سارة العامري: «البورتريه».. قراءة فلسفية للوجوه

  • 3/27/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حين يتأمل المشاهد وجهاً في لوحة فنية، يشعر أن وراء الملامح والخطوط والألوان هواجس وأحلام كانت تشغل صاحب الوجه، حيث إن الفنان يقرأ ما يجول في خاطر الوجه الذي يرسمه ويعبر عنه بلوحة فنية جمالية مؤثرة، وعبر دقة التقاط هذه الحالة النفسية والفكرية المعبرة يأتي جمال فن «البورتريه» وينتقل تأثيره إلى المشاهد، وهذا ما نراه ونشعر به في لوحات الفنانة سارة العامري، التي تولي اهتماماً كبيراً برسم الوجوه.. البدايات عن البدايات، تقول سارة العامري: في المرحلة الابتدائية طلبت مني المعلمة أن أرسم أماً تحتضن طفلها، وكانت تلك اللحظة تجربة مهمة لطفلة صغيرة لم تكن تعلم أنها قادرة على ذلك، إلا أنها فوجئت بإعجاب مديرة المدرسة بلوحتها حيث وضعتها على الجدار بمكتبها الخاص.. هذه التجربة المبكرة جعلتها تشعر بأنها أنجزت لوحة مميزة. وأوضحت سارة أنها أصبحت موضع اهتمام من مدرسات الرسم في كل مرحلة دراسية تمر بها، وأضافت: بعد ذلك، بدأت أشتغل على عدة تجارب، سواء الرسم بالفحم أو الألوان الزيتية أو الأكريليك، حيث كان الرسم يأخذني إلى عالم من الخيال والاستمتاع باللحظة. وأوضحت أنها كانت تشعر بلحظات رائعة عندما تمسك بفرشاة الألوان وتبدأ بالرسم، خاصة في ظل تشجيع زميلاتها بالجامعة لها مما منحها المزيد من الثقة في نفسها، وفي موهبتها. مرآة الروح وحول التخصص في رسم «البورتريه»، قالت: بشكل عام لدي تنوع في رسم اللوحات، ولكن اتجاهي لرسم «البورتريه» جاء نتيجة اهتمامي بعلم تطوير الذات، الذي يثير اهتمامي كثيراً، فمع رسم الوجوه أشعر أنني أصل إلى مشاعر معينة، حيث أسلط الضوء عليها وأبرزها من خلال اللوحة، موضحة أنها كثيراً ما تجد نفسها تنقل، مشاعرها اللحظية بين الفرح والإحباط والترقب والدهشة أو غيرها من المشاعر، بشكل فلسفي. وأضافت أن الفنان يمكن أن يلاحظ الأفكار من خلال العينين، لأنهما تحملان أسراراً كثيرة، فهما مرآة الروح، فنحن كثيراً ما نلمس الفرح والألم في عيون الأشخاص. ثقافة وهوايات وأشارت العامري إلى أن هناك اهتماماً وتطوراً ملحوظاً في مجال الفنون بأنواعها في الإمارات، ومنها الفنون التشكيلية، من خلال إقامة المعارض وغيرها، لأن الفن مرتبط بالإبداع، وطالما يوجد إبداع في أي دولة، يوجد تطور، فالفن هو انعكاس وتعبير عن حالة المجتمع. وحول ضرورة الثقافة للفنان وما هي الهوايات المرافقة للفنون عند العامري، قالت: الثقافة للفنان مهمة، وهي تشبه بحر لا يمكن أن نحصره على أي نوع من القراءة، لكن الفنان عليه أن يكون مطلعاً ومثقفاً، فإلى جانب الرسم أهتم بالموسيقى خاصة العزف على آلة العود والقانون، وهما من الآلات التي تعبر عن حضارة عربية أصيلة. أهمية النقد وحول علاقة الفنانين الشباب بجيل الرواد، وهل عملية النقد في قراءة اللوحة مهمة، توضح العامري، قائلة: النقد مهم للغاية، شرط أن يقوم على الإيجابية والبناء ليسهم في تطور الفنان لا أن يهدمه، ولا ينبغي أن نضع أنفسنا في قوالب مغلقة، فكل فنان يحتاج لمن ينقده كي يستفيد ويطور من نفسه.

مشاركة :