مختصون: الصوم برىء من نعاس النهار ولا علاقة له بجودة النوم وإيقاع الميلاتونين ..

  • 3/26/2022
  • 21:31
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة همة نيوز : زهير بن جمعة الغزال .. دعا مختصون في طب النوم أفراد المجتمع إلى التخطيط الصحي لشهر رمضان بشكل جيد وصحيح للإستفادة منه قدر الإمكان في التعبد والطاعة وفي الوقت نفسه إعطاء الجسم وقتًا كافيًا للراحة والنوم، والمحافظة على نظام اليوم العادي خلال الصيام قدر الامكان، إذ إن استمرار الصائم على النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار، يحقق المطلوب بأن يكون صائمًا أثناء فترة نشاطه.وبين الفريق الطبي المكون من كل من استشاري أمراض الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، الدكتورة رنيا الشمراني استشارية الأطفال وطب النوم بالمركز، الدكتور وائل عبدالله العمودي استشاري طب النوم بجامعة رابغ ، خلال استضافتهم في برنامج ” صحتي غايتي” بوحدة خدمة المجتمع بكلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للنوم، أن بعض الصائمين يعانون من اضطراب نظام نومهم في شهر رمضان، ومن ذلك النعاس المفرط أثناء النهار مع عدم قدرتهم على النوم ليلاً، في حين يشكو آخرون من حصولهم على عدد ساعات نوم أقل مما اعتادوا عليه على مدار اليوم والليل مقارنة بالشهور الأخرى، ومنهم من يرجع ذلك الى جدول أعمالهم المزدحم إضافة إلى روحانية شهر رمضان في آداء صلاتي التراويح والقيام والسحور.وبينوا أن هناك عدة أسباب وعوامل تؤدي إلى تغير نمط النوم في رمضان من بينها تناول الطعام في وقت متأخر أي بعد غروب الشمس، بالإضافة إلى التأخر في الخلود إلى النوم، ومشاهدة التلفاز وتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، وكذلك تبديل ساعات النوم.وأوضحوا أن الناس يميلون إلى السهر الطويل الممتد حتى صلاة الفجر، ويبدأ ليلهم من صباح اليوم التالي ”أي بعد صلاة الفجر“؛ لينتهي في أوقات الظهيرة، أو قد يمتد الى أكثر من ذلك، وكذلك يزداد تعرضهم للضوء العالي والضوضاء خلال الليل، خلافًا لما اعتادوا عليه في الشهور الأخرى، وكذلك الإفراط في الطعام الدسم ليلا وحتى قبل وقت الإمساك بقليل.وأشاروا إلى أنه باجتماع هذه العوامل وغيرها، يتأثر نمط النوم الطبيعي لدى الصائمين، وهو ما يؤثر ”وليس الصوم“ على الصحة الجسدية والنفسية للصائم، وبالتالي تتغير الساعة البيولوجية تبعا لهذه التغيرات، وهو ما ينتج عنه اضطراب نظام النوم، واختلال جودته، والشعور بالنعاس في ساعات النهار، وقلة التركيز، والشعور بالغضب والتوتر.وأضافوا ، ناقشت العديد من الدراسات تأثير صيام شهر رمضان على النوم، ووجدت في مجملها أن عدد ساعات النوم الكافية لا يتأثر مقارنة بباقي شهور السنه، ما يجعل الحصول على عدد ساعات نوم كافية للفرد أمرا ممكنا طالما تم تنظيم الوقت بشكل صحيح، علمًا بأن معدل النوم اليومي الطبيعي يتفاوت من شخص لآخر وهو يتراوح بين ثمان إلى تسع ساعات في الليلة ولكنه قد يزيد أو ينقص بمعدل ساعة أو ساعتين”.ونوهوا أن الدراسات الحديثة أثبتت أنه لا تأثير واضح للصوم على إيقاع إفراز هرمون النوم ”الميلاتونين“، كما أن الصوم لا يؤثر على اليقظة أو التركيز، وهذا يناقض ما يعتقده الكثيرون عن أن الصوم يسبب النعاس وقلة التركيز، بل على النقيض تماما يزداد تركيز الصائم عن غيره ويعزى ذلك إلى إفراز الجسد أثناء الصوم العديد من النواقل العصبية التي تزيد من اليقظة.ووجهوا في ختام حديثهم بعض النصائح المهمة للمحافظة على نمط نوم صحي خلال رمضان وهي، المحافظة على نظام اليوم العادي خلال الصيام قدر الامكان، فاستمرار الصائم على النوم بالليل والاستيقاظ بالنهار، يحقق المطلوب بأن يكون صائماً أثناء فترة نشاطه، لأن ذلك يساعد في تنشيط عمليات الايض وتنظيمها وطرد السموم من الجسم أثناء فترة الصيام ومن النصائح أيضا قيام الإنسان بجميع مهامه اليومية وهو صائم ما استطاع الى ذلك سبيلا، فيقوم بنشاطات رياضية وذهنية ومنزلية ومهنية ضمن حدود المعقول بحيث لا تكون مضنية أو شاقه ولا يكون فيها تعرض شديد للحرارة.ونصحوا بتجنب المشروبات المنبهة قبل موعد النوم بأربع ساعات، لذلك يجب عدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين وتجنب التدخين حتى لا يجد الفرد صعوبة في النوم بعد التراويح مباشرة والاستيقاظ نشيطا لقيام الليل وتناول وجبة السحور، وأنه في حال الشعور بالنعاس أو التعب اثناء النهار يمكن النوم لمدة 20 دقيقة تقريبًا لاستعادة النشاط، وذلك في مكان مريح وهادئ للحصول على قيلولة تجدد الطاقة.وشددوا على ضرورة الحرص على تناول أطعمة خفيفة على الإفطار، فذلك من شأنه أن يجعل الفرد نشطًا أثناء التراويح وأداء العبادة ويسهل عملية النوم بعد ذلك على عكس الأكلات الثقيلة التي ترهق المعدة وتسبب الارتجاع وعسر الهضم وتجعل عملية النوم أصعب.وختاما نصحوا بتناول الإفطار الخفيف عند الآذان ثم عشاءً متوازنا بعد صلاة التراويح وأخيرا وقبل الفجر بربع ساعة وجبة خفيفة من اللبن والخيار والماء والتمر مثلاً، والحرص على الاتزان في مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية كالجوالات والأجهزة اللوحية لآن مشاهدتها واستخدامها لساعات طويله له تأثير سلبي على النوم والصحة عمومًا، فالاسراف في هذا الامر يودي الي تأخير ساعة النوم ، وعند الاستيقاظ صباحًا تجد التعب والاجهاد بالإضافة للجوع بسبب قلة النوم. لذلك يجب التوازن بين النشاطات وساعات النوم والتخفيف من عدد الساعات التي يقضيها الشخص في مشاهدة التلفاز أو متصفحاً الإنترنت .

مشاركة :