دعا مختصون في «طب النوم»، أفراد المجتمع إلى التخطيط الصحي لشهر رمضان بشكل جيد وصحيح؛ للاستفادة منه قدر الإمكان في التعبد والطاعة، مؤكدين أن الصوم بريء من النعاس أثناء النهار وقلة التركيز. الفريق الطبي مكون من استشاري أمراض الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، والدكتورة رنيا الشمراني استشارية الأطفال وطب النوم بالمركز، والدكتور وائل عبدالله العمودي استشاري طب النوم بجامعة رابغ ، وجاء ذلك خلال استضافتهم في برنامج «صحتي غايتي» بوحدة خدمة المجتمع بكلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للنوم. وأبان الفريق الطبي أن بعض الصائمين يعانون من اضطراب نظام نومهم، ومن ذلك النعاس المفرط أثناء النهار مع عدم قدرتهم على النوم ليلاً، في حين يشكو آخرون من حصولهم على عدد ساعات نوم أقل مما اعتادوا عليه، ومنهم من يرجع ذلك إلى جدول أعمالهم المزدحم إضافة إلى روحانية شهر رمضان في أداء صلاتي التراويح والقيام والسحور وبيَّنوا أن هناك عدة أسباب وعوامل تؤدي إلى تغير نمط النوم في رمضان من بينها تناول الطعام في وقت متأخر أي بعد غروب الشمس، بالإضافة إلى التأخر في الخلود إلى النوم، ومشاهدة التلفاز وتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، وكذلك تبديل ساعات النوم. ونوهوا بأن الدراسات الحديثة أثبتت أنه لا تأثير واضح للصوم على إيقاع إفراز هرمون النوم ”الميلاتونين“، كما أن الصوم لا يؤثر على اليقظة أو التركيز، وهو ما يناقض اعتقاد الكثيرين بأن الصوم يسبب النعاس وقلة التركيز، بل على النقيض تماماً يزداد تركيز الصائم عن غيره ويعزى ذلك إلى إفراز الجسد أثناء الصوم العديد من النواقل العصبية التي تزيد من اليقظة. ودعو إلى المحافظة على نظام اليوم العادي خلال الصيام قدر الإمكان، لأن ذلك يساعد في تنشيط عمليات الأيض وتنظيمها وطرد السموم من الجسم أثناء فترة الصيام، ومن النصائح أيضاً قيام الإنسان بجميع مهامه اليومية وهو صائم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ونصحوا بتجنب المشروبات المنبهة قبل موعد النوم بأربع ساعات، وفي حال الشعور بالنعاس أو التعب أثناء النهار يمكن النوم لمدة 20 دقيقة تقريبًا لاستعادة النشاط.
مشاركة :