أكدت حركة طالبان الخميس أنها ستبدد «كل مخاوف» بكين، خلال اجتماع في كابول مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في أول زيارة له لأفغانستان منذ وصول الأصوليين الإسلاميين إلى السلطة. تتشارك الصين مع أفغانستان جزءًا صغيرًا من حدودها يمتدّ على 76 كيلومترًا على علو شاهق، إلا أن بكين تخشى منذ وقت طويل أن تصبح جارتها قاعدة للانفصاليين والإسلاميين من اتنية الأويغور. اثر وصوله إلى كابول الخميس، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي نائب رئيس الوزراء عبد الغني برادر ووزير الخارجية أمير خان متقي. وفي بيان صادر عن نائب رئيس الوزراء، أكدت طالبان لوانغ أنها ستبدد «كل المخاوف» التي «يعتقد أنها تنشأ من الأراضي الأفغانية»، من دون ذكر الأويغور على وجه التحديد. منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس، تعهدت طالبان مرارا عدم السماح بأن تكون الأراضي الأفغانية قاعدة لجماعات مسلحة أجنبية. وكانت الحركة قد أوت أسامة بن لادن وغيره من كبار قادة تنظيم القاعدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي قادت الولايات المتحدة إلى التدخل في أفغانستان وإنهاء حكم طالبان الأول (1996-2001). قبل استيلائهم على كابول، سعت بكين إلى الحفاظ على علاقات مع الأصوليين الإسلاميين مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان. وجاء في البيان الصادر عن نائب رئيس الوزراء أن «الإمارة الإسلامية تريد تعزيز توسيع علاقاتها» مع الصين. وقالت وزارة الخارجية في تغريدة إن وانغ ومتقي تحدثا أيضا عن تعزيز «العلاقات الاقتصادية والسياسية» بين البلدين. - منجم نحاس عملاق كما ناقش الوزيران بدء العمل في قطاع التعدين في أفغانستان. وكانت بكين قد حصلت عام 2007 على امتياز استغلال منجم النحاس العملاق في آيناك (ثاني أكبر مكمن نحاس في العالم) قرب العاصمة الأفغانية، مقابل 3 مليارات دولار. وأضافت الوزارة أنه إضافة إلى وزير الخارجية الصيني، وصل المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف إلى كابول حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولين من طالبان. تعاني أفغانستان أزمة مالية وإنسانية خطرة، بسبب تجميد أصول لها في الخارج قيمتها مليارات الدولارات، والتوقف المفاجئ للمساعدات الدولية التي دعمت البلاد مدى 20 عاما رغم بدء عودة جزء صغير منها تدريجا. وتأتي زيارة وانغ قبل أسبوع من الاجتماع المقرر في بكين مع دول جوار أفغانستان، وأبرزها باكستان، لبحث المساعدات لنظام طالبان ومشاريع اقتصادية جديدة. يعتبر الحفاظ على الاستقرار بعد عقود من الحرب في أفغانستان من أهم أولويات بكين لأنها تسعى لتأمين حدودها واستثماراتها في البنى التحتية الاستراتيجية في باكستان المجاورة حيث الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. بالنسبة لبكين، من شأن وجود إدارة مستقرة ومتعاونة في كابول أن يمهد الطريق لتوسيع مشروعها الرئيسي للبنية التحتية المسمى «مبادرة الحزام والطريق» الذي انضمت إليه أفغانستان عام 2016. من جانبها، ترى طالبان في الصين مصدرا مهما للاستثمار والدعم الاقتصادي، سواء بشكل مباشر أو عبر باكستان. على عكس العديد من القوى الغربية، أبقت الصين سفارتها في كابول مفتوحة ولا يزال سفيرها موجودا في العاصمة الأفغانية. ومع ذلك، أعادت بكين 210 من مواطنيها قبيل سيطرة طالبان على العاصمة. ولم تعترف أي دولة حتى الآن رسميا بالنظام الجديد في كابول.
مشاركة :