زينت بعضها شوارع إمارة دبي في الأعوام الماضية، والتي طرح عبرها نمطاً فنياً أصيلاً قادراً على رصد التحولات المجتمعية المحلية عبر ابتكار تجارب بصرية ممتعة وسرد قصة ذات طابع عالمي. وحول جدارياته التي تستقبل الزوار بعد الدخول من بوابة سكة يقول سقاف الهاشمي: «شجرة جمال الفهيدي» تجسد رؤيتي في نمط فنون الشارع والتي تسعى رسائلها إلى نشر السلام والجمال والحب من خلال أعمالي الفنية التي تسرد الكثير منها ارتباطي الوثيق بالثقافة التراثية والشعبية في دولة الإمارات، ففي نهاية المطاف الفنان هو ابن مجتمعه وبيئته، ويتكون وفقاً للثقافة والتراث الموجودين، ويتأثر بهما بعيداً عما يشكله لاحقاً من مواقف فكرية تجاه الثقافة أو التراث، لكن رموز الثقافة الشعبية بما تزخر به من عناصر تمد الفنان بالكثير من الرؤى، وهو الأمر الذي ينعكس في أعماله. ثلاثية الأبعاد ويشير الهاشمي إلى أن عمله الفني الذي ينتمي لفنون الشارع المتمثل في جدارية بمقاس 5 3x موضوع جاءت فكرتها من موضوع «سكّة» في دورته العاشرة كمفهوم مستدام يحمل إرث مهرجان سكة للفنون منذ انطلاقته عبر الاستفادة من تجارب مواسمة السابقة التي ساهمت في إثراء الحراك الفني ضمن منظومة الثقافة والفنون في دبي، وتم تنفيذ جدارية تفاعلية ثلاثية الأبعاد، مستوحاة من شجرة الفهيدي، والتي تعبّر عن جذور هذا المعرض الذي نما ونشر جمال الفن معه على مدار دوراته المتعاقبة. وفيما يتعلق بتنمية الحراك الثقافي للفنون الإماراتية المعاصرة، يعتقد الهاشمي أن المنظومة الثقافية الفنية المحلية تشهد العديد من التجارب الاستثنائية المتأثرة بشكل كبير بالمشهد التفاعلي للبيئة المحلية المتداخلة الثقافات، والتي تسعى ترك الكثير من الانطباعات والرؤى المستلهمة من واقع حياتنا اليومية وتأثيراتها المتعددة الثقافات وهو واقع مجتمعنا المفعم بالإيجابية والاندماج، وهو بلا شك من أهم العوامل المؤثرة في نمو قطاع الفنون وانتشاره محلياً وعالمياً، ضمن سلسلة من المعارض الفنية والفعاليات الثقافية التي تخدم الحراك خلال مسيرته التي باتت تتميز ببصمتها المتفردة وأعمالها الأصيلة للفنان الإماراتي. وحول أهمية توثيق التراث عبر الفنون التشكيلية المعاصرة يعتقد الهاشمي أنه من الضروري نقل تراثنا وثقافتنا الشعبية إلى الأجيال الجديدة، خاصة من خلال الإبداع لأن العمل الفني لا يقوم فقط بمهمة الناقل الحيادي، وإنما يضع وجهة نظر المبدع إلى التراث والثقافة الشعبية، ما يجعلهما يستمران كتعبير عن الهوية من جهة، ومن جهة ثانية يعيدان تشكيلهما وفقاً للتحولات الجارية في المجتمع. وفيما يتعلق بعلاقة الفنون المعاصرة بالتراث يرى الهاشمي أنها من المسارات الملهمة والتي لا بد من التركيز عليها خاصة أن التراث المحلي والعربي بشكل عام يتميز بالتنوع في حضاراته وفنونه، فيشعر الفنان بالحيرة عندما يتعرض لهذا الرصيد الضخم من أنواع الفنون ليثري تجربته الفنية، فالتراث يحمل بين طياته الهوية بكل أبعادها الفلسفية، والاجتماعية، والاقتصادية، والأيديولوجية، كما أنه يقدم لنا رؤى وأفكاراً وتصورات عديدة كمنبع ومصدر خصب للفنون والإبداع. تجارب فريدة تستضيف بيوت حي الفهيدي التاريخي خلال «مهرجان سكة للفنون والتصميم 2022»، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» تجارب فنية فريدة، تتيح أمام زوار المهرجان تجربة رحلة تكنولوجية غامرة لاختبار قوة التكنولوجيا، وتصميم بيئات افتراضية خاصة بهم، وتجربة الأعمال الفنية في مراحل مختلفة، وتركيب المساحات التفاعلية، واستكشاف عالم الميتافيرس، وعوالم فنون البيت الخليجي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :