وكالات - طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، من حلف شمال الأطلسي "الناتو" مساعدات عسكرية غير محدودة، "لكي تتمكّن من مواجهة الجيش الروسي الذي تصده أوكرانيا حاليًا "في ظروف غير متكافئة"، متهماً موسكو باستخدام "قنابل فوسفورية" في أوكرانيا. وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو نُشر على حسابه على "تلغرام" في وقت يجتمع فيه قادة دول أعضاء الناتو في قمة استثنائية في بروكسل "من أجل إنقاذ الناس ومدننا، أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة عسكرية بدون قيود. مثلما روسيا تستخدم، بدون قيود، كل ترسانتها ضدّنا". كما شدد على ان "أوكرانيا تستحق أن تصبح من أعضاء الاتحاد الأوروبي"، محذراً من أن هدف روسيا المقبل سيكون أعضاء بحلف الأطلسي في شرق أوروبا مثل بولندا. وأضاف في خطاب مصور مسبقا موجه لقمة حلف الأطلسي، ونشرته الرئاسة الأوكرانية قبل انعقاد القمة، أن روسيا "تريد المضي أكثر. ضد أعضاء شرقيين بحلف شمال الأطلسي. دول البلطيق. وبولندا بكل تأكيد". واتّهم الرئيس الأوكراني روسيا بأنها تستخدم "قنابل فوسفورية" في أوكرانيا، بعد شهر على بداية العملية العسكرية الروسية في بلاده. وقال: "هذا الصباح كان هناك قنابل فوسفورية. قُتل بالغون وقُتل أطفال مجدّدًا". وكان الرئيس الأوكراني دعا، الأربعاء، إلى تظاهرات حول العالم ضد العملية العسكرية الروسية في بلاده. وطالب، في تسجيل فيديو تحدّث فيه بالإنجليزية، برفع الشعارات الأوكرانية دعماً لبلاده ودعماً للحرية وللحياة، وأضاف "انزلوا إلى ساحاتكم، إلى شوارعكم، أظهِروا أنفسكم وأسمِعوا أصواتكم". كما أعلن الرئيس الأوكراني أنّه سيكون لأوكرانيا موقفٌ قويٌ خلال القمم الثلاث المقبلة في بروكسل، مشدّداً على ضرورة الوحدة من أجل حماية المدنيين. يأتي ذلك فيما وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تصويت مجلس الأمن الدولي ورفض مشروع قرار روسي بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا بأنه يؤكد "عزلة روسيا عن بقية العالم". كما قال بلينكن إن ذلك يؤكد "يأس موسكو" من صرف الانتباه عن العنف المروع الذي تمارسه على شعب أوكرانيا. من جهتها قالت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، إن أعضاء مجلس الأمن "امتنعوا عن التصويت عن قرار روسيا الذي يصرف اللوم عن الأزمة الإنسانية التي خلفتها في أوكرانيا"، وأضافت أن التصويت كان "احتجاجا موحدا". وقُتل وجرح مئات المدنيين وفرّ أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني من منازلهم منذ بدء الهجوم الروسي على بلادهم، فيما أعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 3.5 مليون شخص غادروا أوكرانيا منذ بدء الحرب. يذكر أن القوات الروسية كانت أطلقت في 24 فبراير الماضي عملية عسكرية وصفتها بالمحدودة، في مناطق شرق أوكرانيا، إلا أنها سرعان ما توسعت شمالا وجنوبا، بل وصلت إلى محيط كييف، ما استدعى توتراً غير مسبوق في أوروبا وامتعاضا دوليا واسعا، إذ فرضت العديد من الدول الغربية حزمة عقوبات واسعة على موسكو، شملت مصارف وشركات عدة، فضلا عن سياسيين ونواب وأثرياء روس، حتى إنها طالت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف. كما استدعت تلك العملية العسكرية استنفارا أمنيا بين موسكو والغرب، لاسيما دول الناتو والاتحاد الأوروبي، ما دفع العديد من الدبلوماسيين الغربيين رفيعي المستوى إلى تحذير من "حرب عالمية ثالثة".
مشاركة :